الإنفلات الأمنى للحدود الليبية المصرية فى غياب السيادة والقانون

الإنفلات الأمنى للحدود الليبية المصرية فى غياب السيادة والقانون

ليبيا ومصر دولتان تربطها علاقات أزلية منذ قدم التاريخ ، ولا شك أن ما يكتشفه علماء الآثار من حين لآخر، من آثار وحفريات ومُومياء على حدود البلدين من الشمال وحتى الجنوب تؤكد أن هاذين البلدين إمتزجا مع بعضهما منذ آلاف السنين فى علاقات تجارية وإجتماعية وسياسية ، والحضارة الفرعونية والحضارة الليبية القديمة شاهد على ذلك وقلما كانت تنشأ بينهم الحروب لخلافات على السيادة ولكنها لا تدوم إلا لوقت محدود وغالباً ما تنتهى فى حينها ، فعلاقة ليبيا بمصر وعلاقة مصر بليبيا لا يختلف عليها إثنان مهما كانت الظروف وهى دائماً مُتمّيزة ولا يمكن أن تتأثر بالتقلبات السياسية والحغرافية.

ولو عُدنا للتاريخ الحديث لوجدنا أن مصر كانت الحضن الدافئ لأهلنا يوم أن أبعدهم العهد العثمانى من ديارهم ظلماً وعدواناً لا لذنب إقترفوه ولكن رفضهم الإستبداد العثمانى ونهب خيرات وطنهم فكان عقابهم الطرد الجماعى بمؤامرة نُسجت خيوطها فى ديار سلاطين إسطنبول والباب العالى بطرابلس فى سنة 1670م وأخرى كانت فى سنة 1817م ولولا مشيئة الله تعالى لقام القذافى بإعتماد تلك المؤامرة وتنفيذها على أهلنا فى الشرق الليبى فى 2011م وكأن التاريخ يعيد نفسه ، وهو ما سجله التاريخ على تلك الفترة الظالمة وهى فترة الإستعمار التركى لأرضنا الليبية .. ولا أخجل من تسميتهم بالإستعمار بالرغم من أن البعض لا يعتبرهم كذلك بحجة أنهم يدينون بالدين الإسلامى غير أنه فى تلك الحقبة التركية تعرّض شعبنا المسالم للكثير من الطغيان بسبب حقبتهم الإستعمارية ونشرهم الفتن والفرقة بين أبناء الشعب الواحد.

مصر لم تكن يوماً من الأيام جاحدة ولا مُتعالية ولا سلبية تجاه أبناء الشعب العربى عامة ولا على جارتها ليبيا تحديداً فقد كانت ملجأ للمضطهدين والمناضلين واللاجئين لأى سبب من الأسباب ، حتى من (يزعل من أهله أو ياخذ على خاطره) من الليبيين أو غيرهم يشد الرحال إلى مصر ويعيش بين أهلها مُعززاً مُكرماً له ما لهم وعليه ما عليهم حتى يهدأ ويحن لوطنه ويرجع مهما طال به الزمن ليؤدى ما عليه من واجبات ولو كانت قصاصاً فيما إرتكبه فى حق وطنه وأهله .

مصر أرض الكنانة وأرض النيل وأرض الخيرات التى ذُكرت فى القرآن أكثر من مرة بسم الله الرحمن الرحيم (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس) صدق الله العظيم. ولطالما تكالب عليها الغزاة وخرجت فى النهاية منتصرة بعون الله وصلابة رجالها الأشداء ، وما تُعانيه مصر اليوم من مشاكل وإنفلات أمنى وتجاذبات سياسية ومشاكل إقتصادية كما فى ليبيا لن يدوم أبداً فى ظل علمائها الأجلاء وخبرائها وسياسييها المُخضرمين وأزهرها العريق وكنائسها القبطية التى تواجدت قبل نشر الإسلام بها ونيلها الذى يتآمر عليه البعض من الجيران غير العرب ممن يظنون أن مصر قد فقدت دورها العربى وتخلى عنها أشقاؤها فها هم اليوم يشيدُون سداً أطلقوا عليه إسم النهضة زوراً وتآمراً لنهب مياه النيل العظيم والإستغوال على حصة مصر ويمكن أن يكون ذلك بتآمر دولى صهيونى لكى يحرمونها من شريان الحياة ولكى يتوقف قلبها عن النبض وعن ضخ دم الحياة فى الجسم العربى ولكن هيهات لهم ذلك فمصر لن تسقط إلا واقفة رغم كيد الكائدين .

أيها السادة القراء الأعزاء .. نحن فى ليبيا لنا أشقاء وإخوة بمنطقة الصحراء الغربية المصرية بما يطلق عليهم (قبائل أولاد على) أصول مشتركه وتاريخ واحد وجذور واحدة ودم واحد وتراث واحد ولهجة واحدة وموروث حضارى واحد ومن يقول غير ذلك فهو مخطئ ، هذه القبائل تواجدت فى الصحراء الشرقيه من السلوم وحتى اسوان لأسباب يعلمها الجميع ، أجسادهم فى مصر وعيونهم وقلوبهم على وطنهم الأم ليبيا ، لقد كانوا عوناً لأجدادنا فى حركة الجهاد ضد إيطاليا عبر سهول البطنان وحتى الجبل الأخضر لم يُساعد أجدادنا فى تلك الفترة سوى أهلنا فى مصر ولدينا الوثائق والمستندات التى تؤكد ذلك ، حيث كان جدنا المرحوم المناضل / صالح محمد سرقيوه هو حلقة الوصل فى إيصال الدعم اللوجستى لأدوار الجهاد فى الجبل الأخضر وبعلم المرحوم الملك إدريس السنوسى ، وفى إنتفاضة فبراير هبت قبائل أولاد على لدعم الثورة الليبية بكل ما لديهم من إمكانيات حيث كان النائب / فرج العبد القناشى بمطروح يتحرك بقوافل الدعم اللوجستى إلى درنه والبيضاء وبنغازى ونحن شهود على ذلك ، فهل من أحد ينكر ما قدمته مصر لليبيا فى الظروف الصعبة قديماً وحديثاُ وبدون جميل لأنهم يقدمون ذلك لإخوتهم وأهلهم وأبناء عمومتهم فكيف نجحد عليهم ذلك وننكر الجميل ونحن أهل الوفاء للأجنبى الذى لا تربطنا معه سوى المصالح فكيف بالنسبة لإخوتنا وأهلنا ؟! .

ولكن .. أيها السادة كيف يصل بنا الأمر فى هذه الأيام أن تتحول حدودنا مع جارتنا العزيزة مصر إلى هذا الحد من الإنفلات الأمنى والإختراقات التى تصل إلى حد إطلاق النار والإعتداء على سيارات النقل الليبية ومنعها من الصعود إلى هضبة السلوم ناهيك بالإعتداءات على المسافرين الليبيين الذين يرون فى العلاج فى مصر أفضل مئات المرات من الدول الأوروبية وهو ناتج عن حبهم لمصر وأهلها وأطبائها ، لماذا أيها الإخوة يحدث ذلك دونما يتحرك أحد من قبل السادسة فى مصر وأهل الحكمة من قبائل مطروح ؟ ، وأؤكد أنه كما يحدث فى الجانب المصرى يحدث كذلك على الجانب الليبى فكم من إختراقات تحدث فى حق إخوتنا المصريين وسلب لحاجياتهم أو ممتلكاتهم على الطريق الدولى بين مصر وليبيا وفى البوابات .. فلماذا والف لماذا..؟؟ تحدث هذه الأمور لتزيد من الوضع فى ليبيا ومصر تعقيداً … نحن نناشد أن يتولى المختصون فى البلدين هذا الأمر الطارئ والخطير بالدراسة لإيجاد حل نهائى لهذه الإختراقات على الحدود بين البلدين ولا أخفيكم سراً أن من يريد السفر إلى مصر من الليبيين يسأل أولاًً .. هل الحدود مفتوحة أو مُغلقة أليس هذا مضحكا ؟؟!! وهذا ما يذكرنى بالشريط السينمائى (إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين) عندما كان يغنى الدكتور شديد (هى شعره .. ساعه إتروح وساعه تيجى) أقول أن الحدود الليبية المصرية (ساعه تقفل وساعه تفتح) فهل من عقلاء وحكماء يتدخلون قبل أن تتفاقم الأمور ونجد أنفسنا مصريين وليبيين فى مأزق يصعب علينا تجاوزه.؟؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • NOREA

    لوكان عندكم مهنية في العمل الصحفي انشروها للانصاف
    لا أدافع عن احد وانما ادافع عن شرع الله
    الحقيقية الغائبة ؟؟؟؟!!!!
    جئت من فزان زيارة إلي عائلة عمتي العجوزة المقيمة ببنغازي بمنطقة الرويسات , بهذه المدينة المباركة فأخذنا الحديث على وضع المدينة والبلاد بصفة عامة وتحدثنا عن ما يسموا بأنصار الشريعة ؟؟؟!!! هؤلاء الأشخاص الغريبي الاطوار .

    والحقيقة أن الكل ببنغازي وباقي المدن في ليبيا وخاصة درنة وسرت . كل ما يحدث تفجير او خطف أو أي عمل إجرامي إرهابي نقول وراء هذا هم جماعة اللحي أنصار الشريعة ( المقملين ـ القاعدة ـ الزنادقة ) وغيرها من التسميات التي عودنا عليها الطاغية الهالك , فحقيقة الأمر هؤلاء , جلست مع بعض منهم المتطوعين معهم . وترددت على مقرهم الكائن بمنطقة البركة في بعض الايام , فرأيت أعمال مختلفة يقوموا بها , مثل الأتي :

    أولا : المتطوعين في ما يسمى بأنصار الشريعة شباب منهم أطباء وخريجي معاهد عليا وليبيين أبناء بيتيه تربية الإسلام قبل كل شي ومناخ بنغازي الحبيبة وجزء منهم لا نقول كلهم بل كثير منهم كانوا يوم 19 / 3 / 2011 في منطقة القوارشة زملاء المهندس / راف الله السحاتي رحمه الله , واحمد بوختالة الذي نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله احد كان في افغانستان ومكث بها لمدة بسيطة مايقرب عن 7 او 8 سنوات و 4 سنوات عند سجون المرتدين الطواغيت في سجن بوسليم بطرابلس . المهم هذا الرجل الذي سخره ربنا للدفاع على مدينة رباية الدايح , للإنصاف أحببت أن أزود القارئ الكريم عبر اثير هذه الصحيفة الرائعة بالاتي :
    والله الذي لا إله غيره أعلمكم بأن الشباب في كتيبة أنصار الشريعة ببنغازي عملهم كالأتي :

    إلقاء القبض على كل شخص يروه خمران او لديه اي مشكله عائلية مع أهله بعد التبليغ من رب العائلة او اي احد ينوب عنه وذلك بعد التوقيع على محضر بالخصوص .

    بالاضافة الي جمع التبرعات للعائلات المحتاجة وإقامة الحملات .

    وبالايام الأخيرة قام بعض ضباط الأمن الوطني و الجيش بنقل كل من يكثر الغياب وعدم الحضور للتوكات , وكل من يتعاطى أثناء الدوام الرسمي في العمل , ونقله لأنصار الشريعة حتى يقوموا بتربيته للأسف وهذا كلام انا مسئول عنه لأنه يوجد بعض افراد الشرطة والامن الوطني والجيش يشربوا في الخمر خلال ساعات العمل الرسمي فتم نقل البعض منهم الي انصار الشريعة جماعة اللحي فالحقيقة كانت النتائج مذهلة .

    ناهيك عن إحكام القبضة على مستشفي الجلاء , ولم يستطيع أحد ولم يوجد من يتجرأ على أي عمل مفسد يقلق راحة الأطباء او يفزعهم بالاسلحة او غيرها . كما تم في بعض الايام ؟؟ بضرب بعض الاطباء بالسكاكين وتهديديهم ؟؟؟!!!!
    فهؤلاء اقصد جماعة انصار الشريعة زملاء راف الله السحاتي وأحمد بوختالة يعملوا لوجه الله الكريم بدون مقابل .
    نأمل من أي جهاز أمني أو اية مؤسسة عسكرية ببلادنا الحبيبية , سواءاً الداخلية او الدفاع او غيرها من المؤسسات الحكومية برئاسة الاركان وغيرها تعمل بآلية عمل أنصار الشريعة فهذا رأي , و سبحان الله وبحمده لا يأخذوا في مرتبات ويخدم لوجه الله , والله الكريم موفقهم سبحانه الله العظيم , ولديهم موقع على النت بعنوان : مؤسسة الراية للانتاج الإعلامي ـ القسم الإعلامي الخاص بهم .

    فبالنسبة عن الموجودين في مقر كتيبة أنصار الشريعة من الافراد الذين يتم القبض عليهم عن طريق أولياء أمورهم يتم يطبق عليهم الأتي :

    1. إنعاشهم من حالة الخمر التي كانوا عليها .
    2. ومن ثم يتم التحقيق معهم . بدون ضرب مبرح أو أي ضرب يؤذيهم او أي افتزاز يجرح مشاعرهم , كما يتصور البعض , فهذا ما نقلوه لي بعض من رفاق رف الله السحاتي وناصر عطية بوجفول ( الثوار الحقيقيين الذين لم يغلقوا الشوارع وطالبوا بدفع مبالغ ؟؟!! ) وللعلم حدثنى زوج أختي ( نسيبي ) وهو في قوات الصاعقة بعض الأفراد الذين قمنا بوضعهم عند انصار الشريعة لتأهيليهم دينياً رأينا شيئ مذهل جداً وحدثونا بالراحة النفسية التي وجدوها هناك . ؟؟!!! كيف لا وطيلة الوقت قراءة يتلى ودروس دينية خفيفة بعض صلاة العصر . وحلقات إنشادية .
    3. ومن ثم يكون برنامج عملي تعليمي دعوي لا غير . مثل الصلاة في وقتها لكل السجناء .
    4. مع تعليمهم للقرأن ( يعني وجود ساعة خلوة قرأنية ) يتبناها أحد المشايخ .
    5. تعليمهم توحيد الله عز وجل وغيرها من أمور الدين والعقيدة الصحيحة الخالية من التشدد والقمع والإرهاب كما يدعي البعض . ويكون ذلك يومياً على كل السجناء بدون استثناء أحد .
    6. والفترة التي يتواجد فيها السجين لا تقل عن أسبوعين او 20 يوم تقريباً .

    بالإضافة إلي هذا يقوموا ببعض الأعمال المتواضعة الخيرية , دعوية وإغاثته عديدة جداً مثل توزيع الأضاحي مجاناً بعيد الاضحى المبارك السابق الذي وصلت فيه قيمة الشاه الي 1000 دينار , و افتتاح عيادة مجانية خاصة بأمراض النساء والاطفال وعلاج السحر والجان والعقم بالقرآن والعسل المرقى مجاناً بدون أي مقابل , هذه العيادة يعرفها البعض وقد قاموا بالعلاج فيها وهي بمنطقة راس اعبيدة خلف حديقة الجلاء , وأعمال مهرجانات دعوية ترفيهية ثقافية بها جناح خاص بالعائلات . بكل منطقة . ويضعوا في الاعلام البيضاء والسوداء المكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله , ولكن بالنسبة لهذا العلم سألت أحدهم عليه . وقلت إننا في ليبيا الجميع مستاء لأن الجميع في العالم يعلم بأنها أعلام القاعدة , فأجابني أحدهم وقال بأنها والله راية الرسول صلي الله عليه وسلم , السوداء إسمها العٌـــقــاب , والعقاب هو نوع من انواع الطيور الذي يطير عالياً في السماء , والبيضاء إسمه لواء . فهذا علم المسلمين . والله أعلم كما أخبرني أحدهم المتطوع في أنصار الشريعة . الشاب الذي لم يبلغ 31 سنة وهو / لؤي بوخمادة وأنا وهو مسئولين عن الكلام الذين نقولوا فيه.

    ولكل من يريد معرفة اكثر عن هؤلاء عليه فتح موقع : مؤسسة الراية للانتاج الاعلامي , القسم الاعلامي لانصار الشريعة . في النت , تجد كل أعمالهم بما في ذلك الحملات وغيرها من الصور ومقاطع الفيديو .
    فهذه نبذة عن أعمال ما يسمى بأنصار الشريعة , نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكوا على الله ا
    وكل ما ذكرته لكم والله ليس بتلفيق او انحياز لهم و أنا مسئول عنه .

    اعذروني على الإطالة ولكن هذا من باب الانصاف وياريت كل اجهزتنا الحكومية الليبية بوزارة الدفاع ورئاسة الاركان تحذو الية عمل هؤلاء بالمعسكرات والاجهزة الامنية ومؤسسات الإصلاح في كل بلادنا الحبيبة , وهذا ليس بتحيز ولكن هذه الحقيقة يا سادة . وأنا مسئول على أي شيء كتبته .

    هؤلاء وغيرهم من يسعى للخدمة لله عز وجل اوضحوا لكل الناس محاسن الشريعة الإسلامية
    نوري السري ـ عقيد متقاعد بالجيش الليبي
    من مدينة فزان ـ ليبيا محقق سابق بالأمن الداخلي ـ مكافحة الإرهاب أيام القذافي

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً