الصحافة تحمل رسائل الغرب لمرسي: طريقك وعر لا تحوله إلى كابوس

جمهورية مصر الاخوانية

شبهت اشهر الصحف الاميركية الرئيس المصري الجديد محمد مرسي بالكابوس بالنسبة لمصالح واشنطن في المنطقة، فيما اعتبرت صحيفة “تايمز” البريطانية ان طريق الرئيس المصري الجديد وعر.

وعادت “واشنطن بوست” في تقرير نشرته بعددها الصادر الثلاثاء الى تصريحات سابقة للرئيس المنتمي للتيار الاسلامي عن السياسة الأميركية في الشرق الاوسط حين وصفها بلهجة مفعمة بالكراهية.

وذكّرت الصحيفة بتسميته الاسرائيليين بـ “الطغاة” بينما أعرب عن شكوكه في أن هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر نفذها “إرهابيون”.

في وقت علقت صحيفة “تايمز” البريطانية ذات التوجه المحافظ على صلاحيات الفائز في انتخابات الرئاسة المصرية، محمد مرسي، في ظل الإعلان الدستوري المكمل قائلة في عددها الصادر الثلاثاء “ربما كان مرسي هو أول رئيس مصري منتخب ولكن، ما هي المساحة الحقيقية المتاحة له لاتخاذ القرارات؟ وإلى متى؟”.

ورأت الصحيفة أن هناك أملا في الغرب وبين جموع الشباب المصري الذين دعوا إلى دولة ديمقراطية وغير دينية في أن يخفف ثقل المسؤولية على “جماعة الإخوان المسلمون” من وطأة “العناصر الخشنة” في خطابات الإخوان وأن هناك مؤشرات على ذلك وأن الانتقال من الحكم العسكري إلى حكومة ديمقراطية في تركيا يمكن أن يكون نموذجا تحتذي به مصر.

واختتمت الصحيفة تعليقها على الأحداث الساخنة في مصر بالقول “سيكون طريق مرسي وعرا ولكن ورغم صعوبة هذا الطريق إلا أنه يعد بتقدم أكثر مما تم أثناء الحكم القمعي السابق..”.

واعرب محللون اميركيون عن تفاؤل مشوب بالحذر عن إقامة واشنطن علاقة عمل قوية مع السياسي القادم من صفوف جماعة الاخوان المسلمين.

وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي كتبه أحد مراسليها العرب “أن مرسي ومساعديه أعربوا بالمثل عن تفاؤلهم إزاء مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة، وإن كان الامر لا يخلو من بعض المحاذير”.

وذكر محللون إن قدرا كبيرا من هذا الأمل يقوم على البراغماتية، حيث يرجح أن تتراجع أي اعتراضات أيديولوجية على السياسة الاميركية، في المستقبل القريب على الاقل، إلى الوراء، أمام حاجة مرسي إلى تحقيق الاستقرار في مصر وتحسين اقتصاد البلاد المتعثر، ويتطلب الامران مساعدة من واشنطن.

وقالت الصحيفة “إنه على الرغم من ذلك لا يزال هناك العديد من التساؤلات التي تحيط بمدى الاعتماد على مرسي في المدى الطويل كحليف للولايات المتحدة”.

وتساءلت عن مدى ما يتمتع به الرئيس المنتخب من سلطات بعدما قام المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم “بتقويضها” مؤخرا، وأيضا درجة ارتباطه بزعماء الاخوان المسلمين.

ونقلت الصحيفة عن طارق مسعود، الاستاذ المساعد بجامعة هارفارد، والذي التقى مرسي عدة مرات قوله “هل مرسي هو رئيس مصر، أم أن الاخوان المسلمين هم من بيدهم الرئاسة؟”.

وقال محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام للاخوان المسلمين والذي انفصل عن الجماعة إن مرسي سيحاول على الارجح إرساء علاقة “الند بالند” مع واشنطن.

وأضاف حبيب “أن القرارات المصرية لن تترك للإدارة الاميركية، مثلما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك”.

ويأمل المسئولون الاميركيون في ترك انطباع قوي لدى مرسي خلال زيارة مرتقبة لمسؤول أميركي كبير للقاهرة بحسب ما ذكره مسئول بارز بالادارة الأميركية.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن المسئولين الأميركيين أعربوا عن أملهم في استغلال المساعدات الأميركية المخصصة لمصر أداة في تعزيز تأثيرهم وبناء علاقة قائمة على الثقة مع إدارة مرسي عبر إيجاد مجالات للمصلحة المشتركة.

الى ذلك قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية المستقلة في عددها الصادر الثلاثاء إن نجاح محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الوصول إلى سدة الحكم في مصر يعد بمثابة خبر سيئ لدولتين على الأقل في المنطقة.

ورأت الصحيفة في مستهل تعليقها أن الدولة الأولى هي إسرائيل “التي فقدت بسقوط نظام مبارك وسيطا مهما في المنطقة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن مبارك كان يعقد لقاءات مع ممثلي الحكومة الإسرائيلية بشكل منتظم وفي الوقت نفسه كان يسمح للصحافة بانتقاد إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن زمن مثل هذه السياسة “ذات الوجهين” قد ولى مشيرة إلى أن الإسرائيليين يلزمهم الآن الكثير من الخيال لتطوير علاقة جديدة مع القاهرة.

وذكرت الصحيفة أن الدولة الثانية التي كان فوز مرسي خبرا سيئا بالنسبة لها هي سورية إذ أن عائلة الرئيس بشار الأسد كانت تعتبر أن نجاح الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك في الانتخابات الرئاسية بمصر بمثابة “صافرة النهاية” للربيع العربي.

ورأت الصحيفة في ختام تعليقها أن النظام السوري سيعمل حاليا على إثارة المخاوف من المد الإسلامي لإثارة مخاوف الأقليات الدينية لديه.

ورأت صحيفة دي فولكسكرانت الهولندية في عددها الصادر الثلاثاء أن محمد مرسي، سيكون رئيسا لبلد منقسم وأنه “وفي ضوء توزيع نسب القوى بالشكل الذي يواجه مرسي ربما جعله يحاول كسب المزيد من السلطة تجاه القوات المسلحة، وبوسعه تعزيز موقفه من خلال توسيع قاعدة الدعم له على المستوى الشعبي”.

وذهبت الصحيفة إلى أنه “على الأقلية القبطية التي طالما واجهت عنفا أن تشعر بأنها آمنة في بلدها. كما أن على مرسي أيضا أن يطرد الخوف عن المواطنين غير المتدينين من أنه يريد تحويل مصر إلى بلد يتحكم الأصوليون في جميع جوانب حياته، بوسعه تحقيق ذلك من خلال وضع أقباط وغير إسلاميين في مراكز مرموقة، ربما كان ذلك بداية طيبة في ظل حكمه”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً