البنيان.. وسرقة نشوة الانتصار

البنيان.. وسرقة نشوة الانتصار

article4-1_17-9-2016

أصبحت الأمور أكثر وضوحاً.. بعد تسليم واستلام الموانئ النفطية.. كم نحن طيبون وبسطاء في تعاملنا مع الأحداث.. وفي تفسيراتنا..

نسى تقريبا الكل تضحيات الأبطال في مكافحة الإرهاب.. نسوا قنفودة وبنغازي.. وأصبح الحديث على عظمة التكتيك العسكري في اجتياح أكثر من 400 كم في عملية خاطفة بدون إراقة قطرة دم واحدة.. أصبحت عبقرية المشير تطغي على كل حدث.. وانحدار سعر صرف الدولار واستبشار الناس.. وفرحة صنع الله والحديث عن تصدير النفط بعد توقف لأكثر من سنة.. كل ذلك بفضل المشير..

قاتلوا أنتم الإرهاب وادفعوا الغالي والرخيص وسخروا كل ما تملكون.. كم شهيد وكم جريح.. ولكن المنقذ بعملية خاطفة اختزل التاريخ والجغرافيا.. يا له من عبقري ومن قائد فذ.. يعرف متى يتحرك ومتى يتوقف.. تتوقف كل وسائل الإعلام عند الحدث لأنه مس العصب وبتواطؤ واضح مع العبقري الأصغر جضران.. انتهت انتهاكات حقوق الانسان وانتهت قنفودة وانتهى الحديث عن تدمير بنغازي وعسكرة الإدارة.. سيرفع الملهم عن الناس المعاناة وضنك العيش وسيزدهر الاقتصاد بفضله من بعد الله.

أنتم قاتلتم الإرهاب وراح خيرة شبابكم فداء لهذا الهدف من اجل ليبيا من اجل بناءها ورفعة دين الله.. ولكنكم عاديتم القبائل الموالية وفي اللحظات الاخيرة للمعركة ضد الإرهاب يأتي من يسرق نشوة النصر في معركة أعدت لها العدة من زمن معركة تحرير النفط عصب حياة البلاد وأهلها.. معركة دبر لها منذ تولي زيدان وتواطؤه مع الجضران والأموال التي سلمت له وانحيازه لرئاسي الوفاق في صفقة مع الفريق الذي أصبح مشيرا وعندما حانت ساعة الصفر تم التسليم والاستلام وأصبح حامي حقول النفط بالأمس هو اللص بعد أن استنزف ميزانية الدولة المسكينة وصرفت له أموال طائلة.. وسلم في صفقة واضحة كل شيء لسيده..

وتمت سرقة الدولة وكذا نشوة الانتصار على الإرهاب.. وتدخل رئيس البرلمان يؤمر بتسليم الموانئ النفطية المحررة للمؤسسة الوطنية للنفط الموحدة وتدخلت القوى الخارجية للغرض نفسه ويذعن القائد محرر النفط ويعلن ناطقه الرسمي بأنهم ما فعلوا ذلك إلا من اجل رفع المعاناة عن الشعب المسكين وإنقاذ البلاد من الانهيار الكامل والبدء الفوري بتصدير النفط.. ويترك المجلس الرئاسي في تناقضاته ويترك اللاهثون وراء التحليلات في حيرة من أمرهم بين مؤيد ومتردد ورافض على استحياء..

وتبقي قوى الثورة تلهث هي الأخرى وراء ردات الأفعال بدل من الاتفاق على مشروع وتنصيب قيادة لبلوغه.. هكذا أصبح الفريق مشيرا.. وأخذ النصاب جضران ما أراد من أموال من خزانة المساكين بتواطؤ او بجهل حتى لا نقول بغباء ونفذ اتفاقه مع سادته في الشرق والقوي الخارجية.. وأصبح المشير معادلة لا يمكن تجاوزها في اي اتفاق وضاعت نشوة النصر على الإرهاب.. هذا تحليل لما أرادوه وخططوا له فهل نتخلص من ردات الأفعال ونسعى لبناء مشروع حقيقي بقيادة ناضجة وبحوار داخلي حقيقي.. ونستفيد من مخططات المكر ونتائجها لصالح بناء حقيقي لدولة طهرها الرجال من عصابات الارهاب بتضحيات لا يمكن ان تطوي بجرة قلم بتقليد الفريق مشيرا.. هل تصحي القوى السياسة من سباتها وتبتعد عن صراعاتها الطفولية في وقت اظهر أنصار العسكر والدكتاتوريات قدرة على الترتيب الذي يمس مشاعر المواطن البسيط.. هل ننتظر السيل.. ام نبدأ في بناء سدودنا والمحافظة على إنجازات البنيان المرصوص قبل ان ينصرم عقدها الفريد…أتمنى ان اكون مخطئا في تحليلي..

وللحديث تتمة إذا ما كان في العمر بقية..

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 4

  • لاحول ولا قوة الا بالله حتى مجرميكم ومسانديكم والذين تتلاعبون بهم كما تشأؤن امثال الحمار الجدران وغيره كثر تتلاعبون بهم وعند سقوطهم تتبرؤن منهم .وتتكلم عن اسيادك عن الرجال الشرفاء وتظحياتهم الآن وبعد ان اصبح الهلال النفطي تحت سيطرة الجيش ويسلم للجهات المختصة اصبح الانتصارات تسرق والشهداء ينسون اي شهدا واي كذب وتلفيق لعنة الله عليكم مادمتم فيها فلن تقوم لها قايمة ……….

  • اخى المعلق 1

    لماذا تغطى عين الشمس بالغربال اما كان حفتر داعما جظران ام نسيت غرفة الوادى الحمر وسالم عفاريت وبوخمادة
    ,اما الكاتب فقال الحقيقة وله عينيين فى دماغه لكن عور العقول لن ترى المشهد كما يراه الكاتب,والله شخصيا لااعرف الكاتب بل قرات ماكتب

  • يعني مفروض ..يقعد العبد ويزيد جووع الشعب اليبي ..صااح ..انا ما بهمني حفتر ولا جضران ..الي يهمني الدولار ينزل ..وتتحسن الاوضاع .ومع هدا كله ..الف ترحيب بمن فتح المواني وبارك الله فيه وربي ينصر الحق

  • العابر_2016

    سيدي الكريم تضحيات الشهداء والالام الجرحى من اجل الوطن لاتسرق بل يعرفها الشرفاء فقط الذين يؤمنون بالحب والعطاء والذين لايتوانون عن الدعم لهم وامدادهم بالمزيد من المهج الغاليه لتحرير الوطن من الارهاب فى سرت ومن بعده ليبيا باسرها ان شاء الله وهو ما لايفهمه المعتوهين امثال حفترولا المتامرين امثال عقيله والنواب ولا الاوباش المحتالين امثال الجظران لكن التاريخ يسجل باحرف من نور التضحيات الساميه وعاقبة التضحيات خير الدنيا والاخره ويسجل القممامات فى زبالة التاريخ ولايذكرون الابالندالة وعاقبتهم الويل والثبور فى الدنيا والاخره فاخي اقول لك كما قال الرسول الكريم لصاحبه فى الغار ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) ).

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً