سنيوري وأبونا؟

سنيوري وأبونا؟

يا أبونا… حياتي تعيسة ومعيشتي مريرة واموري متدهوره حتى اني  فكرت في الانتحار… لا يابني هذا حرام  لايجوز… انت لا تدري بحالي يا أبونا لهذا تقول مثل هذا الكلام فانا اسكن في كوخ صغير من الصفيح… معي فيه ابوين عجوزين  وخمسة ابناء وامهم ولا املك من الدنيا الا عنزة اضعها امام الكوخ اقوم بحلبها… لقد أكلني الهم والغم والفقر والحاجة… وماذا افعل لاجلك يابني… اريدك يا ابونا ان تكلم لي الرب حتى يجد لي حل لمشاكلي… لابأس عليك يابني… عد الاحد القادم اكون قد كلمت لك الرب وهو حتما  سيجد لك حلا يرضيك… رجع سنيوري لكوخه وما ان جاء يوم الاحد حتى كان امام الآب… ماذا فعلت لاجلي يا ابونا… خيرا يا بني كلمت لك الرب وهو يقول لك ان امورك ستتحسن اذا وضعت العنزة داخل الكوخ… معقولة يا ابونا ستتحسن اموري… هذه تعليمات الرب وهو لايمزح… ذهب سنيوري مسرعا وهو يمني النفس بانفراج احواله… ادخل العنزة الكوخ و ما ان حل الظلام  اذا بالكوخ ينقلب رأسا على عقب حتى ما عاد سنيوري يميز بين صراخ ابويه وصياح العنزة وضراطها… العنزة لاتهدأ من الصياح والحركة… عمت الروائح الكريهة الكوخ… ازداد العرق وقل الاكسجين… تململت العائلة… علت اصوات الابناء بالاحتجاج من الفوضى التي احدتثها العنزة… لم يستطع سنيوري النوم في ظل هذه الاجواء الخانقة وما ان جاء الاحد حتى كان سنيوري امام الكنيسة… الحقنا يا ابانا… كيف هي امورك يا بني ارجو ان تكون قد تحسنت… بل ساءت يا ابونا… وانني ارجوك ان تكلم لي الرب ليجد لي حلا في هذه المصيبة… اطمئن يابني تعال الاحد القادم وستجدني قد كلمت لك الرب ومن المؤكد سيعطينا حلا للمشكلة… انا اقول لك ان حياتي باتت مستحيلة وانت يا ابونا تقول لي الاحد القادم… انا لا استطيع الانتظار انا اريد حلا الان فأنت لاتعلم حجم ما نعانيه… ليس عندي الا الاحد يا بني وستجد الحل معي… ذهب سنيوري يجر اقدامه جرا وهو لايتصور استطاعته الانتظار اسبوعا اخر في نفس الاجواء… مر الاسبوع ثقيلا كئيبا حزينا… وما ان جاء الاحد حتى كان سنيوري منتصبا امام الاب… هه ماذا فعلت لاجلي يا ابونا ارجو ان تكون قد كلمت لي الرب… اطمئن يابني لقد كلمت لك الرب وهو يقول لك… أعد العنزة الى مكانها الاول امام الكوخ وستنتهي مشاكلك… معقولة يا ابونا ستنتهي مشاكلي اذا اخرجت العنزة من الكوخ… هذا كلام الرب يابني اذهب ونفد وتعال الاحد القادم لتقول لي عن النتيجة… انطلق سنيوري مسرعا الى كوخه واخرج العنزة من الداخل وسرعان ما  شعرت العائلة بالفارق… لم تعد تلك الجلبة داخل الكوخ ولم يعد دلك الصراخ والضراط والروائح الكريهة… تنفس سنيوري الصعداء ونام الجميع في راحة تامة كما لم يناموا من قبل وعندما جاء الاحد كان سنيوري امام الاب مسرورا مبتهجا… ابتسم وهو يخاطب الاب… اشكر الرب نيابة عني يا ابونا لقد تحسنت الاحوال وذهب الكدر والضيق واخدنا حريتنا في الكوخ… تصور يا ابونا حتى والدي العجوزين ارتاحا ولم يعودا للشكوى والتململ… تهللت اسارير الاب وهو يربت على كتف سنيوري قائلا… اذا امورك تحسنت يابني وما عدت بحاجة لاي شي اخر… لا… لا… ادامك الرب يا ابونا… اشكرك كثيرا على سعة صدرك ووقوفك معي حتى حلت كل مشاكلي ورجعت سعيدا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً