إعلان وفاة الليبي الشريف

إعلان وفاة الليبي الشريف

المواطن الليبي البسيط ،الكادح الشريف، الذي انهكته الظروف الاقتصادية والمعيشية طيلة فترة حكم النظام السابق،وتوالت عليه المصائب حتى بعد ثورة 17 فبراير.

المواطن البسيط، الذي مات اخوه تحت التعذيب في سجون القذافي، وفقد اخاه الاخر في جبهة البريقة، ومن قبلها ماتت امه بخطأ طبي في احد المستشفيات الحكومية، ويعتمد الآن على راتب يستلمه مرة كل ثلاثة أشهر، وكل حاجياته الغذائية يأخذها من الجمعية التعاونية، لايعرف الرشوة، تعلم في مدارس الحكومة، لم يركب في حياته الا الميكروباص، يصلي الجمعة في الجامع القريب من بيته، لا يعرف العلاج في الاردن او تونس او مع المرضى والجرحى في اليونان وتركيا والمانيا، لم يدرج اسمه في قوائم المستفيدين من رواتب ومنح الكتائب الوهمية، لم تتح له فرصة توفير مبلغ يدفعه لمهر الزواج حتى من ارملة او مطلقة.

واذا وفقه الله وتزوج فان مسلسل المناسبات الاجتماعية والاعياد الدينية يؤرق نومه ليلا ويزيد من همومه نهارا.. وتبدأ الديون والأعباء المالية تطاده، من اجل الحفاظ على ماء وجهه امام اطفاله، من شهر رمضان ومصاريفه وعيد الفطر وما يتطلبه.

وما أن يتنفس الصعداء بسداد فاتورة شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الاضحى، حتى تستقبله مصاريف المدارس وهكذا في مسلسل مكسيكي لا نهاية له.

وكل ذلك في ظل حكومة لا تحترم مواطنته وآدميته ولا تمنحه حقه من ثمرة تضحيات أجداده وابنائه وثروة بلاده في توفير الحد الأدني للحياة الكريمه، التى افتقدها طيلة اربعة عقود.
و بوجود مؤتمر وطني، يعطي لنفسه المكافآت و المنح و الرواتب و السكن و الحوافز المادية.

هذا المواطن لم يسع لمد يده لأخذ ما لا يستحق، لم يستول على شقة أو عمارة أو أرض ليست ملكه.. يحترم القيم والعادات والتقاليد والاعراف، والنظم والقوانين المعمول بها، ويلتزم بدفع فواتير الكهرباء والمياه.

هذا الليبي البسيط، ضد كل مظاهر الفوضى وانتشار السلاح، يبحث عن الامن والامان. وهو مع الجيش والشرطة ضد كل الاشكال الحزبية المؤدلجة.

ولكى يعيش هذا المواطن كريما معززا في وطنه، لابد للحكومة من ان تراعي مصالحه اولا، وأن توفر له الحياة الكريمة و الامن، ولا تتركه يعانى من رحلة العذاب الذي لا ينتهي إلا بإعلان وفاة المواطن الليبي الشريف.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً