الليبيون آخر من يعلم

الليبيون آخر من يعلم

عمر الفيتوري السويحلي

مؤسس أكاديمية القرآن الكريم بطرابلس

لقد كانت ثورة 17 فبراير أعظم حدث في تاريخ ليبيا المعاصر بها ارتفعت رايات المجد والحرية فوق أنهار الدماء الزكية لتُسقط فرعون العصر وجماهيريته المزعومة ولكي لا يتكرر أبدا في حياتنا ولكي نعيش حياة العزة والكرامة.

خرجت الجموع الغفيرة في كل المدن الليبية وكانت البداية من بنغازي في قلب الوطن لتستجيب لها باقي أركان الوطن غربه ووسطه وجنوبه بالهتاف أولا ثم بالدماء.

فقد عمدة دماء الحرية كل شبر وانهزم عباد الطاغوت وصاروا إلى هوان ولكن تآمرهم على الوطن لم ينتهي وتواصلت مؤامراتهم ولم يطل بحثهم عن الأسياد فقد وجدوا في أعداء الأمة أسيادا لهم ابتداءا بالدكتاتور السيسي المنقلب على الشرعية ونظامه العسكري المقيت وبدو الخليج الذين لا تربطنا بهم أي علاقة يعيشون بعيدين عنا لأكتر من 5000 كيلومتر في قارة غير قارتنا وكذلك بعض الطوائف القبلية التي تعتقد أن الثورة ستقود إلى الدولة المدنية الديمقراطية سينهي دور القبيلة في الحياة السياسية والمحاصصة المقيتة التي جلبت متسلقين وأنصاف متعلمين لتولي قيادة الدولة للأسف بعد التضحيات الجمة التي قدمها أبناء ليبيا الشرفاء.

بدأ التآمر على الثورة بالتآمر على بنغازي وطعنها في مقتل وعملت مخابرات السيسي وغيرها أعمالها القذرة بتنفيذ اغتيالات في اتجاهات متعددة لخلق فوضى ولإلصاق التهم بالثوار وهم منها برآء وبنفس مخطط الاغتيالات بالعراق لسحب الدولة إلى مستنقع الدماء ووجدوا في الأسير العميل حفتر بضاعة رخيصة الثمن في سوق العمالة ليقود حربا ضروسا ضد ثورة فبراير وأهلها وضد أبناء بنغازي متل بن حميد وبوكا العريبي بغطاء قبلي مقيت انطلق من اجتماعهم في “بومريم” ولتصفية حسابات عنصرية تعبر عن عقول مريضة لم تخرج بعد إلى مفاهيم الدولة فكانت حربا على أهل بنغازي الشرفاء بعد أن شوههم الإعلام واتخذ من مواقف البعض ممن أخترق صفوف الثوار ليصنع بعض الجرائم ذريعة ولكن أولئك الرجال صمدوا ليسطروا للتاريخ عظمة فبراير وأنها كانت نتاج دماء وتضحيات ولتدرك الأجيال القادمة ما معنى الحرية وكيف تحققت.

بذل الثوار كل جهودهم ولكنهم خذلوا من أهلهم بعد أن دفعوا دمائهم وارتحل البعض منهم إلى المنطقة الغربية بعد أن أعاقوا مسيرة هذا المجرم وحلف الشر معه عن العاصمة أكثر من أربع سنوات.

اليوم تظهر الحقيقة أن هؤلاء الرجال الاطهار كانوا خط دفاع عن الحرية وعن فبراير والعاصمة وظهر خطأ من أصدر البيانات يؤيد حرب المهزوم الأسير عليهم وإبادة أطفال قنفودة ظهر الحق جليا بعد مرور سنين على سجن الكثير منهم في سجون طرابلس عن طريق عملاء حفتر بالعاصمة فكم عانوا من مظالم وكأن المجلس الرئاسي لا يسمع ولا يرى هو ومستشاريه.

بالرغم من كل ذالك نتوجه في هذه اللحظات التاريخية إلى المجلس الرئاسي بعد أن حصحص الحق بهزيمة حفتر على أسوار طرابلس العظيمة بفضل ثوارنا في “عملية البركان” وقبلها هزيمة تنظيم “داعش ” في سرت على يد قوات “البنيان المرصوص” فداعش وحفتر وجهان لعملة واحدة.

لقد جاء هذا الانتصار العظيم في طرابلس بفضل الثوار الحقيقين الدين لقنوه درسا لن ينساه هو ومن دعمه بانقلابه على الشرعية في 14 فبراير 2014 فالمسؤولية الأخلاقية والوطنية تحتم عليهم أن يفكوا أسر المظلومين من أبناء الشرق وأن يقدموا ولو القليل من الخدمات لأهل بنغازي والمنطقة الشرقية ومعالجة مشاكلهم خاصة وأن لديهم مجلس بلدي منتخب يمكن التعامل معه فالتاريخ يسطر المواقف عظيمها ورديئها فقد كانوا رجالا في الحرب سيذكر البعيد والقريب يوما بطولاتهم بإنصاف في جميع المحاور دفاعا عن العاصمة وكانوا بشائر النصر في الكثير من الملاحم أفلا يستحقون أن ننظر إليهم بإنصاف وليكونوا المقدمة في اقتلاع هذا المجرم الأسير من حصنه المنيع في الرجمة.

لن تحقق فبراير أهدافها إلا إذا تولى من شارك فيها ودافع عنها بتولي مقاليد السلطة وهم لا يشكلون إلا 10%.

لقد مر ما يقرب من 9 سنوات ولم يتول أحد من الثوار الحقيقين قيادة ليبيا.

لقد تم فرض السراج وحكومته من قبل الآخرين.

الآخرون الذين يتحكمون في مصيرنا وهم أنفسنا الذين يعدون العدة بتكليف حكومة أخرى لا دخل الليبيين فيها وسوف يفرضونها كما فرضوا المجلس الرئاسي بحجج الحفاظ على وحدة ليبيا وهي كلمة حق يراد بها باطل.

الليبيون لا يقررون مصيرهم بأنفسهم وهو حق سلب منهم من قِبل الدول الأخرى التي لا تهتم إلا بمصالحها بالرغم من أن ميثاق الأمم المتحدة الذي يقر حق الشعوب في تقرير مصيرها وهم آخر من يعلم بمن يحكمهم وللأسف.. وللحديث بقية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

عمر الفيتوري السويحلي

مؤسس أكاديمية القرآن الكريم بطرابلس

اترك تعليقاً