التحالف أمل ليبيا ومكتسح الانتخابات القادمة

التحالف أمل ليبيا ومكتسح الانتخابات القادمة

التحالف الوطني أمل ليبيا وسيكتسح  أية انتخابات قادمة!!!! لا نقول ذلك لعيب أو نقيصة أو خلل يلحق بما يطرحه الخيار الآخر المقابل للتحالف …. أبداً .. نقول ذلك لأنه لا يوجد خيار آخر!!! فالآخر لا يقدم خياراً عقلانياً بل مراهقات ومغامرات وردود أفعال أشبه بالحماقات والصبيانية وأحياناً الجنون واللا منطق السياسي والاجتماعي.

سياسياً يُحسد من كان لديه خصوم كنوعية خصوم التحالف. خصوم يزيدون شعبيتك ، وكأنهم يقومون بحملة انتخابية لمصلحتك !!!! لماذا ؟ سؤال مهم وجوهري . لماذا ؟ عندما تنطلق تصرفاتك انفعاليا ستصل لنتائج عكسية كهذه !! وهذا هو طريق الضلال والزيغ عن الحق وإن  حدث العكس أحياناً فمصادفة ( انفعالياً ) وليس قناعة عقلية   .. ما يسمى إيمان أو اقتناع داخل الجماعة في كل شيء تقريباً  لايتأتى عن اقتناع وإدراك ، بل عن فرح وتمحزب وسرور بالجماعة وتبني آرائها وأقوالها والدفاع عنها وما تقول ( أياً كان ) انفعالياً.

ولذلك تأتي النتائج عكسية !!! وهناك سبب آخر متفرع أو كاد يكون مندمجاً في الأول ، وهو أن من يتحرك ويتصرف إنفعالياً لا يأبه لما قد يترتب على  أفعاله من نتائج ضاره ، لأنه يظن أن النتائج ستكون ممتازة ، أو هكذا يُخيل إليه . هو يمثل الحق والحقيقة وكل القيم المطلقة ، بل يكاد يقترب من أن يقول أنه يمثل الذات الإلهية في الأرض فلا معقب لرأيه وحكمه!!! العاطفة تحجب عقله وتفكيره المتزن الموضوعي عن رؤية النتائج .فالإنسان من أبرع الكائنات في تضليل نفسه !!! هو لا يضلل الآخرين ولا يكذب حين يقول ما يقول ، هو يضلل نفسه من حيث لا يدري  ، فهو هنا ضحية!!

لنأخذ مثلاً بعض السياسيين وغير السياسين في ليبيا   ، فبدل أن يدرسوا نتائج الانتخابات المفاجئة ( لنا شخصياً كذلك ) دراسة شاملة عقلية منطقية سياسية اجتماعية ليصلوا إلى التسبيب الأكثر موضوعية ومقاربة للواقع .. اتجهوا إلى التصرفات والتبريرات الانفعالية ، وهو أن من صوت كان ( إما غبياً مغفلاً أو خائناً عميلاً )  !!!!، وشنوا حرب على التحالف وقادته وبالأخص محمود جبريل !!! لماذا التركيز على محمود جبريل  ؟! لآن حتى التصرفات والأقوال الانفعالية فيها جانب عقلاني ولكن لا يترتب عنه مقتضاه الايجابي بل السلبي . فهم يدركون أن أغلب المصوتين للتحالف شدهم الخطاب البسيط لمحمود جبريل  .. ولكنهم بدل أن يبحثون عن الأسباب الموضوعية لذلك !!! اتجهوا للانتحار السياسي !!!

نعم من يتحدي أغلب الناس ، وبعد أن ظهرت النتائج الدالة على ذلك ينتحر  سياسياً . وسيخسر أكثر مما يربح وسيربح المقابل له ومن يراه ( خصماً أو عدواً ) بدون أن يفعل أو يقول شيء !!!! ولكن لماذا يفعل هؤلاء ذلك ؟ أي لماذا لا يعيرون لرأي الناس أهمية ، ففي الديمقراطية المفترض أن يراعي السياسة أو ذوو الميول السياسية التوجهات ذات الأغلبية ، لا نعني أن يتبناها أو يبررها ، بل أن يراعيها ولو كان يرى خلافها ، فتحدي خيارات الناس الحرة  انتحار سياسي.

وحتى العزل السياسي ، وإن أقر كما يخطط له بلاطجة الإرهاب السياسي وأحفاد ثقافة الحاكم بأمر الله وهتلر وموسيليني ونيرون و وصدام ومعمر ، فلن يزيد الناس إلا ثقةً بأن هؤلاء البلاطجة ( الاقصائيون الجدد)  يمثلون الرعب والشر والدمار وخراب البلاد.

نعود للسؤال لماذا ؟ الجواب واضح وصريح ولا يحتاج لكثير عناء ، إذا ما وصلنا إلى جوهر رؤية أغلب ( ولا نقول جميع ) قادة وجمهور التيارات المعارضة للتحالف للناس  أو كما يطلقون عليهم ( العامة ) … نظرة تاريخية لم تتغير ، وهي أنهم كالقطعان يحتاجون لمن يقودهم ، فهل يسأل الراعي القطيع عن رأيه ، لا بالتأكيد ، وعندما يغتر هذا القطيع بشيء قد يرتد عليه بالضرر يهش عليه الراعي بالعصا ليبعده عنه ، فالقطيع لا يدري مصلحته بل الراعي هو من يدرك مصلحته . وكثيراً ما يستشهد أولئك بنصيحة الحسن البصري لعمر بن عبد العزيز والتي يشبه فيها  المواطنين( الرعية ) بالإبل و ( الراعي ) بالقائد السياسي!!!!

هذا باختصار ( كما نرى ) اختصار لرؤية التيارات المعارضة للتحالف   للناس ( الإبل ) الذين صوتوا للتحالف، وإن كان  بعضهم يقول بغير ذلك ولكن يعود النمط وقناعات الجماعة ليبتلعه من جديد.

من يراهن على الشعوب يربح ، من يحترم إرادة الناس واختياراتها ويتفهم مخاوفها وأحاسيسها وتطلعاتها بدون نظرة أهل الحل والعقد أو الراعي تجاه الإبل يربح !!!! لا نقصد فقط نتائج الانتخابات ، بل ثقة الناس واحترامهم وإن لم يحبوه ، فالسياسي بدون ثقة الناس واحترامهم شخص ينتحر دون أن يدري.

نحن نرى ( وإن كان ذلك ظاهرة غير صحية سياسياً وثقافياً ) أن التحالف الوطني  سيحقق نتائج كاسحة في الانتخابات القادمة لم يشهد التاريخ المعاصر لها مثيلاً ، وليس مرد ذلك إلى إيجابياته هو فقط ، بل لأن خصومه السياسيين يقومون بدعاية انتخابية له مجاناً ويثبتون للناس أن اختيار غير التحالف تهديد لحيواتهم وحرياتهم وأمنهم وتعريض البلاد لمغامرات الأيدلوجيات وجعل شعبها مسرحاً للتجارب.

ولكن على قادة التحالف أن ينظموا أنفسهم ويؤسسوا لحزب عصري يحاول إشراك أكبر عدد من الشباب ، وأن يقترب من الناس أكثر وأكثر ،  وأن يحاول التوصل إلى أرضية مشتركة مع خصومه وإن فعلوا ما فعلوا أو قالوا ما قالوا من مراهقات وصبيانية وجنون ولا منطق ينبلع من نفوس ملئها الحقد والكراهية والانتقام والعقلية التآمرية والتخوين ( عافانا الله وإياكم ) ، وأن يبتعد عن الخطاب الأيدلوجي وألا ينزلق إلى المستوى  الصبياني الانفعالي  للعديد من خصومه الحاليين.

 نحن نرى أن التحالف أمل ورهان ليبيا والليبيين (في الوقت الراهن ) من مغامرات قاتلة ومراهقة سياسية وأيدلوجيات سئم منها الليبيون  ولن تجر على بلادهم إلا الدمار والفتن والاقصائية والمغامرات الصباينية والشعارات والخطابات والعنتريات المملة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً