«الباعور» يدعو دول عدم الانحياز لتوحيد الجهود تجاه الشعب الفلسطيني

دعا المُكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور، الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز إلى توحيد الجهود وتسخير الإمكانيات لوقف العدوان الغاشم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في مدينة غزة وكافة الأراضي الفلسطينية الأخرى والعمل على فتح ممرات آمنة وبشكل عاجل لدخول المساعدات الإنسانية ومنع محاولات التهجير القسري.

جاء ذلك في كلمة له خلال أعمال الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز المنعقد للتحضير للقمة الـ19 لرؤساء حكومات دول حركة عدم الانحياز التي ستعقد في العاصمة الأوغندية كمبالا خلال يومي 19-20 يناير الجاري.

وشارك المكلف بتسيير وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور والوفد المرافق له في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الذي بحث العديد من المواضيع والقضايا المدرجة في جدول أعمال قمة دول حركة عدم الانحياز.

وشدّد الباعور في كلمته على ضرورة أن تضمن مخرجات هذا الاجتماع الذي ينعقد في وقت مصيري موقفا موحدا وجادا ورادعا ضد الاحتلال الصهيوني المستبد.

وقال المُكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية إن هذا الاجتماع الوزاري يأتي بعد مرور أكثر من 100 يوم على الانتهاكات والفضائع وجرائم الحرب التي يشهدها العالم أجمع وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية على يد الاحتلال الصهيوني الغاشم بدعم من بعض القوى الدولية حتى وصل عدد الضحايا في مدينة غزة قرابة الـ23 ألف ضحية 70% منهم نساء وأطفال ونزوح مئات الآلاف ووصول حد التدمير في المدينة إلى اكثر من 60% من البنية التحتية.

وأضاف أن ذلك كله يقع تحت أنظار العالم والذي يدعي حماية حقوق الإنسان وهذه الإجراءات التي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية وفاقت في بشاعتها كل التصورات، وأن الاحتلال الصهيوني لم يكتف بفرض الحصار البري والجوي والبحري على الشعب الفلسطيني لعقود من الزمن فهو اليوم ينتهج سياسة واضحة بغية تهجير سكان غزة إلى المناطق المجاورة واستباحة كل الأراضي الفلسطينية وذلك في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان التي صادق عليها الجميع وانتهاك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

ولفت المُكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية إلى أن العالم يمر بمنعطف خطير وأحداث متسارعة تُهدد الأمن والسلم الدوليين، وأن الأزمات المتتالية والصراعات المسلحة التي يشهدها العالم اليوم تُعبر عن فشل الهيئات الدولية المعنية بحفظ السلم والأمن الدوليين وعلى رأسها مجلس الأمن نتيجة لهيمنة قوة بعينها على آلية صنع القرار واتباع سياسة ازدواجية المعايير، ناهيك عن التمثيل غير العادل والتفاوت في الحقوق والصلاحيات لأعضائه وعرقلة آليات إصلاحه وتركز عمل أجهزة المجتمع الدولي لخدمة أولويات القلة من الدول وتنفيذ رؤاهم على حساب أولويات الدول النامية والاقل نمواً.

وأكد الباعور على أن إصلاح مجلس الأمن وطلب أفريقيا الدخول في عضوية مجلس الأمن الدائمة دليل على فشل آليات مجلس الأمن، مما ينذر بالدخول في فوضى عالمية لن يسلم منها أحد.

كما أوضح أن ما تمر به بعض من دول حركة عدم الانحياز من أوضاع صعبة وتحديات أدت إلى انعكاسات سلبية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والأمني وعرقلة التنمية في هذه البلدان وساعد على تفاقم العديد من الظواهر السلبية مثل الإرهاب والتطرف والفقر وتجارة البشر والمخدرات وتنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

وحذر الباعور من أن الفكرة من وراء حركة عدم الانحياز ستفقد قوتها والغرض من إنشائها إذا استمر الدور السلبي للحركة حيال التطورات والأحداث السياسية الدولية، مشددا على ضرورة أن تقوم الحركة بدور إيجابي وتحدث فرقا ملحوظا في حل القضايا الدولية العالقة ولاسيما ذات الأولويات التي تمس السلم والأمن الدوليين بما لها من موارد وإمكانيات.

يشار إلى أن حركة عدم الانحياز تضم حاليا 121 دولة، وكانت قد عقدت مؤتمرها الأول في بلغراد عام 1961 وأنشأت استنادا لمبادئ باندونغ لعام 1955، التي تؤكد على مبادئ السيادة والمساواة بين الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض استخدام القوة او التهديد بها في العلاقات الدولية.

#فيديو | جانب من كلمة المكلف بتسير أعمال وزارة الخارجية في اجتماع الوزاري المنعقد على هامش القمة التاسعة عشر لرؤساء دول ورؤساء حكومات دول #حركة_عدم_الانحياز #وزارة_الخارجية_الليبية #MOFA_LIBYA🇱🇾

تم النشر بواسطة ‏وزارة الخارجية والتعاون الدولي – دولة ليبيا‏ في الخميس، ١٨ يناير ٢٠٢٤
اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً