اللواء سليمان العبيدي يناقش الأولويات العسكرية

 اللواء الركن سليمان محمود العبيدي
اللواء الركن سليمان محمود العبيدي

اللواء الركن سليمان محمود العبيدي كان من بين أول القادة العسكرين المنشقين عن نظام معمر القذافي. وشغل عدة مناصب قيادية منها نائب مدير الاستخبارات العسكرية ورئيس الحرس الجمهوري في بنغازي قبل أن ينضم للثورة.

واليوم، يشغل العبيدي منصب معاون قائد أركان الجيش. وتحدث لمغاربية عن الدور الذي قد يضطلع به الجيش في إعادة بناء البلاد خلال المرحلة الانتقالية كما روى قصة انضمامه للثورة التاريخية.

مغاربية: كيف انضممتم إلى ثورة 17 فبراير؟

سليمان محمود العبيدي: كان قراري بالانضمام إلى الثورة في الثامن عشر من فبراير، بعد رفضي الأوامر بالهجوم على مدينة درنة حين اتصل بي سكرتير القذافي أحمد رمضان وأصدر تعليماته للاتصال باللواء عبد الفتاح يونس واللواء محمد عباس ليكلفاني بالهجوم على درنة من أجل تأديبهم.

وعقب إنهاء المكالمة اتصلت بمنطقة القبة لمعرفة حقيقة الأمر هناك، حيث اجتمع المنسق إبراهيم المنصوري مع بعض المشايخ وعزموا على  مساندة مدينة البيضاء في حال تعرضها لأي انتهاك.

وقلت لإبراهيم: “هناك أوامر وصلتني لتسليمك 30 ألف بندقية للهجوم على درنة”. فرد قائلا: “هذا الكلام مرفوض”. وعلى الفور أجريت اتصالا هاتفيا بالسكرتير أحمد رمضان وأخبرته عن رفضي للموضوع وقمت بفصل هاتف القيادة بشكل نهائي. استشرت بعدها أهالي طبرق فكانوا هم أيضاً مستعدين للثورة على نظام القذافي. واعتبرت نفسي منذ ذلك الوقت مع ثورة 17 فبراير.

مغاربية: من التطرف إلى مختلف التأثيرات الغريبة، تواجه ليبيا عدة تحديات. هل أنتم قلقون حيال الوضع الحالي للأشياء؟

العبيدي: أنا لست قلقا ولكن منزعج فقط لأننا نحن الليبيين بسطاء التفكير عندما نسمع الإسلام نعتقد أنه السلوك الحسن والتصرف الطيب من أناس يخافون على الوطن والشعب مثلما هو في كتاب الوصايا العشر، هذه الوصايا موجودة في القرآن الكريم و هذا هو الإسلام الحقيقي. وأعتقد من خلال مطالعاتي أن أسباب التطرف الإسلامي تعود لقضية فلسطين وكذلك للظلم الذي يقع في الوطن العربي.

وإنه لشيء محزن ما يحدث هذه الأيام من نبش للقبور، فكل من شارك في هذا الفعل قد ارتكب خطأ وهو محسوب على الإسلاميين، عند زيارتي لروما شاهدت أن ثعلب الصحراء (إوين رومل) الذي حارب في ليبيا كان مدفونا بمقبرة المحاربين القدامى لفترة 1944. ما أقصده أن دماء الأجداد بمعتقلات البريقة والعقيلة تكون أكثر التصاقا بالوطن عندما تحفظ، وليس عند بعثرة رفاتها وعظام الموتى، ولدي كل شيء مثبت بالأدلة والمستندات.

مغاربية: ما سبب تعطيل تكوين الجيش الوطني ولصالح من؟

العبيدي: لصالح زمرة الإسلاميين المتطرفين وأجندة خارجية لا يريدون للجيش أن يتماسك. الجيش في المجتمع الأمريكي، مثلا، مهم جداً مثل رئيس الوزراء ونائب الرئيس وتأتي الطبقة الثانية وهى الكونجرس بينما تتكون الطبقة الثالثة من العسكريين.

الأمم الحية لا تخاف من جيشها، بل تعطيه كل حقوقه: كبرياءه وكرامته وإمكانياته؛ ليكون مخلصا في الدفاع عن دولته لا كما فعل القذافي الذي وجه ضربات موجعة للجيش الليبي. أنا مؤمن بمؤسسة عسكرية تؤمن بالقانون وتحمي الدستور والوطن.

لا ينبغي أن تحمي المؤسسة العسكرية الحاكم؛ إنما النظام سواء كان جمهوريا أو ملكيا فالتراب المقدس. أؤمن بمؤسسة القوانين والحريات والحقوق، هذا تصوري لجيش المستقبل.

مغاربية: ما تعليقك على انتشار السلاح اليوم في ليبيا؟ وكيف يمكن للبلاد حل المشكل؟

العبيدي: دقت طبول الحرية وبدأ الأشخاص بتلبية النداء وبدأ الشباب في الاستيلاء على الأسلحة باستثناء موقع العسكري الذي أترأسه، هذا السلاح تسرب مع الأسف إلى مرتزقة من مصر أرسلهم أحمد قذاف الدم. لدي ادلة على ذلك، و للأسف انتقل السلاح إلى تنظيم القاعدة في الجزائر ومالي.

السلاح إذا انتشر في أيدي غير مسؤولة خطر جدا، وأنا أتخيل أن القاعدة موجودة ولكن جزء منها فقط ولكن لا أتصور إنهم يشكلون خطورة، لأن تركيبة الشعب الليبي أصلا لسنا دمويين بين بعضنا رغم أننا كلنا مسلحون، كنت خائفا من تصارع القبائل مع بعضها ولكن الحمد لله.

والحل للحد من انتشار السلاح هو دمج الثوار الذين تنطبق عليهم الشروط الصحية للجيش والأمن، وأن تشتري الدولة السلاح من الشباب الحاملين للسلاح، وتعيين الشباب وإرسالهم للدراسة في الخارج، وكذلك شراء السلاح الثقيل منهم.

وأوجه خطابي لكل ثائر حقيقي لا يريد مالا ولا منصبا، الثائر الذي يؤدي واجبه كاملا والرجل الذي يؤمن بالمبادئ هو الذي يقاتل من أجل الوطن؛ لأن الجيش التقليدي لا يمكنه فعل شيء، وعلى مسؤولي الدولة أن يقدموا الحوافز للمنتسبين للأمن والشرطة للدراسة بكليات الأمن الدولية. بل يجب سحب الأسلحة بتقديم الحوافز، ولا يجوز أن نواجه قبيلة بأخرى لأن هذا شيء خطير جداً على المواطن الليبي مستقبلا.

مغاربية: كيف ترون ليبيا الجديدة؟

العبيدي: الأمم هي التي تخلق العباقرة، والدولة هي التي تخلق المجتمع الراقي المهذب. تخيل أن يسود المجتمع الليبي قانون العدالة والحرية والإعلام إذا كانت ليبيا في أيدي أمينة وضباط شرفاء مثقفين لا ينهبون مال الشعب والوطن مقدس بالنسبة لهم ــ فالأمر سيكون على ما يرام.

وأحيي كل من يرفع صوت الحق صوت الثورة محاربا ومقاتلا من أجل مبادئ هذا الوطن.

حوار أجرته أسماء العرفي من بنغازي لمغاربية

اقترح تصحيحاً

التعليقات: 2

  • سليمان محمود

    احي فيك يا سيادة اللواء سليمان محمود علي روح الوطني وانك رجل ورجال قليلون وانت موقفك مشرف قبل 17 فبراير وارفعت رواوسي جنودك المجهلون نحن معك وعلي دربك ومن اجل ليبيا الحبيبة تهون كل شئ

  • بكار امحارب

    هناك من يريد تدمير مؤسسة الجيش وتبنى المليشيات المدعومة من الخارج واقصاء الضباط الشرفاء بغرض نشر ثقافة الفوضى والا مسئولية . افيقوا ايها الليبيين الشرفاء فاننا نحتاج الى ثورة مضادة لتطهير البلاد من الخونة والمأجورين الذين يتاجرون بالدين باستغلال عاطفة الليبيين . يجب ان نتعاضد جميعا من اجل ارساء دولة القانون والمؤسسات والدستور لقطع الطريق على من تسول لة نفسة المساس بامن ليبيا

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً