الملاكات الوظيفية في ليبيا الغائب الحاضر

الملاكات الوظيفية في ليبيا الغائب الحاضر

محمد درميش

مستشار تطوير تنظيمي وباحث في الشأن الليبي

منذ عشرات السنيين تمر ليبيا بمراحل في اعداد وتنظيم الشأن الداخلي وتغير وتطوير وتحديث جميع السياسات الاقتصادية والنقذية والقانونية بما يتماشى مع متطلبات هذا العصر والغريب في الأمر أن سياسة من السياسات المهمه وتعتبر العمود الفقري للدولة وهي سياسة تنظيم سوق العمل نجدها لاتجد الاهتمام الكافي من بعض الذين اشرفوا على اعداد بعض السياسات النقذية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية.

ومن خلال التجربة الشخصية في بيئية العمل الليبية التي تقدر بي 30سنة خبره نلاحط ان (سوء تنظيم العمالة ) ناجم عن عدة اسباب :-

1. عدم وجود خطة للموارد البشرية على المستوى الكلي او الجزئي .

2.عدم وجود ادارات متخصصه في ادارة الموارد البشرية وان وجدت تدار من غير ذوي اختصاص . 3. القصور وغياب التخطيط الدقيق والمدروس لاحتياجات الجهات العامة من الموارد البشرية.

4 . تهميش الدراسات والابحاث التي تم اجراءها في شأن الموارد البشرية الخاصه بالمجتمع الليبي. ان اعداد الملاكات الوظيفية ترتكز على اسس وقواعد كما ترتكز العمارة او البرج على قواعد واركان وبدون هذه القواعد والاركان لايمكن ومن شبه المستحيل وضع ملاكات وظيفية بطريقة عصريه تخدم مصلحة المجتمع والمواطن ومن الغريب جدا انه يتم اعداد الملاكات الوظيفية دون النظر الى الهيكل التنظيمي الذي يعتبر الاساس في اي تنظيم اداري مهما كان نوع هذا التنظيم وهو الاطار الذي يربط عناصر التنظيم المختلفة ويتركز في اعادة توزيع السلطات والاختصاصات وتجميع الوظائف واعادة تصميم خطوط الاتصالات بما فيها الغاء وحدات تنظمية قائمة واستحداث وحدات تنظيمية جديدة وذلك لزيادة الفاعلية والكفاءة والكفاية في الاداء بحيث يكون لديه القدرة على التكيف والتهيؤ للتعامل مع المتغيرات في البيئية المحيطة باعتباره التركيب الداخلي لاي قطاع اوموسسة الذي يوضح كافة التقسيمات التنظيمية المكونه لها ويبين العلاقة بين هذة التقسيمات من تبعية كل تقسيم ومكوناتة من التقسيمات الادنى وسلطة ومسؤولية كل تقسيم بما يخدم تحقيق الاهداف ان الهيكل التنظيمي اشبه بالهيكل العظمي للانسان فصحة الهيكل التنظيمي دليل على صحة هذا القطاع او الموسسة ومما لاشك فيه ان للتنظيم فوائد منها :-

1.توزيع الاعمال والانشطة بشكل عملي .

2.يقضي على الازدواجية في الاختصاصات .

3.يحدد العلاقات بين العاملين بشكل واضح .

4.يخلق تناسقا واضحا بين الاعمال . ومن هذا المنطلق فان عملية اعداد الملاكات يجب ان تمر بمراحل التي تبدا من تحديد الاهداف تحديدا دقيقا لكل قطاع على حدى والاغراض التي انشأ من اجلها وبعد صياغة الاستراتيجة المناسبة يتم الاستعانة بخبراء في الادارة والتنظيم لوضع الهيكل التنظيمي الملائم الذي يخدم تحقيق الاهداف والاغراض الذي انشأ من اجلها القطاع وبعد ان يتم اعداد البناء التنظيمي الملائم بما يتماشى مع متطلبات عمل القطاع اوالمؤسسة والعوامل المؤثرة والاهداف التي انشأت من اجلها يتم الاستعانة بخبراء في ادارة الموارد البشرية وذلك لوضع خطة مناسبة للموارد البشرية تتماشي مع طبيعة عمل هذا التنظيم والمقصود بالموارد البشرية هم كل الافراد التي سوف يتم اختيارهم لعمل في القطاع اوالمؤسسة من مختلف النوعيات ومهما اختلفت وتنوعت مستويات المهارة وانواع الاعمال التي سوف يقومون بها فهم كل هيئة الادارة والعاملون في الانتاج والخدمات والمهن المساعدة .

ومن المعروف عند خبراء ادارة الموارد البشرية ان خطة الموارد البشرية تمر بمراحل :- الاولى تحليل العمل (معلومات عن كل وظيفة في التنظيم ). الثانية نوع العمل (اي بعد تحليل العمل ومن خلال المعلومات المتحصل عليها يتم تحديد نوعية الوظائف المختلفة في كل موقع من مواقع التنظيم – قيادية –ادارية-ادارية مساعدة –فنية – فنية مساعدة – الى الخ ). الثالثة وصف وتوصيف الوظائف (وصف الوظيفة وموصفات شاغر الوظيفة) بمعنى تحديد اسم الوظيفة والمهام والاختصاصات التي تقوم بها كذلك الشروط والطوابط اللازمة لشاغر هذه الوظيفة . الرابعة تقييم الوظائف (بمعنى تحديد عبْ العمل والمقابل المادي لكل وظيفة بما فيها الحوافز). الخامسة تسكين العاملين في مختلف المستويات المستويات على الوظائف . السادسة وضع معايير واضحة ومحددة لتقييم الاداء (عن طريق ماينجز من اعمال – او مقياس يوضع من ذوي الاختصاص في ادارة الموارد البشرية) وعليها يتم اعداد البرامج التدريبية الخاصه بالموارد البشرية . نلاحظ مما سبق ان الملاكات الوظيفية التي تم اعدادها في ليبيا لم تمر بهذه المراحل بل اخذت طابع العمل العشوائي وهو اعداد ملاكات وفق الاهواء الشخصية ذون الاستعانة بخبراءفي الادارة والتنظيم والخبراء في ادارة الموارد البشرية ومن اجل ضمان الكفاءة والفاعلية والكفاية في ادارة الموارد البشرية لابد من مراعاة عاملين اساسين هما :-

1-مدى كفاءة مهني ادارة الموارد البشرية .

2-ومدى مقدرتهم على ادارة نظم الموارد البشرية. ويعد تحليل هذين البعدين شيئا اساسيا قبل الشروع وتنفيذ عمليات الموارد البشرية .

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد درميش

مستشار تطوير تنظيمي وباحث في الشأن الليبي

اترك تعليقاً