انتهى عهد الكتاب الأخضر: ربيع التعليم يلوح داخل المدارس الليبية

هل بدأ عصر النور في ليبيا؟

بعد أن أزاح حكام ليبيا الجدد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قسرا من سدة الحكم قبل مقتله العام الماضي بدؤوا تنقية المناهج الدراسية من أفكاره التي كانت تغص بها.

ففي عهد القذافي كان لزاما على المدارس تعليق صورته كما ان أفكاره السياسية والاجتماعية الغريبة كانت جزءا مشتركا في الكتب المدرسية.

وألغى القائمون على التعليم تدريس الكتاب الأخضر الذي كان يزعم القذافي انه مرشد نجاح العالم كله ويروج فيه لنظام سياسي سماه “الجماهيرية”.

كما لزم إعادة كتابة بعض المواد الدراسية كمادة التاريخ.

وقال سليمان خوجة نائب وزير التعليم الليبي “هناك أيضا مواد كانت تدرس وهي تدعو ما كان يدعو اليه القذافي في الكتاب الأخضر كمادة تسمى مادة التربية الجماهيرية والثقافة السياسية أيضا تم حذفها بالكامل. والآن يتم إعداد منهج جديد يتعلق بالتربية الوطنية والتي تركز على القيم المتعلقة بالتوسع في الديمقراطية وحقوق الانسان والتعددية والانتخابات والأحزاب وغيرها من المفاهيم الجديدة بالنسبة للمجتمع الليبي”.

وأطيح بالقذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما ولاقى حتفه في العام الماضي على يد مقاتلين معارضين دعمتهم غارات جوية لحلف شمال الأطلسي.

وفي مدرسة 15 ابريل بطرابلس تستخدم الصورة الوحيدة للقذافي التي مازالت موجودة بالمدرسة كممسحة للأرجل.

واتهمت نجيبة العزبي مديرة مدرسة 15 ابريل القذافي بتزييف التاريخ وإزالة رموز ليبيا التاريخية من مناهج التاريخ بالمدارس حتى لا يغطي ذكرهم عليه وعلى حوارييه في تلك الكتب.

وقالت نجيبة العزبي “الى جانب ان فيه تغيير في مادة التاريخ. التاريخ كان مزيفا.. كان بعيدا عن الحقيقة يعني. المفروض التاريخ يعد مادة من أصدق..المفروض يكون فيها صدق وأمانة غير عادية لأن هذه تاريخية هيدرسها أجيال بعد أجيال حتى يوم القيامة”.

وأوضحت نجيبة ان المدارس التي كانت في المناطق التي كانت تحت سيطرة القذافي وأعوانه خلال انتفاضة 17 فبراير 2011 كانت تتعرض لضغط كبير لاخراج التلاميذ منها ليظهروا تأييدهم للقذافي.

وقالت “طبعا من أول ما بدأت ثورة 17 فبراير.. من 17 فبراير.. بعدها مش أكثر من أسبوع بدأ يجينا (يأتي لنا) ناس متابعين من التعليم مما يسموها اللجنة الشعبية..يجيئوا هنا ويفرضوا علينا..يعني الطالب يبدأ في الدرس والمدرسة يمكن رياضيات والرياضيات علوم.. يبدأ في الحصة (يقولون) هيا اطلعوا وطلعوا الطلاب”.

وتسمى المدرسة التي تديرها نجيبة 15 ابريل نسبة الى اليوم الذي تعرض فيه مجمع القذافي بالعزيزية لغرة جوية أمريكية في عام 1986. وأطلق المسؤولون في عهد القذافي ذلك الاسم على تلك المدرسة لتخليد ذكرى الغارة.

وقالت نجيبة العزبي ان المدرسة تقدمت بالفعل بطلب للسلطات من أجل تغيير اسمها من 15 ابريل الى 20 أغسطس في اشارة الى اليوم الذي اجتاح فيه معارضو القذافي العاصمة طرابلس العام المنصرم.

وظلت غالبية المدارس في المناطق التي كانت تابعة للمتمردين على القذافي مغلقة العام الماضي في حين كانت معظم المدارس بالمناطق الخاضعة لسيطرة القذافي مفتوحة.

وقال تلميذ يدعى حسن عبد الرزاق (12 عاما) “المادة اللي كانوا يقولون لها التربية الجماهيرية هي الكتاب الأخضر..نقرأها بالغصب….وفيه النشيد الوطني نشيدهم هم الذي كنا نقرأه بالغصب”.

وتحدثت طالبة تدعى تاج عبد المجيد (14 عاما) عن تحسن ملموس في معايير التعليم بعد الاطاحة بالقذافي.

وقالت “التعليم صار احسن من قبل. يعني المدرسين بدأوا يشرحوا أحسن. قبل ما كانوا يهتمون يعلمونا أشياء يقولها معمر ويدرسوها لنا. والتواريخ كان كل التواريخ غلط..توا (الآن) تغيرت وصار كله صح”.

وعلى الرغم من ان التعليم كان مجانا في عهد القذافي فان معدل الأمية بين الليبيين هو من بين أعلى المعدلات في قارة افريقيا.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً