التسول السياسي: فن يتقنه العاجزون

التسول السياسي: فن يتقنه العاجزون

عندما تتجول في الطرقات، تجد في جميع التقاطعات اشخاصا يتفننون في كسب تعاطف المواطن، من أجل الحصول على مبلغ صغير من المال، فمرة تجد طفلا صغيرا يمسح زجاج سيارتك، واخرى تجد فتاة شابة تحمل رضيعا على يدها، فتنظر اليك نظرة المنكسر المحتاج، وثالثة تجد شخصا يكشف جرحا عميقا وملتهبا، لدرجة انك لا تستطيع ان تنظر لذلك الجرح، وغيرها من الطرق التي تتغير بحسب مكان المتسول، وامكانية المنطقة التي يتسول فيها.

وبالرغم من زيادة اعداد المتسولين وبشكل كبير جداً، حتى أصبحت عوائل بأكملها تمتهن هذه المهنة، بعدما نزعت كرامتها وألقت بها في صفيحة القمامة، ومع ان المناطق قد قسمت فلا يسمح لزيد ان يتسول في منطقة عمر.

لكن يبقى هذا النوع من التسول في اغلب الأحوال غير دموي، وهدفة مادي بحت.

أما التسول الأخر والذي يعتبر أخطر من التسول في الطرقات.

هو ما يمتهنه الكثير ممن يحسب على السياسيين في الوقت الحاضر.

فتراه يختار الموضوع الذي سوف يتناوله، حسب المكان الذي يقرر فيه أن يقيم خطابه.

فهو لا يتحدث بناءً على أيدلوجية هو مقتنع بها، او نهج اخذ على عاتقه ان ينفذه هو وحزبه.

أن ما يقوم به خطاب متناقض جداً، فيه الكثير من الوعود، ورقص على جراحات المواطنين.

فمرة تراه يلبس زي الحشد، فيخاطب الناس بالجهاد، واخرى تراه يلبس ثوب الطائفية، ليستجدي مشاعر البسطاء من الشعب، واخرى يتحدث عن حق المواطن في السكن، فتراه يوزع سندات وهمية على المواطنين، من اجل كسب المزيد من اصواتهم.

نعم ان المهنة تتشابه كثيرا، بين من يتسول في الطرقات وبين المتسول من السياسيين.. لكن الأهداف تختلف.. فالأول هدفه المال، اما الثاني فهدفه المال والسلطة.

والنتائج ايضا تختلف.. فالأول في اسوء الأحوال، يتطاول باللفظ على المواطن. أما الثاني دائماً تكون نتائجه وخيمة وخطيرة، وفي الغالب يكون هناك صدامات وسفك دم.

وما حدث من قتل وتهجير وقتل على الهوية، إلا نتيجة لتسول هؤلاء المتطفلين على السياسة.

والسؤال هنا: متى يستطيع الشعب أن يميز بين السياسي الذي تعود أن يعطي للبلد، والسياسي المتسول (الذي يريد أن يأخذ من الوطن فقط)..؟؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

خالد الناهي

كاتب عراقي.

التعليقات: 1

  • فتحية

    التسول ظاهرة اجتماعية ووجودها يدل على عدم ترابط وتكافل المجتمع وخلل في عمل مؤسسات الضمان والشؤون الاجتماعية … !!! ولا ينبغي تشبيه من يقاسي ظروف الحياة الصعبة وعدم العدالة واستحواد البعض على مصادر الثروة في البلاد, بدلك من هو ( جيبه وطنه او وطنه جيبه )…!
    الشعب تائهه مند سبع سنوات لايدرك ما حصل له ولما حصل ولا الى اين يقاد ولا من يقوده … !!!! فهو الان فاقد الوعي والاهلية منوم مغناطسيا حتما سيفعل ما يملى عليه فقط .
    وفي الحفلات التنكرية عادة لا تسقط الاقعنة الا عند انتهاء الحفل .

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً