اخوان مصر يدعون انصار مرسي الى العودة للتظاهر

تصعيد اخواني
تصعيد اخواني

دعت جماعة الاخوان المسلمين في مصر أنصارها إلى مسيرة احتجاجية في القاهرة الخميس بعد مقتل 525 شخصا على الأقل في حملة أمنية لفض اعتصامين للرئيس المعزول محمد مرسي واشتباكات لاحقة تركت مصر أكبر الدول العربية سكانا في حالة من الاستقطاب والاضطراب.

وتعرضت القاهرة ومدن أخرى لأعمال عنف صادمة الأربعاء ولكنها اتسمت بالهدوء بدرجة كبيرة الليلة الماضية بعد أن أعلنت الحكومة المدعومة من الجيش حالة الطواريء لمدة شهر وفرضت حظر تجوال من غروب الشمس وحتى الساعات الاولى من الصباح في العاصمة و13 محافظة أخرى.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الجيش سيتمكن من كتم غضب انصار الرئيس المعزول.

ويبدو أن نقطة الاشتعال التالية ستظهر في وقت لاحق الخميس بعد أن دعت الجماعة إلى مسيرات في العاصمة احتجاجا على سقوط قتلى.

واشتبك إسلاميون من أنصار مرسي مع قوات الشرطة والجيش التي استخدمت الجرافات والقنابل المسيلة للدموع والذخيرة الحية أمس الأربعاء لفض اعتصامين في القاهرة والجيزة تحولا الى بؤرتين للمواجهة بين الاخوان والجيش.

وامتدت الاشتباكات بسرعة وقال مسؤول من وزارة الصحة الخميس إن 525 شخصا قتلوا ونحو 3717 اصيبوا بجروح في القاهرة والاسكندرية وعدة بلدات ومدن في مختلف ارجاء مصر التي يقطنها نحو 84 مليون نسمة.

وجاء قرار فض اعتصامي الاخوان بمثابة تحد لمناشدات الغرب بضبط النفس والتفاوض على تسوية للازمة السياسية في مصر وجاءت إدانات من عدة دول وليس كلها.

وفي أنقرة دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مجلس الأمن الدولي الخميس إلى الاجتماع سريعا والتحرك بعد ما وصفه بالمذبحة في مصر.

وقال في مؤتمر صحفي “أناشد الدول الغربية. لقد لزمتم الصمت في غزة ولزمتم الصمت في سوريا … ومازلتم تلزمون الصمت بشأن مصر. لذلك كيف تتحدثون عن الديمقراطية والحرية والقيم العالمية وحقوق الانسان”.

وفي موقع اعتصام مسجد رابعة العدوية بالقاهرة قام الخميس جامعو القمامة بتنظيف المكان من بقايا الخيام المحترقة. وفكك الجنود المنصة المقامة في قلب مكان الاعتصام. وكان هناك مدرعة محترقة متوقفة في شارع قريب.

وتقول جماعة الاخوان المسلمين إن أعداد القتلى أعلى بكثير من البيانات الرسمية وقال متحدث باسمها إن نحو ثلاثة آلاف شخص قتلوا في “المذبحة”. ومن المستحيل التحقق من البيانات بشكل مستقل نظرا لاتساع نطاق العنف.

ويمنح إعلان حالة الطواريء وفرض حظر التجوال للجيش سلطات الاعتقال والاحتجاز لاجل غير مسمى التي احتفظ بها على مدى عقود في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011.

ويؤكد الجيش إنه لا يسعى للسلطة وانه تحرك الشهر الماضي لعزل مرسي استجابة للارادة الشعبية واحتجاجات حاشدة لكن الأزمة السياسية التي مزقت المصريين بين موال ومعارض لمرسي طغت على جهود استعادة الديمقراطية.

وقدم السياسي المصري البارز محمد البرادعي الذي أيد عزل مرسي استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية مبديا استياءه من فض الاعتصامين بالقوة بدلا من التفاوض على انهاء الأزمة المستمرة منذ ستة أسابيع.

ولم يتبع خطاه ليبراليون وتكنوقراط آخرون في الحكومة المصرية. وتحدث رئيس الوزراء حازم الببلاوي في كلمة بثها التلفزيون قائلا “لم يكن قرارا سهلا” موضحا ان السلطات لم يكن أمامها خيار اخر.

وأضاف الببلاوي إن الأمور “وصلت إلى درجة لا يمكن لدولة تحترم نفسها أن تقبلها.”

وامتدت أعمال العنف إلى خارج القاهرة فاشتبك انصار مرسي وقوات الأمن في الاسكندرية والمنيا وأسيوط والفيوم والسويس والبحيرة وبني يوسف.

وقالت قوات الأمن ووسائل الإعلام إن الإسلاميين شنوا هجمات انتقامية على أهداف مسيحية في عدة مناطق وأضرموا النيران في كنائس ومنازل وشركات يملكها أقباط بعد ان أعطى البابا تواضروس مباركته لعزل مرسي.

وقالت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية ان الكنائس هوجمت في المنيا وسوهاج واسيوط حيث فر المسيحيون عن طريق الاسطح إلى المبنى المجاور بعد أن احاطت حشود بالكنيسة ورشقتها بالحجارة.

وقال وزير الداخلية محمد ابراهيم في مؤتمر صحفي إن 43 شرطيا قتلوا في الاشتباكات.

وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية لوكالة أنباء الشرق الأوسط مقتل ثلاثة من رجال الشرطة في الساعات الأولى من صباح اليوم اثناء دفاعهم عن قسم شرطة حلوان. وقالت الوكالة إن مئات من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين قاموا في الساعات الأولى من الصباح بالتجمع امام قسم شرطة حلوان في محاولة لاقتحامه وهو ما ادى إلى وقوع اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.

وادانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة العنف وطالبوا برفع حالة الطواريء وإلى حل سياسي شامل للازمة.

ووصف جون كيري وزير الخارجية الأميركي إراقة الدماء في مصر بانها “مؤسفة” وهي كلمة نادرا ما يستخدمها الدبلوماسيون الأمريكيون وحث جميع الأطراف على السعي لحل سياسي.

وقال مسؤول أميركي إن واشنطن تدرس إلغاء مناورات عسكرية مع مصر مقررة هذا العام بعد أعمال العنف.

ومناورات “النجم الساطع” التي تجرى كل عامين هي حجر زاوية في العلاقات العسكرية الأمريكية المصرية وبدأت عام 1981 بعد اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل. واوقفت الولايات المتحدة بالفعل تسليم طائرات اف-16 مقاتلة فيما يشير إلى استيائها من الاحداث.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً