الجامعة العربية والقضية الفلسطينية

الجامعة العربية والقضية الفلسطينية

القضية الفلسطينية هي أساس الصراع العربي الصهيوني منذ نشأة الجامعة بل قبلها، عديد المؤتمرات الطارئة بخصوص فلسطين لكن أيا منها لم يفد الفلسطينيين في شيء بل كل عام والأزمة تتفاقم بفعل أعمال الاستيطان التي تنخر الضفة وتمزقها أربا أربا.

قمة الرياض العربية الإسلامية لم تأت بجديد، بيان هزيل كما أصحابه لا يقوون على فعل شيء، لم يسحبوا سفراءهم لدى الكيان ولم يطلبوا من سفراء العدو لديهم المغادرة، بينما دول غير عربية فعلت ذلك، إنه زمن الانحطاط الرسمي العربي، يخافون على عروشهم من الزوال.

العام 1979 كان حاسما، اتفاقية كامب ديفيد وحصول مصر على معونات بعد أن خرجت عن الإجماع العربي، وإعلانها التطبيع التام مع العدو، وفي نفس العام سقط الشاه من خلال ثورة شعبية عارمة لم يشهد العالم لها مثيل واستولى أصحاب العمائم على السلطة بإرادة شعبية ومنذ ذلك الوقت يتعرض الإيرانيون لعقوبات قاسية في شتى المجالات من قبل أمريكا وأعوانها إلا أنهم استطاعوا أن يضعوا دولتهم في مصاف الدول المتطورة وبالأخص الصناعات العسكرية المختلفة وأخذت على عاتقها مسالة تحرير بيت المقدس فأمدت الفصائل المقاومة بالمال والسلاح فالسلاح الذي تقاتل به الفصائل في غزة إيراني بحت أو قام الفدائيون بتطويره بمساعدة إيرانية وبالتأكيد تغاضي مصر عن دخوله إلى غزة عبر الإنفاق، ولكن ألا يحز في النفس سكان غزة يتعرضون لأبشع الجرائم من قبل الاحتلال الصهيوني إبادة جماعية وتطهير عرقي ومحاولة تهجيرهم خارج القطاع والسلطة في مصر كما العرب الآخرين تستهجن وتدين وتستنكر ولا تحرك ساكنا بشأن معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع على الخارج.

غالبية الحكام العرب خذلوا غزة واكتفوا بالعبارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولن ترد أرضا أو تغيث المستضعف، بينما يقف الغزاويون وحدهم في الميدان تبا للحكام العرب.

مجازر في كل أنحاء فلسطين، جزين ترسم ملحمة النضال ونابلس وأريحا ويأتي حاكم نابلس الذي يتبعكم ويسفهه تضحيات الشباب ويدعوهم إلى الاستكانة فلا فائدة حسب زعمه من محاربة العدو، لقد أضاعت السلطة الفرصة بعرض انتهاكات العدو بمجلس الأمن (الاستيطان المستمر)، والوعود بتخفيف حدة التوتر.

لقد أصبحتم أيها الفتحاويون واجهة للسلطة الفاسدة، المستفيدة من المساعدات التي تقدمها الدول نظير استسلامها وانبطاحها، وأن الشجب والاستنكار والإدانة لسان حال الخونة والمرتدين وعباد الكراسي، الجاثمين على الشعب الفلسطيني.

غزة تتعرض للإبادة الجماعية واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، ورأس السلطة في رام الله يرقب ما يحدث للقطاع من شرفة مخبئه والتعاون الأمني مع سلطات الاحتلال لا يزال قائما.

يا قادة فتح ومسؤوليها: غزة تدك بمختلف أنواع الأسلحة من الصهاينة لأكثر من شهر وأنتم تتفرجون، لقد أثبتم وعلى الأشهاد أنكم حماة العدو تتصيدون الثوار في الضفة قتلا أو سجنا، ومن لا تقوون عليهم الوشاية للعدو كي يقوم بقتلهم، تبا لكم من فصيل عميل يستولي على المعونات المقدمة من مختلف الجهات ليصرفها على نفسه، أبناؤكم يدرسون بالخارج بينما أبناء قادة ومسؤولو الفصائل بالقطاع يشاركون أبناءهم في الدفاع عن الوطن ويمثلون خزانا بشريا لدعم المقاومة، تدعون أيها الفتحاويون بأنكم وحدكم لا غير تمثلون الشعب الفلسطيني بينما تسيرون في نهج الاستسلام والخنوع وبيع القضية الفلسطينية، الفصائل في غزة أنبل وأشرف أناس يدفعون بأنفسهم نحو العدو إما النصر وإما الشهادة، وستظل لعنات الأحرار تلاحقكم في محياكم ومماتكم، وندرك جيدا بأنكم ميتون وأن بدت عليكم علامات الحياة (أكل شرب تنفس تحرك)، لأنكم تفتقدون الحياء.

مصر التي كانت قلب العروبة النابض والأب الروحي للعرب تقف معهم أيا يكن الثمن، ساعدتهم في التحرر من ربقة الاستعمار البغيض، الرئيس المؤمن محمد أنور السادات حاد عن الدرب عندما قال بأن 99% من حل قضية الشرق الأوسط في يد أمريكا، حرب الـ1973 التي خاضها صحبة العرب والتي جهّز لها عبدالناصر واستخدم فيها الملك فيصل سلاح النفط، ثبت أنها لم تكن حربا للتحرير بل لتحريك المياه الراكدة فكانت اتفاقية كامب ديفيد الاستسلامية، والنتيجة استرداد سيناء بشروط مذلة وترك الفلسطينيين وشأنهم يصارعون الصهاينة ومعهم أمريكا وعموم الدول الغربية وبالأخص بريطانيا التي كانت السبب في نكبة فلسطين من خلال وعد بلفور المشؤوم، وتم التخلص من الملك فيصل على يد أحد أبناء العائلة في 25 مارس من عام 1975 في الرياض، لتدفن قضية اغتياله وتكون نقطة فاصلة في تحول سياسة المملكة نحو قضية فلسطين، فكانت خطة الأمير فهد للسلام في الشرق الأوسط (قمة فاس 1982) وتم تبنيها في قمة بيروت “الأرض مقابل السلام” فلا أرض ولا سلام.

إنه من المؤسف حقا أن تتخلى فتح عن دستورها القاضي بتحرير البلاد والعباد من السيطرة الصهيونية، لا نقول من النهر إلى البحر، بل من الأراضي المعترف بها دوليا أي حدود ما قبل الخامس من حزيران يونيو 1967، وأن تتحول لاءات عدم الاعتراف بكيان العدو إلى تنسيق أمني يمنع قيام المقاومين بأي أعمال فدائية، وقد أشاد العدو الصهيوني بنجاعة التنسيق بل وصل الأمر إلى التبليغ عن المقاومين ما يسهل على العدو مطاردتهم بكافة أنحاء الضفة الأخذة في الانحسار، نتمنى على الشرفاء من الحركة أن يعلنوا انسحابهم منهم والإعلان عن وفاتها، إن بقاءهم بها يجلب لهم الخزي والعار.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

ميلاد المزوغي

كاتب ليبي

اترك تعليقاً