تركيا وأمريكا.. علاقات الصداقة تنتهي؟

تركيا وأمريكا.. علاقات الصداقة تنتهي؟

أحمد صلاح

كاتب وصحفي سوري

في الآونة الأخيرة لم تكن علاقات بين الولايات المتحدة وتركيا مثالية. منذ فترة طويلة كانت الدولتان حلفاء وشركاء في الشرق الأوسط لأنهما تسعى إلى نفس المصالح والأهداف في المنطقة. ولكن الآن قد تغير الوضع تماماً. وبدأت تلوح أزمة خطيرة في العلاقات بين الدولتين على خلفية القضية الكردية.

فتعتبر أمريكا الأكراد فرصةً أخيرةً لبقاء في سورية. لا ريب في أن الولايات المتحدة تعتزم استخدام الأكراد كوسيلة الضغط على تركيا بغية تحقيق أهدافها في سورية. وقد وعدت واشنطن أكراد باستقلال ودعم وحماية. ولكن لا يزال من غير الواضح كيف سيحتفظ الأمريكيون بوعودهم.

وفي دورها تعتبر تركيا الجماعات المسلحة الكردية منظمات إرهابيةً وترد بشدة على أي تعزيز الأكراد بالقرب من حدودها الجنوبية. ولذلك كان رد الفعل التركي على تقارير حول تشكيل الجيش الكردي المتألف من 30 ألف شخص بدعم من الولايات المتحدة. ثم بدأ الجيش التركي يوم 20 يناير عملية “غصن الزيتون” وتوغل في أراضي سورية. وأدى هذا إلى حرج الوضع في شمال البلاد. في الواقع تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن تصعيد التوتر على الحدود السورية التركية.

وبالإضافة إلى ذلك غضبت تركيا على أن الولايات المتحدة تلعب “لعبة مزدوجة”. التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون في باريس يوم 24 يناير. لكن لم يكن هذا اللقاء ناجحا ولم يصبح الخطوة الأولى نحو تحسين العلاقات الأمريكية التركية. وقال جاويش أوغلو أن “الأمريكيين يدركون أسباب تزعزع الثقة بيننا، وعليهم الإقدام على خطوات جادة من شأنها تأسيس الثقة مجددا”.

فمن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تدعم مختلف أطراف النزاع وتزودها بالأسلحة. من المعروف أن البنتاغون قدم المساعدة والدعم للأكراد وللمتطرفين في نفس الوقت. وقد وعدت واشنطن بحل القضية الكردية للأتراك وبإنشاء الدولة المستقلة للأكراد. لكن وفت الولايات المتحدة بهذه الوعود. وليس من قبيل الصدفة أن جاويش أوغلو ذكر عن فقدان الثقة بين أنقرة وواشنطن والتي لا تعيد في المستقبل القريب.

كما يبدو توجد تناقضات بين شريكي الناتو الولايات المتحدة وتركيا. فإن السبب الرئيسي هو الأكراد السوريون الذين تعتبرهم واشنطن حلفاء مؤقتين ويحاربهم أنقرة كإرهابيين. تدرك تركيا جيداً أن الولايات المتحدة هي الحليف لا يمكن الاعتماد عليه. ربما حان الوقت ليدرك الأكراد هذه الحقيقة أيضا؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

أحمد صلاح

كاتب وصحفي سوري

التعليقات: 2

  • شكرا جزيلا عين ليبيا

    هل تعلم ان المغني اللبناني ذو الاصول العراقية ملحم زين كان قد تعرض لحادث سير مروع و كسرت يده اليمنى على اثر ذلك !!!! هل تعلم ان المغنية اللبنانية ميريام فارس كانت قد تعرضت لحادث سير مروع تسبب بكسر ساقها !!!!!!!
    اذا اردت التأكد اكاب في قوقل ملحم زين حادث سير ،،،، ميريام فارس حادث سير !!!!

    انصحكم بقراءة جريدة النهار اللبنانية ،، قسم لبنان ،، قسم مجتمع و مناطق

  • عبدالحق عبدالجبار

    ان كان هذا صحيح فالربيع التركي قادم لا محاله … لا حولة ولا قوة الا بالله … ان شاء الله يكون الشعب التركي واعي… ولا أقول اكثر من الشعوب العربية … لانه ….. حشاكم أوعي من الشعوب العربية

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً