الشاطر: الدول الست ومصير ليبيا

قال عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر، في تصريح خاص بـ«عين ليبيا» إن هناك أمورا تُحاك لايجاد مخرج للدول الأربعة المُشاركة في العدوان على طرابلس وصنيعتها خليفة حفتر بما يُحقق لهم بالمفاوضات السياسية ما لم يتمكنوا من تحقيقه بقوة السلاح.

وأضاف أن دخول الصراع المسلح شهره السادس سُوّغ كمبرر بأن الحل ينبغي أن يكون سياسيا وليس عسكريا وهي كلمة حق يُراد بها باطل، والباطل هو منح المُعتدي على الشرعية والمواطنين الليبيين ما فشلوا في تحقيقه عندما باشروا عدوانهم يوم الـ4 من أبريل الماضي وانتقلوا به إلى القصف العشوائي بالطائرات على المدنيين والمطارات والمستشفيات والمدارس بعد أن تعذر عليهم التقدم على الأرض بفضل الهزائم الكبيرة التي منوا بها، وفق قوله.

وأشار الشاطر إلى وجود تحرك محموم من دول ستة هي (فرنسا- الإمارات- مصر- بريطانيا- إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية) نصبت نفسها قيّمًا على المسألة الليبية وتكـثّف اجتماعاتها بدعوى البحث عن حل سياسي لما يحدث في المنطقة الغربية.

ونوه بأن هذه الدول ليس من ضمنها من يمثل وجهة النظر المُقابلة ونصفها على الأقل يميل بشدة لصالح المعتدي والنصف الآخر أشبه بالأطرش في الزفة سيوقع على ما يقدم له من حلول لأنه سئم من الأوضاع المتردية في ليبيا ويبحث عن أي حل لوقف الأوضاع المتردية دون أن ينظر للتداعيات القادمة من أن ما يمكن أن يتفقوا عليه سيكون سببا في تمزيق ليبيا، حسب وصفه.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للدولة يتساءل:

إذا سلمنا بأن هؤلاء الستة باستطاعتهم أن يكُونوا واجهة للمجتمع الدولي فأين من يمثل الواجهة الداخلية صاحبة الشأن والحق المُطلق في تقرير مصيرها والتي تُغيّب في كافة الاجتماعات التي تعقد كما لو أنهم يتصورون الحل بأيديهم فقط وأن أصحاب الأرض والقضية مجرد قطيع من الماعز يمكن سوقهم إلى الزريبة بكل أريحية!!

وتابع:

السيد فايز السراج يجتهد للدفع بهذا الحل وهو اجتهاد خاطئ من وجهة نظري ونظر الكثيرين، لأنه يرى فيه نفسه ومصلحته فقط ولا يرى بوضوح مدى إمكانية تنفيذ ما يمكن أن يتم الاتفاق عليه فيما بينهم عمليا وفوق الأرض وما هي التداعيات التي ستنجم عن فرض حلول في غياب القوى الحقيقية على الأرض عسكرية كانت أو مدنية.

وهذا ليس تكهنا مني وإنما قراءة لواقع عدم قدرة السيد رئيس المجلس الرئاسي على قراءة ما حدث ويحدث في ليبيا طيلة سنوات توليه لمنصبه حتى اليوم واعتماده المطلق على الاستقواء بالتأييد الخارجي وإهمال كامل للتأييد الداخلي والدليل على ذلك عدم استعداده الاستعداد الكافي واتخاذ الإجراءات والترتيبات اللازمة لمواجهة العدوان الذي شن رغم تكرار خليفة حفتر تهديداته العلنية طيلة سنوات بأنه سيغزو طرابلس ويطرد المجلس الرئاسي ويودع رئيسه وأعضاءه في السجن، ولا انتبهت حكومة الوفاق إلى الحشد العسكري أثناء إعداده طيلة أشهر ولا قطعه لألف كيلومتر متوجها إلى طرابلس ولا استغاثة عميد بلدية غريان به حتى خرج فارا بجلده وتم غزو واحتلال مدينة غريان ومناطق أخرى جنوبي طرابلس.

أين كانت أجهزة الاستخبارات من هذا كله؟.

وأوضح الشاطر أن هذا الأداء الذي وصفه بـ”الفاشل يعني إما عدم القدرة والكفاءة أو تخاذل أو تواطؤ واضح وصريح وبيّن ما يعني أن قدرات القائد الأعلى للجيش الليبي لا تساعد على حماية أرواح وممتلكات المواطنين وصون سيادة الدولة.

وأضاف أنه عندما يتجاهل رئيس المجلس الرئاسي كل تلك التحذيرات التي أُطلِقت ويجر البلاد إلى هذه التكلفة الباهظة من الضحايا من العسكريين والمدنيين فضلا عن تهجير عشرات الآلاف من بيوتهم وتدمير مدنهم فأنه يتوجب عليه إما أن يعدّل من أدائه بأدوات جديدة وعناصر قادرة على العطاء على مستوى الحكومة والمستشارين أو يطلب من المجلس الرئاسي وحكومته اختيار بديل عنه.

وأردف يقول:

عوضًا عن ذلك كما يفعل متجشموا المسؤولية الوطنية في كافة دول العالم فأنه يُراوغ ويُصارع للوصول إلى حل سياسي يضمن له موقعا فيه.

وهذه رؤية أنانية دكتاتورية مرفوضه لأن من يقرر ليس هو وإنما القوى الحية التي تتصدى للعدوان وتقدم الشهداء على أسوار طرابلس وثخومها والجماهير المؤيدة لها الرافضة لعودة حكم العسكر.

لو قدر وتم الاتفاق من الخارج على حل سياسي يكون فيه  السراج وحفتر أساسا له ويتقاسمان السلطة فيما بينهما فهل يضمن السيد رئيس المجلس الرئاسي قدرته على البقاء في طرابلس لممارسة مهامه؟ أشك في ذلك إذ في هذه الحالة إما أن يُجبر على أن يكون خارج الحدود الليبية أو قابعا في سجونها كما توعده خليفة حفتر بهذا المصير في أكثر من تصريح معلن.

هذا الرأي قلته للبعثة الأممية عندما كانت تسوق وتحشد التأييد لتفاهمات أبوظبي.

وطالب الشاطر رئيس المجلس الرئاسي أن يصحى من تخيلاته وأن يعيش الواقع ويتدبر التداعيات السلبية لما يفعل فهو يواجه ويتعامل مع مصير وطن وشعب وليس مصير وظيفة تخصه.

وأضاف يقول:

إن المراكز السياسية العليا تصنع بالأداء الجيد الشجاع وليس بالاتكاء على قرارات تعد وتفرض من الخارج.

أيضا أشك في قدرته على قراءة الواقع المعاش قراءة صحيحة بدليل ما آلت اليه الأمور من سوء طيلة سنواته كمسؤول عن إدارتها فقد تجاهل كافة ما قدم له من نصائح ومقترحات وحلول ولعلي في هذا الصدد أذكره بما دار بيني وبينه يوم 18-12-2015 بمدينة الرباط ثاني يوم التوقيع على اتفاق الصخيرات وما عرضته عليه من أفكار لمعالجة تردي الخدمات في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية بمشروع متكامل ينفذ خلال ستة أشهر.

وكذلك ما قلناه له من نصائح يوم أن وصل بحرا إلى قاعدة بوستة وقد ترأست يومها مجموعة من أعضاء المؤتمر الوطني العام كأول وفد يلتقي به للترحيب به وإعطائه ملخصا لحلول قد تساعده في إشاعة الأمل لدى المواطنين وتحقق خطوة إلى الأمام لتحقيق الاستقرار.

وتابع:

لقد نبهناه بالعراقيل التي لم نتمكن من تجاوزها بسبب عدم تعامل الحكومات السابقة مع ما قدم لهم من أعضاء المؤتمر الوطني من مقترحات وحلول فضلا عن القرارات الرسمية للمؤتمر.

وأن سفينة الاتفاق السياسي يمكنها الشروع في تصحيح الأخطاء ومعالجة ما عجزنا عن معالجته لوجود الازدواجية في السلطة التنفيذية ومؤسسات الدولة فقد حصل التوافق واعتمد من المجتمع الدولي متمثلا في قرار مجلس الأمن بالاعتراف بالشرعية والأجسام الثلاثة التي انبثقت عنه.

واختتم عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر، حديثه بالقول:

وكذلك أذكره بما دار بيننا نحن ثلاثة من أعضاء المجلس الأعلى للدولة من طرابلس في شهر رمضان عام 2016 وما اقتُرح عليه في ذاك اللقاء من معالجات عملية لأزمات المياه وانقطاع التيار الكهربائي والطوابير على الوقود وأزمة القمامة.

في كل تلك اللقاءات كان يبدي تفهما ورضا،، ولا استجابة عملية تحدث على الإطلاق.

لكل هذه الأسباب ترسخت لدي قناعة بأننا في أزمة قيادة وطنية مخلصة ونظيفة وقادرة على التفاعل مع النصائح والاقتراحات.

اقترح تصحيحاً

التعليقات: 3

  • عبدالحق عبدالجبار

    من هم الذين يمثلون الواجهة الداخلية صاحبة الشأن والحق المُطلق في تقرير مصيرها ومن اين استمدوا شرعيتهم ههههههه لا فرق بينك وبين السراج وكل من علي الكراسي

  • ليبي نازح

    يا الشاطر انت مستمتع بحياتك بمرتب عالي من غير بحبوحة علاقاتك في طرابلس بينما يقتل الشباب الليبي يوميا من الطرفين ولم تتحرك له مشاعرك!!
    وقف الحرب في صالح كل الليبيين اما رفض الحلول الدولية بعنترية فهي ليست من الحكمة في شئ…

  • سعيد رمضان

    لقد قال الرئيس الفرنسى ماكرون ” لقد تمكنا من الأتفاق على وقف القتال مع بعضنا البعض بالوكالة فى أراضى ليبيا ” فهل عرفتم لصالح من يقاتل حفتر ولصالح من يقاتل السراج وعصابات الاخوان ؟

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً