ليبيا بين مطرقة الطلقاء وسندان المتولين يوم الزحف

ليبيا بين مطرقة الطلقاء وسندان المتولين يوم الزحف

يحكى ان سرقة كبيرة حدتث في احدي البلدات ولم يستطع اهلها كشف السارق فأستعانوا بأحد النبهاء الذي قام بجولة في الحي ثم استقر به المقام امام المسجد ينظر في وجوه الداخلين متفرسا فيها… لحظات ودخل رجل المسجد حاملا معه مظلة… شرع في الصلاة وهو يحملها بعد ان فتحها  فسئل النبيه من كان برفقته من وجهاء البلدة عن الرجل  فقيل له انه احد اتقى اتقياء الحي  فسئل ما شأن المظلة التي يصلي بها اجابوه أنه الورع فهو يخشى غبار جدران وسقف المسجد ان يسقط عليه فيخرج به ويحمله معه في ثيابه والمسجد كما تعلم وقف لايجوز لأحد ان يأخد منه شي وهو وبمجرد الانتهاء من الصلاة ينفض تلك المظلة حتى لايبقى عليها وفيها شي من اثر المسجد… هنا بادرهم هذا النبيه قائلا دونكم صاحبكم فهو بغيتكم فعليكم به وفعلا لما دققوا وجدوا ما قاله النبيه صدقا.

بعد 17  فبراير ما اكثر اصحاب المظلات عندنا يأتون ويذهبون ولكنهم لايتغيرون وكأنهم قدرنا وعلينا التسليم لهم… تصوروا اننا نسلمهم رقابنا مرة اخرى بعد ان جربناهم طيلة اربع سنوات فلم يتركوا رذيلة ولا كبيرة الا وارتكبوها في حقنا فعلوا ذلك بنا من قتل وتشريد واذلال وافلاس ومحاصرة وهم يقسمون لنا بانهم فعلوا ويفعلون كل ذلك لاجلنا ولاجل مستقبلنا… اوغاد محترفي اللصوصية بثياب رسمية تعاهدوا فيما بينهم على هزيمة البلد بنهبه بشتى الطرق والاساليب وكأن ليبيا لايوجد بها الا الانذال.

للاسف تمكنوا بعد ان تركنا لهم الميدان فسيحا ليصولوا فيه لوحدهم دون رادع… اطلوا علينا بمظلات متنوعة تارة مظلة النضال وتارة مظلة الوطنية وتارة مظلة الاسلام وتارة مظلة العلمانية والتحرر وتارة وتارة والبغية في الحقيقة واحدة… المال… الفلوس… الدولار… المناصب والمراكز الكفيلة بضمان انسياب الاموال اليهم دون تعب او نصب… ولكي يتحقق لهم ذلك وضعوا يدهم بيد الغريب الاجنبي يساعدهم للوصول لبغيتهم ويمكنوه هم من بلادهم وشعبهم… حثالات لاتملك ذرة من رجولة ولاشمم …بعضهم جاءو الينا حاملين امراضهم واسقامهم التي كانوا يتداولونها في حانات ومواخير اوروبا ليخلقوا منا مجتمعا رخيصا استهلاكيا موبؤ… خونة وعملاء وصلوا بكل الطرق الملتبسة ليكونوا على سدة الحكم فتسهل علبهم العمالة والخيانة… على الشعب الليبي ان يستفيق فالكارثة القادمة ستكون قاصمة والهدف النهائي لهم هو التقسيم.

اصحاب المظلات اجتمعوا ويجتمعون لدى ليون لا ليخرجوا بأتفاق ينقذ البلد ويعيد الطمأنينة للشعب كما كنا نظن ونطالب بل ليقتسموا البلد واهله وخيره فيما بينهم وهم من اضحك علينا العالم بتصرفاتهم ومؤامراتهم… تصوروا معي ان التكبالي وفنوش وبعيرة وقزيط وكعوان سيكونون ولاة امرنا وهم من سيقررون مصيرنا …من يجرب المجرب فعقله مخرب… الخونة والعملاء اعينهم على ما ابقاه الرئيس السابق من اموال ونفط فلا يعنيهم من الوطن الا كيفية الاستيلاء على تلك الثروة والا فهم متأكدون ان راحة البلد في استبعادهم جميعا وبالاخص اصحاب مظلة الاسلام والنضال.

كل مظلة تفتح هناك مظلات اخرى تكيد او تمهد لها في لعبة تضمن امساكهم بالبلد ولهذا هم وبكل صفاقة يقدمون اوراق ترشحهم لمبعوث الامم المتحدة  ليعودوا حكاما في الوقت الذي يفترض ان تقدم اوراقهم لفضيلة المفتي… تصوروا صاحب مظلة النضال يريد العودة على رأس حكومة الوفاق قبل القبض عليه والتحقيق معه وهو من سرق واهدر وبذر ثروة كان بأمكانها ان تعيد الوئام لهذا الشعب المكلوم.

صاحب مظلة الحيادية صندوق مال الليبيين المصرف المركزي استطاع ان ينبهنا باننا على وشك الافلاس وهو من وافق على صرف الميزانيات الضخمة المبالغ فيها خاصة لصاحب مظلة النضال بالرغم من معرفته وعلمه ويقينه ان المورد الوحيد الذي يجلب العملة الصعبة متوقف بفعل صاحب مظلة الشفافية ومع هذا استمر صاحب مظلة الحيادية بدون رحمة في الصرف وفتح الاعتمادات ولم يبادر بخطة تنقذ ليبيا والليبيين من هذا المنزلق التي هي فيه اليوم.

اصحاب المظلات جميعا يستظلون بأي شي الا الوطن والحوار الذي عولنا عليه كثيرا لن يتمخض عنه الا الاسؤ… الحوار سيفشل لان المطلوب هو التقسيم واذا حدث وجاءت الحكومة كما يريد البرلمان فانها ستزيد البلد قسمة وهذا مايراد له من قبل العملاء المصطافون في مصر والامارات والاردن وتركيا وقطر ومالطا.

كنا وسنظل ننتظر ان يأتي الحوار بنتائج حقيقية يحال بها مصطفى عبدالجليل وشلته وجبريل وزمرته والكيب وجماعته والمقريف وفرقته وزيدان وجلاوزته والثني وفسقته والغويل وفسدته وابو سهمين وعترته الى حيث التحقيق والمحاسبة على  ما حدث واحدثوه وعن كل درهم صرفوه وهربوه وسرقوه.

دعكم من التحاليل الوهمية حول مخرجات مؤتمر روما وما حدث في مؤتمر باريس وما قالوه في الجزائر وما فعلوه في القاهرة والصخيرات وجينف فتلك دهاليز المراد بها التعمية انما الحقيقة ان ليبيا بيعت في سوق النخاسة على يدي فرقتين من الليبيين ضالتين… فرقة الطلقاء وفرقة المتولين يوم الزحف… الطلقاء هم الذين اطلقهم الرئيس السابق على ان يعطوه عهودهم ومواثيقهم بأن يتركوا العمل ضده فخانوا العهد بمجرد ان لاحت لهم فرصة الانقضاض فهؤلاء لاعهد لهم ولاميثاق.

ويتجسد ذلك بوجه خاص في بعض الاسلاميين المنخرطين في اللعبة السياسية الحالية ولقد رأيناهم خاصة في حكومة صاحب مظلة النضال عندما تولوا رئاسة وزارات خدمية ميزانياتها بالمليارات ولكنهم لم يكونوا احسن من غيرهم حيث سرقوا المليارات فلا كهرباء ولا مرافق ولا اسكان.

والفرقة الاخرى هي فرقة المتولين يوم الزحف وهم رجالات النظام السابق الذين خدلوا زعيمهم وتركوا رئيسهم وهو في امس الحاجة الى خدماتهم فخانوا عهدهم له وسرقوا ما أمنهم عليه فكانوا شر رفاق وانذل اصحاب.

وهم من كانت اصواتهم تقض مضاجعنا من كثرة صراخهم وعويلهم… بالروح بالدم نفيدك يا قائدنا… فروا في اللحظات الحاسمة بعد ان هربوا وسرقوا وافسدوا فهم ايضا لاعهد لهم ولاميثاق فلم يروا في ليبيا سوى الاموال والاستراحات والمجون وهم اليوم وبعد ان رأو الخوار والعوار في ليبيا انتشوا  لا حبا في معمر القذافي كما يزعمون ولكن حنينا الى الليالي الحمراء والفساد وامتطاء الناس.

اذا الحوار ومخرجاته ستأتي لنا بالخونة وبالتالي ستكون ليبيا اتعس منها اليوم.

المفارقة ان الوطنيين من الاسلاميين والعلمانيين من رجال 17  فبراير يحاكمون الوطنيين من رجالات سبتمبر بتهمة الخيانة بالرغم من اشتراكهم في اهم نقطة تميز الخبيث من الطيب الا وهي الثبات على المبدأ وعدم بيع البلد واهله… الامر يحتاج الى عقل مستنير محنك يذهب الى حيث الداء فالقضاء على الوطنيين من امثال ابوزيد عمر دوردة هو هدف للخونة من كل الاطراف الساعية لحكمنا اليوم بتواطؤ دولي فحياة اولئك الوطنيين فيه فضيحتهم وتعريتهم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً