الدستور يمر، والأزمة تبقى في مصر

يدلى المصريون السبت بأصواتهم في المرحلة الثانية من استفتاء على دستور اعده اسلاميون ويقول معارضون انه سيزيد من الاضطراب. ومن المتوقع الموافقة على الدستور بعد ان وافق عليه الناخبون في المرحلة الاولى من الاستفتاء قبل اسبوع.

واشارت المعارضة بالفعل الى حدوث مخالفات قائلة ان وجود سلسلة من المخالفات يعني ضرورة اعادة الجولة الاولى من الاستفتاء التي جرت السبت الماضي وشملت نحو نصف عدد الناخبين.

ويقول المؤيدون الاسلاميون للرئيس محمد مرسي الذي انتخب في يونيو/حزيران الماضي ان الدستور مهم لنقل مصر الى الديمقراطية بعد عامين من اسقاط حسني مبارك في انتفاضة شعبية. ويقولون انه سيساعد في اعادة الاستقرار اللازم لاصلاح اقتصاد مترنح.

واذا اجيز الدستور ستجري انتخابات برلمانية في غضون شهرين تقريبا.

وتفتح مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة صباحا (06:00 بتوقيت غرينتش) وتغلق في الساعة السابعة مساء(1:700 بتوقيت غرينتش) على الرغم من انه من المحتمل تمديد فترة التصويت مثلما حدث في الاسبوع الماضي. ومن المرجح معرفة النتائج غير الرسمية في غضون ساعات ولكن لجنة الانتخابات ربما لا تعلن نتيجة رسمية للجولتين قبل الاثنين بعد النظر في طعون.

وتقول المعارضة ان الدستور مثير للانقسام وتتهم مرسي بتمرير وثيقة تحابي حلفاءه الاسلاميين وتتجاهل حقوق المسيحيين الذين يشكلون نحو عشرة في المئة من سكان مصر بالاضافة الى المرأة.

وقال احمد سعيد رئيس حزب المصريين الاحرار وعضو جبهة الانقاذ الوطني وهي ائتلاف معارض شكل بعد ان وسع مرسي سلطاته في 22 نوفمبر/تشرين الثاني ثم دفع الدستور لاستفتاء انه يتوقع حدوث مزيد من الاضطرابات.

وفي اشارة الى ما وصفه بانتهاكات خطيرة في المرحلة الاولى من الاستفتاء في 15 ديسمبر/كانون الاول قال سعيد ان الغضب ضد مرسي وحلفائه الاسلاميين يتزايد. واضاف ان الناس لن يقبلوا الطريقة التي يعالجون بها الوضع.

وشابت اعمال عنف ادت لسقوط قتلى في الفترة التي سبقت الاستفتاء. وقتل ثمانية اشخاص على الاقل في احتجاجات امام قصر الرئاسة في القاهرة في وقت سابق من الشهر الجاري.

ووقعت اشتباكات من جديد بين اسلاميين ومعارضين لهم يوم الجمعة في الاسكندرية ثاني اكبر مدن مصر حيث تبادل الجانبان الرشق بالحجارة امام مسجد كبير في الشوارع القريبة. واحرقت حافلتان في الوقت الذي حاولت فيه الشرطة الفصل بين الطرفين بالغاز المسيل للدموع.

وقالت النتائج غير الرسمية في وسائل الاعلام الرسمية ان 57 في المئة ممن ادلوا بأصواتهم في الاسبوع الماضي ايدوا الدستور. وقال محللون ان من المرجح ان تسفر المرحلة الثانية عن تصويت اخر بنعم للدستور ربما بفارق اكبر لانها ستجرى في العديد من المناطق الريفية والمناطق الاخرى التي ينظر اليها على انها اكثر تعاطفا مع الاسلاميين.

ويقول المعارضون ايضا ان تصويت يوم السبت قد يذهب لصالح مرسي بشكل جيد ولكنهم يقولون انه هذا سيكون بسبب حدوث مزيد من المخالفات. ويرفض الاسلاميون مثل هذه الاتهامات ويقولون انهم واثقون من تحقيق فوز اكبر.

وقال محمد البلتاجي وهو مسوؤل كبير في جماعة الاخوان المسلمين التي دفعت بمرسي الى منصب الرئاسة ان الدستور حاسم لاجراء انتخابات برلمانية واستكمال عملية انشاء المؤسسات الاساسية للدولة.

وقال متسائلا “ما هي الكارثة في هذا الدستور” في كلمة امام الجمعية التأسيسية التي اعدت الدستور خلال جلسة عقدت يوم الجمعة تمت الدعوة اليها لتحدي انتقاد المعارضة للدستور.

وتمت دعوة المعارضين لهذه الجلسة ولكنهم امتنعوا عن الحضور. وكان المعارضون قد انسحبوا من الجمعية التأسيسية في وقت سابق قائلين ان اصواتهم لا تسمع.

ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في مصر 51 مليون شخص. وتقرر اجراء الاستفتاء على مرحلتين بعد ان رفض قضاة كثيرون الاشراف على الانتخابات مما كان يعني عدم وجود عدد كاف لاجراء الاستفتاء في يوم واحد في كل انحاء مصر.

وتمت الموافقة على الدستور في المرحلة الاولى بفارق ضئيل بما يكفي لتعزيز حجج المعارضة بان هذا الدستور مثير للانقسام. ويتهم المعارضون الاسلاميين باستغلال الدين لاجتذاب الناخبين. وتضم المعارضة ليبراليين ويساريين ومسيحيين واسلاميين ذوي توجهات اكثر اعتدالا .

وقال مصطفى شومان وهو من بين عشرات الاشخاص المعتصمين امام قصر الرئاسة في القاهرة ان المشكلة ليست ما اذا كانت الاغلبية توافق فانهم يحشدون الناس باسم الدين.

ويشير المعارضون ايضا الى ان منطقة القاهرة صوتت بالرفض في الجولة الاولى. ويقولون ان هذا يثبت تزايد المعارضة لمرسي عندما لا يستطيع الفوز في عاصمة البلاد.

ويرفض الاسلاميون الذين فازوا في انتخابات متعاقبة منذ اسقاط مبارك وان كان بفارق بسيط الاتهامات بانهم يستخدمون الدين ويقولون ان الدستور يعكس رغبة اغلبية في البلاد حيث ان معظم الشعب من المسلمين.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً