المغرب.. المجلس العلمي الأعلى يُجيز عدم غسل الميت بكورونا

المتوفى بهذا المرض يعتبر في حكم الشهداء في سبيل الله. [أرشيفية/الشرق الأوسط]

أفتى المجلس العلمي الأعلى في المغرب، اليوم السبت، بجواز عدم غسل المتوفين بسبب فيروس كورونا المستجد، لمنع تفشي الوباء.

جاء ذلك في بيان للمجلس، وهو أعلى هيئة علمية تعنى بالإفتاء في البلاد، ردًا على طلب للفتوى بهذا الشأن مقدم من وزارة الصحة.

وقال المجلس العلمي الأعلى، إن المتوفين نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد يُعدون شهداء، مجيزا عدم غسل جثثهم؛ لأن عملية الغسل تشكل خطرا على الأشخاص المكلفين بإعداد الجثث، وتتسبب في تفشي هذا الوباء الفتاك.

وبحسب ما أفادت صحيفة “هسبريس” المغربية، فإن فتوى المجلس الأعلى بالمغرب جاءت جوابا على طلب الفتوى المقدم له من وزير الصحة حول عدم غسل المتوفين بسبب مرض فيروس كورونا المستجد والمتضمن للفتوى لاعتبارات شرعية وصحية، حيث ورد على أمانته العامة طلبا من الوزير خالد آيت الطالب، وتم رفعه إلى الهيئة العلمية للإفتاء

وأضاف البيان، أن “الإسلام يحرص على صحة الأفراد وسلامتهم من التعرض لأية آفة أو مضرة تودي بحياة الإنسان”.

وأكد الأمين العام للمجلس أن الفتوى جاءت نتيجة لما خلص إليه النظر في الجواب الفقهي في المسألة على ضوء الأحكام الشرعية المتعلقة بموتى المسلمين والمتضمن للفتوى بجواز عدم غسل المتوفين من إصابتهم بفيروس كورونا رعيا لضرورة الحفاظ على حياة الغير وسلامة المكلفين بجثثهم من التعرض لآفة العدوى بهذا الفيروس ووبائه الفتاك.

كما أكدت الفتوى أن المتوفى بهذا المرض الخطير والمعبر عنه بالطاعون يعتبر في حكم الشهداء في سبيل الله مشيرة “لما يكون له من فضل ومكانة عند الله تعالى ويناله عنده سبحانه من عظيم الأجر والمثوبة كما جاء في حديث نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام“.

ويرى المجلس العلمي للأعلى، تبعا لذلك، أنه يجوز شرعا للسلطة الصحية أن تتخذ من التدابير والإجراءات الوقائية ما تراه مناسبا لمنع انتقال العدوى من المصابين إلى الأصحاء.

وفي مبررات الفتوى، قال المجلس إن شرع الإسلام كرم الإنسان حيا بعديد من المزايا؛ فشرع له كما هو معلوم ما يحفظ له الكليات الخمس الضرورية في حياته والمتمثلة في حفظ الدين والعرض والنفس والعقل والمال.

وأضافت الفتوى أن الشرع كرم الإنسان ميتا بما شرع له من أحكام تحفظ له حرمته الشرعية وكرامته الإنسانية، في هذه الحال، وتتجلى في غسله وتكفينه والصلاة عليه وتشييعه إلى قبره ومثواه في جوار ربه.

كما أوضحت الفتوى أن الإسلام يحرص على صحة الأفراد في المجتمع وسلامتهم من التعرض لأية آفة أو مضرة، تؤدي حياة الإنسان وهلاكه بكيفية أو بأخرى أثناء قيامه بواجبه التعبدي والمجتمعي، مؤكدا أنه بالإضافة إلى الآيات القرآنية والقواعد الفقهية المقررة في هذا المجال فإن ما نص عليه بعض علماء الفقه المالكي “أنه لو نزل الأمر الفظيع بكثرة الموتى فلا بأس أن يدفنوا بغير غسل”.

وفي وقت سابق السبت، أعلنت وزارة الصحة المغربية، ارتفاع عدد وفيات كورونا إلى 159، فيما بلغ عدد المصابين 3889.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً