المحافظة على الاستقلال أصعب من نيله

المحافظة على الاستقلال أصعب من نيله

قال الملك الراحل الجليل ” إدريس السنوسي” بعد إعلان استقلال ليبيا، جملته الشهيرة : إنّ المحافظة على الاستقلال أصعب من نـَيـْلـِه”.

بعد ذلك بسنوات،برهنت التطورات على صدق مقولته . لم نستطع المحافظة على هذا الاستقلال الذي دفع الشعب الليبي قرابة مليون إلا ربع من الشهداء ومن ضحايا المعتقلات والمنافى. وابتلينا بطغمة من العسكر الجهلة، حكمت الليبيين بالحديد والنار، وجثمت على أنفاسهم عقودا طويلة.

وبعد اربعة عقود عجاف نالت ليبيا استقلاها الثاني وأسقطت الحكم المستبد، الذي كان أكثر إيلاما من عهد الاستعمار الايطالي. ظفرنا بالنصر وهلت البشائر، وتسلم الشعب الليبي سلطته،بعد مخاض عسير، وتضحيات جـِسام قدمها الشعب العظيم قدم خلالها آلاف الشهداء والمفقودين. أعطتنا الثورة التي جاءت بالاستقلال الثاني، الأمل في إمكانية تأسيس دولة حديثةعلى أساس ديمقراطي يضمن حقوق الأفراد، ويساوي بينهم، ويشرع للاختلاف.

يعلم الجميع من ابناء الشعب الليبي ان تركة النظام السابق ثقيلة.. ثقيلة.. وهذا قضاؤنا وقدرنا، ويعلم كذلك أن أي تغيير يمر بحالة من التململ، قبل أن يصل في النهاية الى توافق يحترم اللعبة الديمقراطية ولا يمس حقوق الإنسان.

هنا..أريد ان أطرح سؤالين محددين، إجابتهما متروكة لكل أطياف الشعب الليبي…

ـ هل تعتقدون بأنّ الشعب الليبي، قد نضج لـِيَتحْمِل مسئولية الاستقلال الثاني، بعد ثورة 17 فبراير 2011؟ ويحافظ على هذا الاستقلال، أم انه سيفرط فيه مثلما فرط الجيل السابق، الذين أتاحوا الفرصة لمقامر جاء على ظهر دبابة في ليلة مظلمة،وأغتصب السلطة وتحكم في العباد والرقاب.

– هل الليبيون الذين اتفقوا بالأمس على هدف مشترك هو إسقاط النظام، ما زالوا حقا متفقين اليوم على بناء الدولة الليبية الحديثة؟

أم باتوا أسرى أهواء ومصالح شخصية وجهوية وقبلية ضيقة؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً