الحوار او الدمار..وهذه مبادرة أخري

الحوار او الدمار..وهذه مبادرة أخري

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

لن نيأس مطلقا من الدعوة الى الحوار بين الليبيين, لا لن نستسلم ابدا برغم كل الانكسارات والخيبات والاحباطات.. سنظل نحمل ليبيا في عقولنا قدرا سرمديا, وفي قلوبنا وطنا واحدا يأبى التقسيم! سنظل نتنفس ليبيا هواء نقيا ونشمها عطرا ليس ككل العطور! سنستمر نصرخ تارة ونهمس تارة في اذان الكون بأننا يا ليبيا لن نخذلك, ولن نتخلى عنك مهما ادلهمت الليالي واشتدت الخطوب! سنظل نتمسك بأنك محطتنا الوحيدة في مشوار سفرنا وان يطول!. ايها الوطن المفدى بمهج الصادقين المخلصين لن نسأم ان نوفيك حقك الذي هو الواجب علينا نحوك وان طال الزمن! لذلك يا ليبيا سنحاول ونحاول ونكرر المحاولة تلو المحاولة لأجل ان يستيقظ من يسرح في غفوته او يغط في سباته!.. فبين همسة هادئة وصرخة مجلجلة قد يكمن سر ألاستجابة, الاستجابة للحق للتاريخ للوطن المكلوم !

اعتقد راسخا انه لا خروج من مأزقنا الذي نعيشه اليوم, الا من خلال بوابة واحدة هي بوابة الحوار ولا شيء غير الحوار. ان مبادراتي وان لم تجد اهتماما من قبل المسئولين لكنها بصدق هي التي تدفعني الى التمسك بها وإعادة تكرارها مرات ومرات.. لأنني ادركت من خلالها ان من تولوا ويتولون الان مواقع المسئولية في ليبيا يعجزون عن فهم الواقع وبالتالي يثبتون جهلهم الصارخ بمقتضيات الامور ومتطلبات المرحلة ألا انهم كالحمار يحمل أسفارا! فهم المغيبون عن حقائق الامور كرها او اختيارا.. وهم العابثون ولاشك بمصير وطن وشعب لا احسهم ينتمون له  مصيرا وتاريخا ونضالا!

ياسادتي لا تلوموني فقد بلغ العبث مداه واستشرى الفساد والخراب جهارا نهارا!.. فليس لنا بعد الله الا هذا الوطن الجريح فإما ان يكون وإما ان نفنى صغارا وكبارا. لمن مازالت روح الوطن تغمرهم وحضن الوطن يشملهم ليلا نهارا, هلمَوا الى حيث تجدون ليبيا شعبا وأرضا وقيمة وفخارا,  هلموا الى ما يجمعنا الى حوار صادق بناء, فيه يلتقي الجميع دون استثناء, تنازلوا عن غروركم وعنادكم, وانسوا الاحقاد فافتحوا العقول قبل القلوب لبعضكم بعضا, فما نحن إلا شعب واحد ومصير واحد. يا سادتي تيقنوا انه لا خيار امامنا اليوم الا خيار الحوار ثم الحوار ثم الحوار, واعلموا ان في غير ذلك القتل والدمار ثم الدمار!.. فهل تقبلون بعد اليوم مزيدا من القتل والدمار؟! ياسادتي انقذوا انفسكم وبلدكم وعودوا الى رشدكم  وبادروا اليوم قبل الغد للحوار قبل فوات الاوان. وحتى يكون للكلام معناه فاني اقترح المبادرة التالية:

1- عقد مؤتمر وطني للحوار عاجلا, يكون ممثلا لكل المدن الليبية والمناطق بحيث يحضره 3 افراد من قيادات كل بلدية ويكون مقر الانعقاد في منطقة الجفرة او غدامس  ويتم خلاله مناقشة ما يلي :

أ – الاتفاق على وقف فوري المعارك في ليبيا والتقدم الى الامم المتحدة بطلب مراقبة ذلك ومعاقبة كل من يخترق ذلك وفقا للبند السابع من قرار مجلس الامن المتعلق بالحالة الليبية 1973 وما ترتب عنه لاحقا من قرارات

ب – تشكيل مجلس رئاسي مؤقت للدولة الليبية يضم 12 عضوا بواقع 5 اعضاء عن المنطقة الغربية و4 عن الشرقية و3 عن الجنوبية يتولى قيادة البلد في هذه المرحلة الحاسمة ويقوم عندئذ باختيار حكومة وفاق وطني جديدة من الكفاءات والخبرات لعدد محدود من الحقائب الضرورية بما لا يتجاوز  15 وزيرا.

ج – الاستعداد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة وذلك بعد ان يتم اعداد الدستور من قبل لجنة الستين وعرضه على الشعب  للاستفتاء عليه.

يا سادتي هل تعلمون انه بالإضافة الى وضعنا الامني والإنساني المنهار فإننا على وشك الانهيار اقتصاديا؟! ليس من باب التشاؤم لكنه التنبيه والتحذير ..كل التحليلات الاقتصادية والمالية وخاصة في ظل انهيار سعر النفط الذي نعيشه الآن, تتوقع ان ينهار اقتصاد ليبيا اذا ما لم تحدث المعجزة ويتفاهم الاخوة الاعداء! خلال النصف الاول من عام 2015  فهل نعود الى رشدنا ونلملم شملنا لنخرج بوطننا من متاهات الحروب والدمار والخراب والانهيار الكبير؟! ام على قلوب أقفالها؟! هل من مجيب؟!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 1

  • هارون الشتيوي

    =الحرية الحمراء=
    هل أصبح الليبيين بصدد أن يرفعوا شعار (أن نعود للقيود) بعد المعاناة مع الحرية الحمراء وبعد أن أصبح الحسم في الحالة الليبية على طريقة القطيع والبقاء للأقوى والاصلح؛؛؛هل مازال هناك مساحة للعقل والحكمة للنظر من خلال الامر الواقع وأن يقر الليبيين بالمعادلة التي تفرض نفسها في أطراف الصراع وأنه شاء من شاء أو أباء من أباء أن هناك شركاء في ملكية الوطن لا يمكن تجاهلهم، منهم من هم محسوبين على النظام السابق حتى وان خرجوا من السلطة فلن يخرجوا من الشراكة في الوطن وأنهم الان يدافعون من أجل البقاء والعودة الى أرضهم ولن تهنى البلاد بالأمن من ورائهم حتى وان لزم الامر للتحالف مع أعدائهم ومع من تقاطعت معهم المصالح لافساد الوطن وتقسيمه تحث شعار عليّ وعلى أعدائي ولهم كل العذر في ذلك؛؛؛وان من الشركاء أيضا من هم محسوبين على الجماعات بإسم الدين وأنهم طرف قوي في معادلة الصراع، يدافعون من أجل البقاء،ومحسوم عندهم سلفاً أن مصيرهم العودة للسجون والتهجير إذا لم ينتصروا وانتصرت عليهم خصومهم؛؛؛وان من الشركاء أيضا من هم محسوبين على التيار اللبرالي والعلماني ولهم قوة مؤثرة على أرض الواقع تحضى بتأيد فعّال من قبل المجتمع الدولي وخاصة عندما تكون في مواجهة الجماعات الدينية، ويدركون تماما بأنهم وهذه الجماعات نقيضان لا يجتمعان ؛؛؛ هل هناك مجال للسعي الجاد من أصحاب العقل والحكمة لطرح فكرة ان الملكية التاريخية للوطن هي ملكية الشعوب والقبائل وان ملكية الملوك والزعماء تسقط بسقوط عرشها مثل ما سقطت ملكية الدين بسقوط دولة الخلافة عندما اختارت الشعوب ذلك ورفضت أن تحكمهم دولة باسم الدين؛؛؛ هل حان الأوان ان تدرك الجماعات المحسوبة على الدين ان دولة الاسلام والخلافة لا تعود بالانقلابات والتفجير والجهاد، وأن الجهاد في الاسلام لايأتي لاقامة دولة الدين ولاكن يأتي لحماية هذه الدولة بعد وجودها وبعد أن تختار الشعوب هدا الدين بدون اكراه، وان قضيةالاسلام الان هي قضية شعوب رافضة لحكم للدين وليست قضية إزالة من يحكم هذه الشعوب، وما هذه الانظمة والحكومات الموجودة الان الا تعبير عن إرادة شعوبها، وما هيَ وشعوبها إلا وجهان لعملة واحدة؛؛؛ هل حان الأوان أن ندرك بأن الاسلام لا يقوم الا على حقيقة الايمان الذى يورث الاشفاق ويجمع بين ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ؛ لَاأَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )وبين قولة اللهم أهدي قومي فانهم لا يعلمون والذي يظهر فيه صورة الذى قال في حق قومه عندما قتلوه وهو ناصحا لهم:- ( يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)

    هذه هى نظرتنا والتي نرفض من خلالها ما يحدث اليوم من خلط وتربص وتفجير وتدمير فى هذه المجتمعات الامنة ولاسيما في ما يحدث مع بنى اسرائيل ومع الأمريكان باسم الجهاد في الاسلام والاسلام برىء وغير مسؤول عن ذلك كله.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً