الدبلوماسي ـ صفوة القوم

الدبلوماسي ـ صفوة القوم

د. محمود المعلول

كاتب وباحث ليبي

ذكرنا في مقالات سابقة إن الدبلوماسية هي انعكاس للدولة لقوتها ولضعفها لتقدمها وتخلفها فالدبلوماسي هو صورة لكل شيء في بلده انعكاس للثقافة والآداب والحضارة.

ومعنى الصفوة في اللغة هي أحسن وخيار كل شيء ، وصفوة المجتمع خيار الناس فيه ، وصفوة القدر زبدته وخلاصته ، والصفو من الشيء خياره وخالصه ، والصفي في اللغة هو الصديق المختار المخلص ، وصفوة الخلق هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

مما تقدم يتضح إن الصفوة هي أفضل وخيار الشيء وخلاصته ، وهناك كتاب لأبن الجوزي ( 510 ـ 597 هـ / 1116 ـ 1201 م ) بعنوان صفة الصفوة ، وكتاب لأبن قيم  الجوزية ( 691 ـ 751 هـ / 1292 ـ 1349 م )  بعنوان صفوة الصفوة ، وهناك كتاب صفوة التفاسير للصابوني.

كان سفراء الدولة الإسلامية هم صفوة المجتمع المسلم آنذاك علماً وخلقاً بضم الخاء  وخلقاً بفتح الخاء ، لقد أرسل رسولنا الكريم وهو صفوة الخلق رسلاً ومبعوثين إلى الملوك والأمراء والسلاطين والحكام اختارهم واصطفاهم لتأدية هذه المهمة الصعبة ، وليكونوا ممثل عن الأمة المسلمة.

ومن بين هؤلاء السفراء عمرو بن العاص ( 592 ـ 682 م ) فقد أرسله عليه السلام سفيراً إلى ملك عمان ، ويذكر المؤرخون أن ملك عمان كان له أخ يتصف بالحلم وحسن الخلق واللين فبدأ به عمرو بن العاص ، ولم يذهب إلى أخيه الملك ، مع أن رسالة النبي كانت موجهة إلى أخيه ، وأخبره عمرو عن الإسلام فأسلم ، ثم عن طريقه ذهب إلى أخيه الملك ، فكان المدخل إلى أخيه للدخول في الإسلام ، وكانت النتيجة أن دخل الأثنان في الإسلام مع أهل عمان.

إن تلك القصة تبين لنا الذكاء والفطنة وحسن التصرف فعمرو بن العاص كان أحد دهاه العرب المشهورين ، وقد قال عنه عمرو بن الخطاب ( 584 ـ 644 م ) بعد أن رآه ماشياً ( ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميراً ).

لقد عرف المسلمون أن المبعوث ( الدبلوماسي ) يجب أن تتوفر فيه صفات تؤهله للقيام بأداء مهمته ، وسبقوا الأمم جميعها في ذلك ، فاشترطوا شروطاً في الدبلوماسي الممثل لبلده في الخارج لكي ينجح في تحقيق مهمته ، ويعطي انطباعاً لدى الآخرين بعظمة وقوة وهيبة وعزة الدولة التي يمثلها.

اشترط المسلمون في الدبلوماسي أن يكون ملماً بلغة البلد الموفد إليها وبتاريخها وحضارتها وعلومها وآدابها ، وقد سارت الدول المتحضرة والمتقدمة في العالم اليوم على هذا المنوال فنرى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول الأخرى تشترط في الدبلوماسي أن يكون من أهل العلم والآدب والثقافة ، وعليه أن يعرف لغة البلد الموفد إليه ، وأن يعرف تاريخه وحضارته ، فترسل الأدباء والشعراء والعلماء لكي يمثلوها أمام الشعوب الأخرى ، وإذا قرأنا تاريخنا نجد أن أمتنا قد سبقت تلك الأمم في إرسال العلماء والشعراء والأدباء كسفراء ومبعوثين إلى الملوك والأمراء والسلاطين.

كما يجب أن تتوفر للمبعوث والدبلوماسي جميع الوسائل التي تظهر قوة وعزة الدولة وهيبتها كأن يظهر بمظهر حسن ، وأن يكون له مال وغنى ، وأن تكون له وسائل تعينه على أداء مهمته كالسيارات والمعاونين والخدم ، وأن تكون له كلمة مسموعة عند دولته التي أوفدته بمعنى أن تعطيه دولته التفويض اللازم لكي يتحدث ويتصرف باسمها لكي يتكلم ويتصرف من مصدر قوة.

وحتى في المفاوضات فإن قوة الدبلوماسية تكمن في القول المأثور ( أنت من ورائك ) كما يقولون ، فإذا كانت ورائك دولة قوية يحسبون لك ألف حساب ، ويأخذوك كلامك محفل الجد ، وإذا لم تكن ورائك قوة أو دولة فلا قيمة لك.

ونرى اليوم سفراء الدول الكبرى والعظمى ومن لها مال وجاه وسلطان ، وفيها مطمع ومنفعة بسبب مالها ونفوذها لهم المكانة والكلمة المسموعة بعكس سفراء الدول الأخرى .

إن سفراء أمتنا في تاريخها الماضي كانوا رمزاً للعزة والقوة والكرامة فهذا عامر الشعبي ( 21 ـ 104 هـ / 642 ـ 722 م ) يرسله عبد الملك بن مروان ( 26 ـ 86 هـ / 646 ـ 705 م ) سفيراً إلى ملك الروم ، وكان فريد عصره في مختلف العلوم والفنون ، وقد أعجب به ملك الروم ، وحسد به العرب والمسلمين ، فأراد أن يتخلص منه بحيلة ذكية فأرسل معه رسالة إلى عبد الملك يقول له فيها : ( عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا !!! ) ، ولكن عبد الملك يفطن للمكيدة ، ويقول للشعبي ( حسدني بك فأراد أن يغريني بقتلك ).

وهذا السفير هبيرة بن المشمرج الكلابي ( ت 96 هـ / 714 م ) رئيس الوفد المسلم أرسله قتيبة بن مسلم ( 49 ـ 96 هـ / 669 ـ 715 م ) إلى إمبراطور الصين ليتفاوض معه ، وأمر لهم قتيبة بمال وثياب وعطور وخيل مطهمة ( والخيل المطهمة في اللغة هي بارعة الجمال ) كما تذكر كتب التاريخ لكي يظهروا بمظهر العزة والكرامة والقوة.

وهذا الإمام الباقلاني ( 328 ـ 402 هـ / 950 ـ 1013 م ) فريد عصره في مختلف العلوم يرسله عضد الدولة البويهي سفيراً إلى ملك الروم ، وقد ظهرت منه الأعاجيب فناظر علمائهم وتغلب عليهم ، وظهرت من الفطنة والذكاء.

وقد قيل له لا سبيل بالدخول على الملك إلا بتقبيل الأرض بين يديه ، فرفض وامتنع عن ذلك ، فلما علم ملك الروم بذلك ، أراد أن يهينه فأمر أن يصنع باب صغير لا يدخل منه الشخص إلا منحنياً راكعاً فلما رأى القاضي ذلك وفهم مراده بأن يجعله يركع كهيئة الركوع لله فدخل على الملك بظهره أهانه له فعرف الملك ذكاءه وفطنته ومكانته من العلم والفهم فعظمه ورفع مكانته وقدره ،

وهذا يحيى الغزال ( 156 ـ 250 هـ / 772 ـ 864 م ) شاعر وأديب وفارس من أهل الأندلس يرسل إلى إمبراطور الروم فظهرت منه الأعاجيب التي دلت على عظمة أمتنا وقوتها وعزتها ومكانتها السامية بين الأمم فناظر علمائهم وبارز فرسانهم فتغلب عليهم ، وقد سألته زوجة إمبراطور الروم بحضرة زوجها الإمبراطور استهزاءً بالمسلمين بقولها : لماذا تقطعون اللحمة في رأس الذكر ، وتعتبرونها زائدة ( الختان ) فلم يرد عليها رداً علمياً أو يخبرها الحكمة من ذلك بل قال لها : إن العود عندما يقطع جزء منه تزداد قوته ففطنت المرأة لمقصده ومراده ، وسكتت فلم ترد عليه جواباً ، لأنها استهزأت بالمسلمين.

وفي عصرنا الحاضر بليبيا التي هي جزء من بلاد الإسلام هذا السفير حسونة الدغيس ( 1778 ـ 1836 م ) يرسله الباشا يوسف القرمانلي سفيراً إلى بريطانيا ، فيصفه القنصل السويدي في طرابلس بأنه نادرة زمانه في العلم والثقافة والمدنية.

لقد كانت أمتنا سابقة لكل الأمم في الدعوة إلى العلم والثقافة والعدالة وتحقيق السعادة للبشرية بسبب دينها الإسلامي الذي تميزت به عن غيرها من الأمم إذا تمسكت به أصبحت قوية عزيزة مهابة الجانب في كل شيء ، وإذا ابتعدت عنه أصابها الوهن والضعف والهزيمة كما يحدث اليوم.

كانوا ليوثاً لا يرام حماهم …………… في كل ملحمة وكل هياج

فانظر إلى آثارهم تلقى لهم …………… علماً بكل ثنية وفجاج

من أهم الأمور الدالة على عزة الدولة وقوتها وثقافتها أنه يجب أن يكون مبنى وزارة الخارجية من أكبر المباني في الدولة لأنها واجهة الدولة ، وبطبيعة الحال يجب أن تكون هناك مكاتب لجميع أعمال الوزارة كمكاتب الموظفين والطباعة والتصوير والإرسال والإبراق وغيرها من المكاتب ، وإني أذكر وأتعجب أن وزارة الخارجية الأمريكية في بعض سفاراتها يعمل أكثر من ( 1000 ) موظف ! ، ولها من الإمكانيات الكثير ، وتتبعها أسواق وورش لتصليح السيارات ، وبها أعداد كبيرة من الموظفين المحليين ، وكل أولئك يقومون بدورهم على أكمل وجهة دون حدوث ظلم أو تهميش أو انتهاك للقانون.

بينما تجد الموظفين في السفارات العربية لا يعملون ، ولا يقدمون شيئاً لبلدانهم بسبب فساد الإدارة ، وضعف الرقابة والتفتيش والمحاسبة ، وعدم وجود أهداف للعمل الخارجي والأدهى من ذلك أنهم صورة سيئة حتى عن قيمنا وثقافتنا وتراثنا فتجد منهم من يشرب الخمر ، ويرتكب المحرمات ، بل أنهم يعاملون غيرهم معاملة سيئة قولاً وفعلاً  لأنهم تمًّ تعيينهم وفق الوساطة والمحسوبية والقبلية والعلاقات مع النظام الحاكم ، ولم يكونوا من المؤهلين ( صفوة المجتمع ) علماً وخلقاً.

إن الموظف الدبلوماسي بالخارجية يجب أن يتم اختياره أولاً اختياراً صحيحاً وفق إجراءات وشروط معينة ، ثم يتمُّ إعداده وتأهيله ليصبح ممثل لدولته في دينها وثقافتها وتراثها ، ولذلك تحرص الدول المتقدمة والمتحضرة على اختيار أفضل العناصر ، وتعمل على تدريبهم ، وتطوير قدراتهم بمختلف العلوم والخبرات ، وأذكر إني قرأت عن بعض المعاهد الدبلوماسية أنها تستضيف في الخبراء والسفراء وعلماء السياسة لكي يقوموا بإلقاء محاضرات على طلبة معاهدها الدبلوماسية ، فالدبلوماسية هي علم وفن وفي معظمها خبرة مثل إدارة المؤتمرات وفن المفاوضات والمباحثات وغيرها من أمور تلعب الخبرة فيها دوراً كبيراً.

من المعروف أنه نتيجة للفساد بكل مظاهرة في الدولة تظهر وتبرز في نفوس الموظفين ظاهرة ما يعرف بالسخط الصامت ( التذمـر ) بمعنى أن نفوس الموظفين تكون متذمرة وساخطة من الإدارة التي تعمل معها كون الموظف يعرف الفساد بحكم عمله مع تلك الإدارة ، ولكن يستمر في العمل مع الإدارة حفاظاً على المرتب ، وإيثاراً للسلامة وللمنفعة ، ولأنه يدرك أنه لو انتقد أو تكلم عن فساد الإدارة لمن هو أعلى درجة ومرتبة ( الجهات الرقابية في الدولة ) فإنه لن يحصل شيء بسبب انتشار الفساد حتى في الدوائر العليا في الدولة بل إنه ربما هو نفسه تعرض للضرر.

إن مسؤولية الدولة تستوجب الأخذ برأي أي موظف ، والتحقق من إفادته لأنها بذلك تستطيع فرض القانون ، وتحقيق العدالة ، ومعاقبة المسيء والمقصر ، ومجازاة المحسن ، وحتى في تراثنا الإسلامي العظيم نجد قول سيدنا عمر بن الخطاب ” لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها “.

وهي كلمة الخير والحق والنقد البناء وتقويم المعوج وحرية الرأي والشفافية في الإدارة  وأذكر إني قرأت أن أحد المسؤولين بالإدارة الأمريكية قال للرئيس أوباما : أنت كذاب ، وقبلها الرئيس بكل شفافية لأنهم وصلوا إلى درجة عالية من الصدق والشفافية في الإدارة.

لكي تسير الدولة وأي مرفق من مرافقها سيراً سليماً صحيحاً ، حيث يجب على المسؤولين التحقق من الشكاوي والمراقبة والمحاسبة والضرب بيد من حديد على المخالفين والمقصرين.

لقد أصبح الموظف في سفاراتنا بالخارج همه الوحيد تحصيل أكبر قدر من المال ، ونرى ونشاهد ونسمع العجب العجاب فمثلاً لو قارنا بين الموظف الأجنبي والموظف ببلادنا نرى أن أحد الموظفين عند إيفاده في مهمة رسمية كحضور مؤتمر أو ندوة أو لقاء من اللقاءات نراه غير مهتم ، ولا يسجل ملاحظاته ، ويلتفت يميناً ويساراً ، وينظر إلى ساعته ليعرف كم بقي من وقت ، وعند انتهاء الاجتماع نراه يجري مهرولاً إلى قاعة الطعام ليأكل ما لذ وطاب لأنه كان محروماً منه في دولته التي أوفدته ليمثلها .

أما الموظف الأوروبي أو الأجنبي فنراه مستمعاً جيداً ومهتماً بموضوع الاجتماع ، ويسجل ملاحظاته بدقة متناهية سواء بدفتره أو بجهازه المحمول ، ولما ينتهي الاجتماع نراه يتحدث مع زملائه لأخذ وجهه نظرهم ، أو متحدثاً مع نظرائه الأجانب ليعرف منهم أشياء يود معرفتها ، أو نراه ذاهباً إلى الإنترنت ليعرف أخباراً جديدة أو ما شابه .

إنني لا أعرف لماذا لا تهتم بعض الأنظمة في الدول العربية بشعوبها أو بموظفيها فالإصلاح وسيادة القانون ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، والتنمية البشرية هي ركائز مهمة لتقدم الدولة ، وبدونها لا يمكن أن يكون هناك رقي أو تقدم فإذا لم تكن هناك صحة وجدت الإنسان مريضاً هزيلاً مصاباً بالعديد من الأمراض ، وبالتالي كيف يمكن له أن ينتج أو يبدع

وإذا لم يكن هناك إسكان صحي فسيح مريح ونظيف وجدت الجريمة منتشرة وضاربه أطنابها ، والناس في هم وضرر وشقاء ، وإذا لم يكن هناك تعليم وجدت جهلاً منتشراً وجيلاً فاشلاً ، ومؤسسات لا حياة فيها لمن تنادي .

وتحضرني في هذا المجال طرفة قالها لي أحد الأصدقاء لها دلالة على الجهل والتخلف والانفصام عن الواقع حيث قال : ذهبت لصلاة الجمعة في إحدى القرى النائية بإحدى المدن الليبية منذ عشر سنوات فوجدت خطيباً كبيراً في السن بأحد المساجد القديمة يخطب من كتاب قديم مما كان يسميها النظام السابق بالكتب الصفراء ( بسبب لون صفحاتها ) يدعو بعد انتهاء خطبة الجمعة : اللهم انصر دولة المرابطين اللهم انصر دولة الموحدين ، ثم صلينا ، ولما أتممنا الصلاة اقتربت منه وقلت له : يا شيخ هل تعرف دولة المرابطين ودولة الموحدين اللتين تدعو لهما بالنصر ؟ فقال لي : لا  ، فقلت له إن هاتين الدولتين انتهتا وانقرضتا منذ مئات السنين .

مما لاشك فيه أن انتشار الفساد في مختلف إدارات الدولة كان سببه المسؤولين في الدولة ، فالسكوت والرضا مع وجود مخالفات خاصة من قبل المسؤولين هو جناية في حق المجتمع إذ يفترض على المديرين في تلك الإدارات أن يختاروا أحد طريقين : إما أن يتم الإصلاح وتتحقق مطالبهم بذلك ، وإما أن يعتزلوا ويتركوا الإدارة والمسؤولية ، وبذلك لا لوم عليهم ، ولكن لم يحدث أي شيء من ذلك بل أن درجة الفساد والاستبداد والطغيان والمركزية وعدم الشفافية كانت كبيرة جداً .

إن صلاح المجتمعات العربية بصلاح الحكام والأمراء والعلماء ، وهذا ما أثبته الوقائع على مر العصور ، حيث يقول الإمام الغزالي ( 450 ـ 505 هـ / 1058 ـ 1111 م ) : ” ما فسدت الرعية إلا بفساد الملوك ، وما فسدت الملوك إلا بفساد العلماء ” .

ويقول أبن المقفع ( 106 ـ 142 هـ / 724 ـ 759 م ) في كتابه الرسالة ( وقد علمنا علماً لا يخالطه شك أن العامة قط لم تصلح من قبل أنفسها ، وأنها لم يأتها الصلاح إلا من قبل إمامها ) ، وإمامها هو رئيسها ووزيرها والمسؤول فيها .

الدبلوماسية العربية اليوم :

إن الدبلوماسية هي انعكاس للنظام الحاكم وانعكاس لأفكاره ، والدبلوماسيون هم ممثلون لهذا النظام سواء كان عادلاً صالحاً أم جائراً فاسداً ، والمتابع لحال الدبلوماسية العربية اليوم يجدها تختلف اختلافاً كبيراً عن الدبلوماسية الغربية .

إن السفارات العربية والدبلوماسيين العاملين بها اليوم لا يمثلون الأخلاق والقيم والمبادئ العربية والإسلامية فتجدهم يعملون الكثير من الأمور التي تدل على أنهم صورة سيئة وانعكاس للأنظمة التي أرسلتهم .

إن أغلب الدبلوماسيين تمًّ تعيينهم بالسفارات نتيجة للمكافأة والقرابة وتقديم الخدمات وليس وفق الكفاءة والنزاهة والمؤهل العلمي ، وأن الكثير من السفارات العربية تعاني من الفساد والمحسوبية والتخلف ، وعدم وجود شفافية أو رقابة أو محاسبة ، بالإضافة إلى عدم وجود نجاحات حققتها السفارات العربية لأنها بدون أهداف فأهم أهدافها هو توفير الخدمات للمسؤولين وكبار الشخصيات من حجز في الفنادق ، وتقديم الهدايا ، والحفلات والموائد .

وهكذا فإن الدبلوماسية العربية هي انعكاس للنظام الحاكم بكل معاني هذه الكلمة .

والله يصلح الأحوال …………

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. محمود المعلول

كاتب وباحث ليبي

اترك تعليقاً