الشاطر لـ«عين ليبيا»: الضعف المُتكرر في أداء السراج وضع البلد في مأزق كبير

أكد الشاطر أن هذا تصريح لا يجوز أن ينسب لقائد أعلى للقوات المسلحة لأنه يبعث رسالة وكأنه يستغيث بإيطاليا.

انتقد عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر في تصريح خص به «عين ليبيا» الأخبار التي أوردتها وكالة الصحافة الإيطالية “آكي” من أن السيد فايز السراج طلب تدخل إيطاليا بشكل حازم للتوصل إلى إحلال السلام في ليبيا.

وقال أن هذا الطلب يحبط من المعنويات في وقت يسجل فيه الأبطال انتصاراً مدوياً في مدينة غريان وعدد من المواقع الأخرى التي تشهد الاشتباكات، مُتمنياً أن لا يكون خبراً صحيحاً ودقيقاً و أن يتم نفيه أو تكذيبه.

حيث أكد الشاطر أن هذا تصريح لا يجوز أن ينسب لقائد أعلى للقوات المسلحة لأنه يبعث رسالة وكأنه يستغيث بإيطاليا.

وألقى الشاطر باللائمة على حكومة الوفاق واصاً أدائها  بالضعيف والمتردد حيال ما يجري من اشتباكات على تخوم طرابلس.

وقال في تصريحه لـ«عين ليبيا» بأن مثل هذا الضعف المتكرر في الأداء السياسي وضع البلد في مأزق يكبر ولا يصغر.

كما أشار إلى أن الليبيين ومنذ ثلاث سنوات أو أزيد أمام مشروع واضح المعالم والأهداف يدعو له خليفة حفتر وهو الاستيلاء على الحكم في ليبيا وانهاء ثورة فبراير، ولم يواجه مشروعه هذا بمشروع قوي وحاسم من حيث الخطاب والأداء السياسي الرسمي من الحكومة بأن الثورة التي أنهت حكم العسكر والفرد والأسرة لن تسمح بأن يتكرر بأي شكل كان حسب قوله.

وأكد أن أطيافاً عدة ممن وصفهم بالثوار الصادقين في نواياهم سعوا وقدموا قوافل الشهداء لوأد مشروع حفتر ولكنهم لم يجدوا القيادة السياسية التنفيذية الكفؤة والمتمتعة بالإرادة الصلبة والشجاعة الأدبية لمساندتهم بوضوح.

وذّكر الشاطر بأن محاولات عدة جرت خلال تلك السنوات لإيجاد توافق بين رؤية خليفة حفتر وطموحاته الشخصية من جهة وبين الممانعين لمشروعه والمطالبين بمدنية الدولة وحكم المؤسسات الدستورية من جهة أخرى، وقد باءت كل تلك المحاولات بالفشل الذريع لأنها إما رفضت أو عرقلت من طرف خليفة حفتر ولم يغير من مواقفه المتشددة، ما أعطاه وقتاً كافياً لحشد التأييد له محلياً وإقليمياً حتى أصبح يوصف بأنه الرجل القوي في ليبيا وأنه الرقم الصعب والمهم في المعادلة الليبية حسب وصفه.

وأوضح الشاطر أنه بعد ثلاث سنوات من محاولات استرضائه اكتشف السيد السراج بأنه ليس بالشخص الذي يمكن تصديقه فلماذا اليوم يأتي بطلب يؤكد أنه لا زال يتشبت بالوصول إلى حل سلمي معه؟.

واستهل عضو المجلس الاعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر حديثه بالقول أن ماحدث يوم 4 أبريل 2019 أمر غير مقبول على الإطلاق وكان من الضروري أن لا يحدث لو كان السيد السراج متنبهاً لمنصبه وصفته لأن العدوان لم يكن مفاجئاً لأحد وإنما عبر رحلة ثلاث سنوات من الإعداد والرتل تحرك من مسافة ألف كيلو متر، مُتسائلاً عن مكان السراج ومستشاروه وأجهزة الاستخبارات من هذا كله؟

وتابع الشاطر بأن السياسي عليه أن يقرأ الأمور قراءة صحيحة وينتبه لكل تفاصيلها وتفاصيل تداعياتها السلبية والايجابية ولا يجب أن يغمض عينيه عن خطر قادم ليمكّن من حدوثه،مُشيراً إلى أن ترك الساحة لحفتر يصول ويجول فيها دون ردود أفعال مساوية لعنجهيته تسببت في قتل المئات وتهجير الآلاف وتدمير مدن وأحياء وحالة من الفزع والهلع لدى المواطنين، قائلاً إنها مسؤولية لا يمكن أن تسقط بالتقادم أو بتحقيق نصر على الخصم المعتدي.

وقال الشاطر:

“كرة النار هذه التي يدحرجها حفتر يوماً بعد يوم أوصلته من الغرور بحيث يرفض أن يلتجئ خصمه إلى شراء أسلحة للدفاع عن نفسه وهو الذي تمده أربعة دول وتغرقه بالأسلحة والمستشارين العسكريين وسوف تواصل دعمه إلى أبعد الحدود متحدية القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن والقيم العربية إن كان لا يزال لها من قيمة”.

وأضاف الشاطر:

“بمثل الطلب الذي نسبته وكالة الصحافة الإيطالية (آكي) بأنه استغاث بإيطاليا للتدخل بشكل حازم للتوصل إلى إحلال السلام في ليبيا يكون السراج قد أعطى الإشارة لخصمه بأنه قائد ضعيف يسهل الانتصارعليه، ولمؤيديه الإشارة بأنه غير موفق في أدائه الضعيف لأنه يحبط معنوياتهم”.

وأكد الشاطر في تصريحه أنه لا يرى نهاية سريعة لعدوان حفتر والدول الداعمة له على العاصمة طالما يصر السيد السراج على التستر وعدم الافصاح عن من يقتل الشعب الليبي ويريد أن يسرق ليبيا بالكامل، خاصة بعد الغنائم التي تم الاستيلاء عليها من طائرات مسيرة وصواريخ أمريكية وآليات ومدرعات وكلها أدلة دامغة تدين دول بالاعتداء على سيادة الدولة ومتورطة في قتل الليبيين فباي حجة يصر السراج على التكتم والتستر عليها حسب قوله.

واختتم عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحن الشاطر تصريحه لـ«عين ليبيا» بالقول:

“سيؤدي هذا الموقف المهادن إلى تداعيات أراها خطيرة تتمثل في تصعيد خطاب الانتقاد العلني لأداء السيد السراج الذي بدأ يتنامى وبدأت دعوات تنطلق بأن عليه أن يقدم استقالته لأن الأداء يشد الجيش الليبي والقوات المساندة له الى الوراء ولا يدفعها الى تحقيق انتصارات متتالية وسريعة”.

وكانت وكالة آكي الإيطالية قد أعلنت في وقت سابق أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج قام بمطالبة إيطاليا بالتدخل بشكل حازم للتوصل إلى إحلال السلام في ليبيا.

حيث نقلت وكالة آكي عن مصادر مقربة من نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني أن هذا الطلب جاء من قبل الرجل الأول في طرابلس، خلال اللقاء الذي جمعهما الاثنين الماضي في مقر محافظة ميلانو مع وزير الداخلية الإيطالي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً