الحكومة الثالثة.. حكومة تكنوقراط

الحكومة الثالثة.. حكومة تكنوقراط

الحكومة الثالثة.. دائما كانت هي الهدف النهائي والغاية المطلوبة للبدء في ترتيب الـوضاع في ليبيا وفق رؤية سليمة، بعيدة عن المصلحة السياسية للأطراف المتصارعة والمتقاتلة والتي أثبت طول المسار أنها لا تملك مشروع حقيقي لهذا البلد، بل الذي ثبت أنها أطراف أنانية وفاسدة وشديدة العنف ومستعدة للذهاب بعيدا لتحقيق مصالحها الخاصة، وهذا يظهر بشكل واضح في الاعتماد على العائلة والأبناء وعدم الثقة في الآخرين، وفي الجنوح الشديد للعنف لتحقيق مصلحة سياسية، وفي طبيعة الشخصيات المرتبطة بهذه الأطراف والتي يغلب عليها أنها شخصيات (تبع) صغيرة الهدف والغاية ولا تبحث من المناصب إلا عن طريق لنهب مال الدولة بطرق لم تعد مخفية وأحيانا في شكل نهب فج ومستفز ويحتقر الشعب الذي يعاني بكل أشكال المعاناة.

لهذا منذ زمن بعيد كان الهدف أن تكون هناك حكومة أخرى بعيدة عن طرفي الصراع الكلاسيكيين المعروفين في ليبيا واللذين يشبهان بعضهما في السلوك والهدف وإن اختلف الشكل الخارجي، هذه الحكومة سيكون لها مهام محددة والتزامات حقيقة ومعايير وضوابط ولن تكون حكومة الاتباع أو العائلات والشخصيات التافهة، ستكون حكومة بمواصفات ومعايير وخطة وأهداف محددة من إعادة توحيد المؤسسات وبناءها وفق معايير سليمة، من تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية، من تمثيل للدولة الليبية بدون تبعية لأي دولة استعمارية في المنطقة لها اتباعها في ليبيا، ومن خلال نظام يحترم حقوق الإنسان ويحترم الدولة في مكافحة الإرهاب والفساد والاستبداد، هذه الحكومة لا بديل لها من أن تُمارس الشفافية في الأمور الاقتصادية والمالية ولن تكون صورة من صورة الحكومات البائسة والمتخلفة التي مرت علينا من 2011 إلى الآن.

الضغوط كبيرة وكثيرة ومستمرة لوضع القطار على السكة ولولادة حالة جديدة تعالج الحال وتنطلق بليبيا جديدة برؤية جديدة تؤسس فيها لقواعد جديدة للمستقبل وتقود هذه الحكومة بالأداء السياسي الجيد إلى مرحلة الانتخابات النهائية التي ستكون بعد الدستور لتكون انتخابات برلمانية ورئاسية ومحلية ويبدأ الخروج من الوضع الانتقالي إلى الوضع الدائم.

بالتأكيد الخاسرين من تشكيل الحكومة القادمة والذين على الدوام قاوموا فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط ربما سيستمرون في هذه المقاومة السلبية والفاسدة بأساليب كثيرة منها الحرب والتحريض وغيره من أساليب التشويه، لكن الأكيد أن الحكومة الجيدة أصبحت قريبة وموضوعها حتمي ومحسوم وأصبحت أقرب بكثير.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

أسامة القليب

ناشط مدني

اترك تعليقاً