تحية لأجدادنا الشرفاء والخزى والعار على المُتخاذلين من الساسة الجدد

تحية لأجدادنا الشرفاء والخزى والعار على المُتخاذلين من الساسة الجدد

بسم الله الرحمن الرحيم

(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا (103) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (104) أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ( (105) صدق الله العظيم

أجدادنا الشرفاء الأبطال الذين خاضوا حرب شرسه طوال ثلاثة عقود من الزمن ضد المُستعمر الإيطالى هدفهم تحرير الوطن ورفع راية الله أكبر ، كانوا لا يقبلون على أنفسهم الذل ولا المهانة أو مُحاولة تهميشهم أو الإستخفاف بهم أو إهانة كرامة الوطن وكرامة شعبهم ، لم يكونوا من حملة الشهادات العليا من أمريكا أو أوروبا أو كنداء أو إيرلندا أو غيرها وليسوا كمن يتشدقون اليوم بأنهم يحملون شهادات وجنسيات هذه الدول وغيرها الذين سلّمهم الشعب الليبى مفاتيح الوطن بعد أن حرر ليبيا بدماء أبنائه وأهداها عن طيب خاطر لهم على طبق من ذهب بكذبة صناديق الإقتراع وإخفاء هوية المُرشحين !! أجدادنا كانوا من حملة كتاب الله تعالى ومن حملة الشهادات فى الشجاعة وحب الوطن ، فبمجرد أن ُطرد المستعمر الإيطالى وإنتهاء الحرب الكونية وحصول الوطن على إستقلاله بدأوا فى لملمة جراحهم والمصالحة فيما بينهم ونشر التسامح بين نواجع وقرى ومدن الوطن بكامله والدعوة إلى نسيان الماضى وآلامه فباشر الأئمة بالمساجد يدعون الليبيين إلى المحبة والوئام فيما بينهم ورفع شعار (حتحات علّى ما فات) (وجدار سقط على ظله) وذلك لبناء الدولة العصرية من أجل مستقبل الأجيال القادمة بعيداً عن التخوين والعزل والإنتقام والأخذ بالثأر..

ومن هنا بدأ أولئك الرجال الأبطال الشرفاء حقاً بما تعنيه الكلمة الذين يُحبون أمتهم ووطنهم فى إنشاء دولتهم الليبية فى ظل الظروف القاسية من الفقر والمرض والجهل فكيف لوطن خرج من حرب طويله؟ أن يرفض من يُقدم له يد العون ، حيث لم يرفضوا أى مساعدة من الخارج فى إطار الإحترام المتبادل لساسة الوطن الجدد ولكنهم فرضوا على الجميع وخصوصاً من ساعدهم بضرورة إحترام الشعب الليبى قبل من عاداهم فى الماضى حتى لا يتجمّل عليهم أحد أو يتعالى عليهم آخر بأنه قدم لهم يد المساعدة ليرفع صوته عليهم فى اللقاءات الإعلامية بقوله لولا مساعدتنا لما تحررتم ، وبالتالى لزاماً عليهم أن ينحنوا أمامه ويفتحوا أبواب الوطن على مصرعيها لكى يصولوا ويجولوا فى حرمة الوطن دون أن يقول لهم أحد توقفوا هنا فهذه الأرض ليبية وأهلها رجال لا يقبلون الضيم ولا الإهانة … فهل نحن اليوم مثل أجدادنا رحمة الله عليهم؟.

أقول … فى فترة حكومة السيد عبدالمجيد الكعبار الذى كان يؤخذ عليه ميوله للسياسة الإيطالية ، كانت قد دخلت 12 قطعة بحرية إيطاليه من الأسطول الإيطالى إلى ميناء طرابلس فى شهر مارس 1960م وتم إخفاء هذا الخبر من الحكومة على الشعب الليبى ، ولكن النائبين من ولاية طرابلس وهما السيد / أبوالقاسم العلاقى والسيد / عبدالسلام التهامى أثارا هذا الموضوع بشدة وتقدما للحكومة بإعتراض على ذلك الإجراء من قبل الحكومة الإيطالية وكيف لها أن تسمح بدخول قطع من أسطولها البحرى دون أن ترفع عليه العلم الليبى وعندما رأى النائب التهامى أن رد الحكومة غير مقنع قام بتحويل سؤاله وإعتراضه لمجلس النواب الذى إنعقد يوم 25/4/1960م حيث تم إصدار قرار بتوجيه اللوم للحكومة ، ويسرنى أن أذكر أسماء أولئك النواب الشرفاء الذين ساندوا كرامة الوطن وشعبه وهم (33) نائباً من (55) وهو نائباً .

ادم عبدالرازق الغويل ’ ابوالقاسم العلاقي ، احمد الرماش ، احمد بن الحاج علي، احمد المحيشي ، جربوع الكزة ، يونس عبدالنبي بلخير ، سالم الاطرش ، موسي اللواج ، محمد زعطوط ، محمد بوصاع الزنتاني ، محمد سليمان بوربيدة ، محمد نشنوش ، محمد ياسين المبري ، محمد عطية بونويرة ، محمد بشير المغيربي ، محمود صبحي ، مفتاح شريعة ، نوري بن غرسة ، ساسي حمادي ، السايح فلفل ، السني خليفة ، سليمان العبدلي ، عبدالمولي لنقي ، عبدالسلام التهامي ، عبدالفتاح بن زهرة ، عبدالقادر البدري ، علي مصطفي المصراتي ، العربي بن خليل ، عمران البصير ، عمران يونس العابدية ، الفيتوري زميت ، الصابر حسن الشاعري.

واليوم أيها السادة الكرام لا شك أنكم تعلمون عن طريق الوسائل الإعلامية كيف تُخترق حدودنا كل يوم من الشرق والغرب والجنوب وتنتهك حُرمات شواطئنا من قبل الأساطيل وعلى رأسها أمريكا التى تتجول بكل حرية قبالة مياهنا الدولية دون أن يُحرك مؤتمر النوم فى العسل وحكومة الإنحناء والتبعية ساكناً وكأن وجود هذه الأساطيل لحمايتنا من العدو المُفترض أو دخول جيوش الدول المجاورة بعلمنا وغير علمنا لمسافات داخل أراضينا بحجج واهية لا تُشّكل إختراقاً لكرامتنا وكرامة شعبنا …

أيها الساسة الجدد إقرأوا تاريخ أجدادكم إن كنتم ليبيين حقيقية أو أنصاف ليبيين من مزدوجى الجنسية ، وإذا كنتم غير ذلك فلا نلومكم على الإنحناء حتى السجود أمام كل من هب ودب فالكرامة تُنتزع ولا توهب كما إنتزعتم أنتم السلطة بصناديق الكذب والتزوير ودكاكين أحزابكم المشبوهة.. فأفيقوا من غفلتكم قبل أن تندمون فى يوم لا ينفع فيه الندم بعد أن تُنتزع ليبيا الغالية من بين أيديكم كما حدث فى دول أخرى وما نتمناه منكم الصدق والشفافية وإخلاء الساحة إذا كنتم غير قادرين على حماية الوطن والشعب وأتركوا الوطن لآهله ورحم الله إمرء عرف قدر نفسه فوقف عندها ..!!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً