الغنوشي يتهرب: لا أسلحة ولا حمساويين في بيتنا

مكابرة سياسية
مكابرة سياسية

نفى راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية الحاكمة في تونس الخميس ما سماه “شائعات” حول تدريب حركة حماس اسلاميين تونسيين على حمل السلاح، وتخزين النهضة أسلحة لاستعمالها في حال حصول انقلاب على الاسلاميين في تونس مثلما حصل في مصر.

وقال الغنوشي في مؤتمر صحافي “نحن نرفض جملة وتفصيلا هذا الادعاء لانه مناقض لطبيعة حركة النهضة”.

وأضاف ان النهضة “لم تدع الى ‘حمل’ السلاح عندما كانت في المعارضة ولم تتبن استراتيجية العنف حتى عندما كانت آلة القمع تحصدها” في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، متسائلا “كيف تتبنى ‘الحركة’ استراتيجية العنف وهي تحكم؟”.

وتابع ان النهضة “تدير الحكومة ‘اليوم’ ورئيس الحكومة ‘علي العريض القيادي في النهضة ‘ يأمر ‘جهاز’ الأمن فيطيع… فما حاجة النهضة وهي تدير الحكم الى ان تخزن الاسلحة وتشهد على نفسها بهذه الورطة؟”.

ولفت الى أن “هناك حرب اشاعات اليوم ‘في تونس’ وأنا ادعو الصحافيين الى ان يتنبهوا الى حرب الاشاعات ..التي استطاعت ان تسقط التجربة ‘الديموقراطية’ المصرية”.

وذكرت وسائل اعلام تونسية اخيرا ان حماس ارسلت الى تونس 30 عنصرا من “جناحها المسلح” لتدريب اسلاميين تونسيين تابعين للنهضة على حمل السلاح، وان النهضة تخزن اسلحة داخل مقراتها الحزبية وفي منازل أتباعها لاستعمالها في حال حصول انقلاب على الحركة مثلما حصل في مصر.

والاربعاء، دعا نشطاء انترنت الجيش والشرطة الى احكام مراقبة المطارات والموانئ في تونس تحسبا لوصول أموال وشحنات اسلحة “موجهة الى حركة النهضة” مصدرها تركيا وقطر.

ودعا راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تمسك بزمام الحكم في تونس مختلف الأطياف السياسية في بلاده إلى الاتعاظ مما حدث في مصر والدخول في حوار.

وقال راشد الغنوشي، في مؤتمر صحفي الخميس عقب أحداث مصر الأربعاء والتي خلفت مئات قتلى وآلاف الجرحى خلال فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة إن “الدرس المصري يجب أن يقوي وحدتنا”.

وأضاف “حرصنا على وفاق سيقطع الطريق على كل من يحلم برؤية سيسي آخر في تونس”، في إشارة إلى قائد الجيش المصري الذي أطاح بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي.

واعتبر راشد الغنوشي الاربعاء، أن ما يجري في مصر حالياً أثبت “إفلاس الحداثيين” و”بطولة الإسلام السياسي”، وذلك قُبيل مغادرته تونس إلى جهة لم يُعلَن عنها فيما تعيش البلاد أزمة سياسية خانقة.

وقال الغنوشي في تصريح بثته قناة “المتوسط” التلفزيونية المقرّبة من حركة النهضة الإسلامية، الأربعاء، إن “الإسلام السياسي أثبت اليوم في مصر بطولة عظيمة مقابل الإفلاس الذريع والشنيع الذي ثبته على أنفسهم المدعوون بليبراليين وتقدميين وحداثيين.

واعتبر الغنوشي أن العنف في مصر “يحثنا على تحصين ثورتنا في تونس”، ودعا حكومات دول العالم، منها تونس، إلى دعوة مجلس الأمن الدولي للإنعقاد لبحث الوضع في مصر.

وبعد هذا التصريح، غادر الغنوشي تونس إلى جهة مجهولة، حيث قال وزير الصحة في الحكومة التونسية المؤقتة عبداللطيف المكي، القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية، إن راشد الغنوشي غادر البلاد في زيارة لها صلة بالوضع في البلاد.

ولم يذكر المكي اسم الدولة التي توجه إليها الغنوشي في هذه الزيارة الطارئة، ما أثار استغراب الأوساط السياسية التونسية، لاسيما وأنه كان من المفترض أن يجتمع الغنوشي الخميس مع حسين العباسي، الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل، لاستكمال المفاوضات الجارية لإيجاد مخرج سياسي للمأزق الذي تعيشه تونس.

ولم يستبعد مراقبون أن تكون هذه الزيارة مرتبطة بتطور الأوضاع في مصر في أعقاب اقتحام الشرطة المصرية إعتصامي “رابعة العدوية”، و”النهضة” بالقاهرة.

يُشار إلى أن حركة النهضة الإسلامية كانت قد اتهمت في بيان لها السلطات المصرية بإرتكاب “مجزرة” بحق المعتصمين، ودعت إلى دعم “نضال الشّعب المصري ضد الإنقلاب”.

وعيون التونسيين شاخصة على تطور الأحداث في مصر بينما تعيش البلاد توترا بين الحكومة الإسلامية والمعارضين العلمانيين.

واشتعلت الأزمة منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو وهو الثاني في ستة أشهر بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد.

وتتمسك جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم أطياف المعارضة وتقود اعتصام الرحيل في ساحة باردو أمام مقر المجلس التأسيسي بحل المجلس وكل السلطات المنبثقة عنه.

وأوضح الغنوشي إنه لا مبرر للحديث عن أزمة في تونس قائلا “نعيش في ظل ائتلاف حكومي يجمع بين الإسلاميين والعلمانيين. والتأسيسي أنهى تقريبا كتابة الدستور والهيئة المستقل للانتخابات لا ينقصها إلا عنصر واحد”.

ووصف الغنوشي دعوات المعارضة لحل المجلس التأسيسي والحكومة المؤقتة الحالية “بالأطروحات الفوضوية”، بينما عارض في نفس الوقت مقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية غير متحزبة، وهو ما يدعمه الاتحاد العام التونسي للشغل، اكبر منظمة نقابية بتونس وتتمتع بنفوذ سياسي واسع على الساحة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً