الاغتصاب وطبائع الاستبداد

الاغتصاب وطبائع الاستبداد

قرأت الكثير عن الجريمة البشعة التي ارتكبت في مدينتي بنغازي ،بحق شقيقيتين بريطانيتين وناشطتين في الدفاع عن الفلسطينيين كانتا ضمن قافلة انسانية متجهة الى قطاع غزة. وأنا في صدمة كبيرة مما حدث، غير أن صدمتي الأكبر جاءت من الانهيار الاخلاقي في مجتمعنا الليبي. المجتمع الذي تعرض طوال 42 عاما للقمع ، والقهر والديكتاتورية والاستبداد، ولحرب ممنهجة على قيمه ومثله العليا.

لمعرفة دوافع تصرفات منفذي الجريمة البشعة، لابد ان نرجع للوراء سنوات طويلة، ونعيد قراءة كتاب طبائع الاستبداد للشيخ عبد الرحمن للكواكبي، ففيه تبيان لكل ما يحصل الان.

يقول شيخنا في كتابه:

“الأخلاق أثمار بذرها الوراثة، وتربتها التربية، وسقياها العلم”.

“أسير الاستبداد لا يذوق في الكون لذة نعيم غير بعض الملذات البهيمية،
بناء عليه يكون شديد الحرص على حياته الحيوانية وإن كانت تعيسة؛ وكيف لا يحرص عليها وهو لا يعرف غيرها”.

” إن التخريب الذي يقوم به الاستبداد في نفوس الناس وعقولهم وقلوبهم لا تكاد تحصى آثاره , فهو يصل إلى العقول فيفسدها وإلى الأرواح فيفتك بها وإلى الأخلاق والقيم فيدمرها , وتمتد آثاره المميتة في المجتمع أزمة طويلة , ولا تكاد تتعافى منها إلا بعد جهود مضنية وأوقات متتالية “.

فالكتاب، يوضح كيف يتغلغل الاستبداد فى شتى نواحى الحياه، حيث تتداخل الأخلاق و المال و التربية و العلم و الدين.

طبائع الاستبداد.. كتاب يستحقّ القراءة لمرّات و مرّات ..

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً