أيها النواب لا مجال للمناورة فهل تدركون؟!

أيها النواب لا مجال للمناورة فهل تدركون؟!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ ليبيا المعاصر، حيث الأصابع على الزناد في كل ربوع الوطن المكلوم، وحيث الفوضى تضرب اطنابها والأزمات تحكم حلقاتها، على الشعب الليبي التائه بين رؤى ساسة العبث وانعدام الشعور بالمسئولية الملقاة عليهم، في هذه الاثناء الحرجة لا مجال ولا وقت للمناورات السياسية العبثية السخيفة، فالساعة من الوقت بحسابها وتحمل بين دقائقها وثوانيها أمورا كبيرة قد تعمى عن قصيري النظر من مراهقي السياسة المتدثرين باثواب الصفات في مجلس النواب او مجلس الدولة او مؤتمر الخراب العام!

هذا ليس وقتا لمزيد العبث والتلاعب بمصير وطن وشعب، فكفى استهتارا وكفى عارا أيها المعتلون للمناصب، فوق جماجم الليبيين من ضحايا معارككم الاهلية، التي لم تنطفي نيرانها حتى الآن وخلال ست سنوات كاملة! أيها الملاعين من تجار يعيشون حالة مراهقة مزمنة لبيع الوطن وتمزيقه، اما آن وقت اتعاضكم وعودة الوعي الى عقولكم المحقونة بعقار الهوس والطمع وقلة الحياء! اما آن وقت عودة الحركة في اجسادكم التي ترهلت شحما ولحما، من موائد قوت الليبيين الذين خذلتوهم في لحظة فارقة من لحظات ممارسة العهر السياسي، المدفوع برغبة الحصول على المكاسب باي وسيلة كانت!

انه ليس وقت للمناكفات وتبادل الاتهامات وإظهار المزايدات! ليس وقتا للمناورات السياسية الرخيصة على حساب الوطن الغالي العزيز! واعلموا ان كل ما تقومون به يدخل في حيز الباطل والمحظور وبقياس شدة الظرف وضغط الزمن يرقى لان يكون خيانة لوحدة الوطن وسيادته! هل لي ان اذكركم بان ما تتنعمون بخيراته اليوم اضحى بفعل سياساتكم العبثية مجرد أنقاض وطن هشمته حروبكم القذرة وبقايا من كيان صيّرتوه هشا فينكسر! أيها الواهمون العابثون الغافلون المغيبة عقولكم المنتفخة بطونكم واوداجكم هل من صحوة ضمير!؟ هل من سبيل الى رشاد وكلمة سواء تعيدكم الى جادة الصواب وتدفعكم الى مراجعة أنفسكم لعلكم تنقذون ما تبقى لكم من ضمير!

هل تدركون انكم بمصير وطن وشعب تعبثون وتغامرون؟، هل تصدقون أنفسكم بأن مجرد اجتماع ثلة قليلة منكم لم تبلغ الحد الأدنى من نصاب الاجتماع! بإمكانها تمرير قرار او مجرد القبول به؟! الا تعلمون ان قراركم الأخير بإلغاء الاتفاق السياسي هو خطيئة كبيرة في حق أنفسكم أولا، وجرما في حق شعبكم ووطنكم ثانيا؟! هل تجهلون او تتناسون ان شرعيتكم الحالية مستمدة من هذا الاتفاق الذي تريدون الغائه؟! انسيتم ان صلاحيتكم وفق الإعلان الدستوري منتهية مثلكم مثل باقي الاجسام التي تناظركم؟! الا تعقلون الا تدركون؟!!

أيها النواب ممن تبقى فيه شيء من ضمير وحس، أنتم اليوم مطالبون بلملمة بعضكم بعضا، والتعجيل بعقد اجتماع قانوني يبلغ النصاب لمجلسكم المتشظيء، لتقرروا مصير وطن وشعب، لتتفقوا على تسمية أعضاء وفد الحوار، لا لإلغاء الاتفاق السياسي! وليس امامكم من وقت فالحرب تطرق ابوابكم، وقد تستعر بين عشية او ضحاها، الحرب التي ستكون هذه المرة شاملة، وستكون فاتورتها عالية جدا بشرا ومالا، فكفانا قتل وكفانا خراب! أيها النواب اخاطب فيكم بقية من ضمير، ان كان منكم من لا يزال يهمه الوطن والشعب، فهذا هو زمن الرجال الاوفياء، زمن التضحية والعطاء، فانصتوا الى صوت الضمير الحي، وسارعوا الى رتق النسيج، وتفادي المحظور قبل ان تدرككم عاصفة هوجاء، لا تبقي ولا تذر! فهل من مدكر، اللهم قد بلغت، اللهم فأشهد.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً