برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.. دعم جميع الليبيين لمجابهة فيروس كورونا بليبيا

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.. دعم جميع الليبيين لمجابهة فيروس كورونا بليبيا

جيراردو نوتو

الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا

لازال العالم تحت صدمة الانتشار السريع لمرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، حيث بلغ عدد الوفيات حتى الآن 33,257، كما بلغ عدد الحالات المؤكدة 697,244 حالة في 204 بلد ومنطقة وإقليم. وتقدر منظمة العمل الدولية فقدان أكثر من 25 مليون وظيفة و حوالي 3.4 تريليون دولار أمريكي من الدخل الإقتصادي.

كما من المتوقع أن تضرب أزمة كوفيد 19 البلدان النامية بشكل أكبر مع خسائر في الدخل تتجاوز 220 مليار دولار وفقد ما يناهز النصف من اجمالي عدد الوظائف الحالية في أفريقيا. ولذلك يجب أن يكون التضامن والعلم وحقوق الإنسان هو القوة الدافعة للتصدي بفعالية ازاء هذه الأزمة، إلى جانب التركيز على الأشخاص الأكثر احتياجاً.

تكتسي الحقائق المتعلقة بالفقر وتغير المناخ وعدم المساواة والصراعات حول العالم أهمية كبيرة بالبشرية جمعاء بالنسبة للأمم المتحدة عامة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على وجه الخصوص. ولذلك، كنا نصغي إلى الناس والخبراء ونعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب والحرص على أن ينعم جميع الناس بالسلام والإزدهار بحلول عام 2030.

ومن المتوقع أن تؤثر أزمة فيروس كورونا على التعليم وحقوق الإنسان، وفي أشد الحالات، على الأمن الغذائي الأساسي والتغذية، خاصة لمن لا يملكون الوصول للحماية الاجتماعية والذي يمثلون حوالي 55 في المائة من سكان العالم.

كما أنه ن المهم أن نأخذ في الاعتبار أن العدد الإجمالي للحالات المؤكدة لا يقدم صورة دقيقة إجمالية، كما هو الحال في ليبيا بسبب وجود نقص في امكانية اجراء اختبار كوفيد-19.

علاوة على ذلك، فإن الحاجة إلى الاستجابة للأزمة الصحية العالمية الحالية تزيد من الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي طال أمدها، حيث يعيش الناس في ليبيا حالة من عدم اليقين والخوف الدائمين مع استمرار الصراع المحتدم.

ويزداد ظهور هذا التحدي الجديد في المستشفيات التي لا تملك موارد كافية أو في الأنظمة الصحية الضعيفة، بالإضافة إلى سوء التخطيط الحضري، وضعف خدمات التخلص من النفايات، وحتى ازدحام المرور الذي يعرقل الوصول السريع إلى مرافق الرعاية الصحية.

ولسنوات عدة، عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالإضافة إلى وكالات الأمم المتحدة الأخرى، على دعم المؤسسات العامة والحكومات المحلية والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية في ليبيا لتحقيق الاستقرار والصمود والتعافي، والمساهمة في تشكيل الظروف الملائمة للسلام والتماسك الاجتماعي في غرب وشرق وجنوب البلاد.

في الوقت الحاضر، يستجيب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتنسيق مع المؤسسات العامة والأمم المتحدة، لأزمة كوفيد 19 التي تساهم في دعم ليبيا بثلاث طرق:

الطريقة الأولى هي دعم المؤسسات الوطنية والمحلية لتعزيز نظمها الصحية. فبدعم من 13 شريك دولي، يواصل صندوق تحقيق الاستقرار في ليبيا وبرنمج تعافي ليبيا التابعين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، دعم الأقاليم الليبية الثلاث من خلال توفير البنية التحتية الصحية وإدارة النفايات الصحية ومعدات المياه والصرف الصحي.

كما نقدم البنية التحتية الصحية الإستراتيجية الرئيسية والمعدات الطبية، بما في ذلك تحسين امكانيات الإنتاج المحلي لمعدات الحماية، ومساعدة وزارة الصحة على بناء غرف عزل في المستشفيات والمستوصفات، فضلاً عن تقديم المساعدة الفنية لتصميم وحدات الأكسجين الطبي والحصول بشكل فوري على المعدات مثل أسرة المستشفيات واسطوانات الأكسجين وأطقم اختبار فيروس كورونا.

كما ندعم وزارة العدل لمنع انتشار والسيطرة على كوفيد 19 في السجون.

نحن نعمل أيضاً مع مختبر التسريع في ليبيا والذي يعد جزءاً من الشبكة العالمية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتطبيق طرق وأدوات مبتكرة لدعم الاستجابة لكوفيد-19 بإشراك الجهات الفاعلة الوطنية والمحلية الرئيسية لتسهيل الحصول على المساعدة فيما يخص جميع الأنشطة الفعالة.

الطريقة الثانية هي اعداد خطة استجابة مجتمعية كاملة تجمع جميع السلطات المحلية والوطنية والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وسيشمل ذلك تعزيز مؤسسات الحوكمة وإدارة الأزمات على المستويين الوطني والمحلي، ورفع مستوى الوعي حول التعرض لهذا الفيروس والاحتياطات المتخذة لمحاربته من خلال شبكة من موظفي التواصل في البلديات في جنوب وغرب وشرق البلاد.

من ليبيا، نستضيف ندوات مصالحة على الإنترنت، ونؤيد الوقف الفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم، الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس، لمحاربة العدو المشترك كوفيد-19. كما ندعم المجموعة المكونة من 100 وسيط سلام من جميع ربوع ليبيا لإيصال صوتهم عبر الإنترنت: #السلام_الآن_للتصدي_لفيروس_كورونا #نتحد_ضد_كورونا.

أما الطريقة الثالثة والأخيرة فتكمن في معالجة تأثير كوفيد-19 من الناحية الاجتماعية والاقتصادية على حقوق الإنسان وضمان التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك معالجة الوصم والتمييز الناتجين عن انتشاره ودعم الفئات المهمشة والفئات الأكثر احتياجاً. في ليبيا، سنقوم بتقييم القدرات والتخطيط للتنمية الشاملة طويلة المدى مع التركيز بشكل خاص على أكثر الفئات احتياجاً، أي تنفيذ تدابير خاصة لأولئك الذين تتأثر مصادر رزقهم بشكل كبير، وإجراء حملات التواصل والدعوة بالاشتراك مع المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية على المستوى المحلي لمنع التمييز.

وفي إطار خطة الاستجابة المنسقة لمنظومة الأمم المتحدة في ليبيا، نعمل على ضمان عدم تخلف أحد عن الركب، ودعم عملية الاستعداد لهذه الأزمة وإدارتها والتعافي منها وتطوير قدرات الوقاية على المدى الطويل، وأن نواصل تقدمنا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

نحن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، نواصل العمل مع ليبيا ومن أجل شعبها، لتعزيز قدراتهم على الاستجابة للأزمات، والتركيز حاليا على جائحة فيروس كورونا المستجد، للتغلب على الآثار الادارية والاجتماعية والاقتصادية للأزمات والصراعات من منطلق شامل وطويل الأمد للتنمية المستدامة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

جيراردو نوتو

الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا

اترك تعليقاً