أيها الليبيون, أنقذوا ثروتكم من الذين سيصيَرونكم خدما وعبيدا!!

أيها الليبيون, أنقذوا ثروتكم من الذين سيصيَرونكم خدما وعبيدا!!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

ان ما تعانيه ليبيا اليوم من فوضى وعدم استقرار في الجوانب الأمنية بالدرجة الأولى, انعكس سلبا على كل الجوانب الأخرى, ففي الجانب المالي تحديدا استشرى الفساد, حتى بلغ حدا لا يطاق, نتج عنه إهدار مبالغ مالية كبيرة من ميزانية الدولة هباء منثورا, فبالرغم من تخصيص اكبر ميزانية في تاريخ ليبيا والتي قدرت بحوالي 68 مليار دينار للعام 2012 إلا أن تلك المبالغ الفلكية تم صرفها بطريقة فوضوية تثير شكوكا حولها وفي كيفية صرفها!. من تلك الشكوك أن تقفز مخصصات الرواتب من حوالي 8 مليارات في العام 2011 إلى حوالي 20 مليار في عام 2012!!. ومنها كذلك ان يتم تخصيص وصرف ما قيمته 20 مليار لبند التنمية في حين لم نر على الأرض أية مشاريع تنموية نفذت! يبدو أن كل تلك المخصصات ذهبت في شكل مستخلصات متأخرة في ظل تعاملات غير دقيقة! وهي بالتالي ليست سوى تعويضات قدمت للمقاولين لاسترضائهم!. أما ثلث الميزانية المتبقية فقد صرف في الأمور التسييرية بنسبة زيادة تعادل 500% مما كان يصرف سابقا!! دون أي تطور أو تحسن في الأداء والخدمات!.

وهكذا ضاعت وتضيع المليارات بدون رقيب أو حسيب خلال سنة 2012 وكنا نأمل أن يحس المسؤولون بحجم الكارثة ويتداركون الأمر لكن وبكل حسرة ولوعة مرت السنة ومررت معها ميزانية عمياء!.هاهي المأساة تتكرر حين يتم تخصيص حوالي 65 مليار لميزانية سنة 2013 مما يضطرنا لنسأل أنفسنا: ماذا استفاد المواطن الليبي من كل تلك الأرقام الفلكية!؟ بل ماذا استفادت ليبيا الوطن منها؟! للأسف المستفيد الوحيد هم حفنة من الحذاق او ما يمكن تسميتهم بــ “الإقطاعيين الجدد” سماسرة الدينار والدولارالذين احتكروا ثروة ليبيا وتقاسموها حتى غصت بها حساباتهم في البنوك داخليا وخارجيا!. أولئك السماسرة الذين حوَلوا كل شيء في ليبيا إلى غنائم وتمكنوا من التمدد في مفاصل مؤسسات ولدت ميتة!

للأسف سيستمر نزيف الثروات الليبية لتلك الفئة من السماسرة الحذاق! وسيبقى الشعب الليبي محروما من ثروته ربما لعقود أخرى كما حرم سابقا, ربما إلى أن تستنزف ثروة النفط وتعلن ليبيا إفلاسها! حينها سيكشر الإقطاعيون الجدد عن أنيابهم, ويرتهنون مصيركم أيها الليبيون في شركاتهم وأموالهم! وسيجبرونكم على العمل لديهم عبيدا مسخرين تحت وطأة الحاجة وقلة الحيلة! عندئذ سيتأكد الجميع من أن ثمن التضحيات الذي قدمه الليبيون عربونا للحرية والكرامة لم ولن يكون متناسبا مع نتائج التغيير المنشود وأن الثمار الجنية اقتطفها اللصوص والسماسرة ! الذين استهوتهم رائحة التغيير بأيد غير أيديهم ليتسللوا خلف الصفوف ويتسلقون فرادى وجماعات على أكتاف الشعب البائس المحروم!

لذلك لابد من صرخة مدوية تستنهض همم الرجال من الذكور والإناث ليقطعوا الطريق وبقوة الثورة وعنفوان الشعب أمام تلك الثلة من السماسرة الذين يحاولون باستماتة قهر إرادة الشعب والاستحواذ على ثروته الوفيرة التي وهبها الله له في لحظة من لحظات الغفلة المصطنعة بفعل الفاعلين! اصحوا يا ليبيين, وانطلقوا مطالبين بحصتكم من ثروتكم المستباحة قبل أن يحال دونها! إما بنفاذها وإما بالتحكم فيها من قبل عصابة الإقطاعيين الجدد! وتجار الحروب! ومن ثم يستبيحونكم في حياتكم ووجودكم! هل تستفيقون؟! أم على قلوب أقفالها؟! انه زمن الثورة وأخذ الحقوق مغالبة! فلا تتركوا الفرصة تذهب من بين أيديكم! إنها ساعات الفعل والحسم.. انطلقوا معتصمين بالله.. املئوا الشوارع والساحات.. رابطوا فيها حتى يخشاكم السماسرة والحذاق!! قاوموهم بالاعتصامات اقتلوهم بعزيمة لا تلين وصبر بلا حدود! امنعوهم من سرقة ما هو آت! وحاسبوهم على ما فات! يا ليبيين انتبهوا لأنفسكم وشمَروا عن سواعدكم وقفوا في وجه هذا التيار الذي يريد أن يستعبدكم ويحولكم خدما ومأجورين! اللهم فأشهد, ها قد بلغت!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً