حزب الله, مقاومة أم احتلال؟

حزب الله, مقاومة أم احتلال؟

بسبب بعد الكثير من اخواني الليبين عن الحوادث خلال فترة حكم الطاغية , تردني أسئلة منهم حول بعض الأمور , وهذا سؤال جاء حول حزب الله , يقول أخي السائل:-

السلام عليكم

أخي صالح أرجوك أريد الإجابة على هدا السؤال ما هي حقيقة حزب الله لا أعرف كيف تجتمع المقاومة مع دعم أنظمه قمعيه , وهل نظام بشار مقاوم فعلا. مع القذافي كنا نعرف الحقيقة , الآن عندما أفكر أعرف أن نظام بشار قمعي كيف يمكن أن يكون مقاوم أذا , حزب الله مقاوم يعني يدافع عن الحق فكيف ينصر الظالم , أو انتصرت الطائفية هنا أم هم ليسوا مقاومين أصلا ويدعون المقاومة كما كان القذافي.

وعليكم السلام

لا أود أن ادخل في شرح مطول لتاريخ حزب الله , ولكن قبل الاحتلال الإسرائيلي للجنوب , وهو المعقل الرئيسي للشيعة في لبنان , كان أهم إنجاز للحزب هو اختطاف الطائرة الكويتية ” الجابرية ” وقبلها طائرة ” كاظمه ” وقتل شخصان عليها,

أما بعد احتلال إسرائيل للجنوب , فقد اتجهت قوات الحزب لتحرير الجنوب , ولكن لم يكن لوحده , فقد كان معه الكثير من شباب الأمة , ولكن تحرير الجنوب اللبناني تم تجييره بالكامل لصالح حزب الله , فقد كان كل سكان أو معظم سكانه من الشيعة والسنة يعملون لتحريره , وليس كل من كان يقاتل كان منضما لحزب الله.

أما بعد حرب لبنان الأخيرة , والتي تدور حولها عدة استفهامات , منها أسبابها , فالمعلن هو أسر جنديين إسرائيليين , ولكن حجم التدمير الذي جرى , وعشوائية الضرب الجوي الذي حدث يبين أن الهدف لم يكن إنقاذ الجنديين الأسيرين , بل كانت حرب تشبه الإبادة للشعب اللبناني . وإخلاء للجنوب اللبناني من سكانه.

هنا نرى أن ادعاء المقاومة هو إدعاء إعلامي مضخم , فاختطاف طائرات عربية ليس عمل مقاومه , وتحرير الجنوب شاركت به قوى كثيرة سنيه وشيعية ولم يكن عملا منفردا لحزب الله , والحرب الأخيرة لا تمت للمقاومة بأصل. ولكنها رسخت قدم حزب الله في السياسة اللبنانية , ورسخت سلاح حزب الله في المشهد السياسي اللبناني , وأصبح هذا السلاح الذي وجه إلى الداخل اللبناني اكثر من مره داخلا في المعادلة السياسية اللبنانية.

بالطبع , عملية إخلاء الجنوب اللبناني والبقاع من أي تواجد شيعي غير تابع لحزب الله , أو سني أو أي مذهب آخر تمت بعد الحرب الأخيرة,

مذهب حزب الله الديني هو المذهب الأثنى عشري , وهو يخالف مذهب سائر شيعة لبنان الذين كانوا يتبعون المذهب الجعفري , وتم تحويلهم إلى الإثنا عشريه على يد حزب الله , هذا أولا , ثم أن السيد حسن نصر الله صرح بتصريح مسجل وموجود على اليوتيوب بأنه يؤمن بولاية الفقيه, وهو مذهب الخميني , ويقول بتصدير الثورة الأثنى عشريه الى العالم , وبأنه تابع للولي الفقيه في قم وطهران ,وانه يعمل على أن تكون الأمة تابعة له.

هذا الفيديو يوضح حجم الذي نتعرض له, وبلسانهم ليس بلساننا

نعود للمقاومة , فهل نحن نقول بمقاومة تعمل على تخليص العرب من احتلال يهودي لتضعنا لقمة في فم الولي الفقيه الإيراني؟

نعلم أن المقاومة هي أن تعمل على تحرر بلد أو شعب من قبضة محتل لكي يختار هو طريقه ,أما أن يخلصنا من احتلال ليضعنا في احتلال آخر؟ فهذا لا يعتبر قوى مقاومة بل قوى تتصارع على الاحتلال, تحت أسم المقاومة.

إذا فهمنا هذه النقطة , يسهل علينا فهم ما يجري من مساعدة لبشار الأسد على قتل شعبة , ومنها مذبحة “الحولة” بالأمس وغيرها من المجازر الرهيبة التي تجري لأهلنا في سوريا, حيث أن المذهب الأثنى عشري لا يحل قتل السنة فقط, بل ويثيب القاتل , وهذا ثابت في أمهات كتبهم , فالقاتل يدخل للجنة.

هذا مختصر حزب الله , فهو ليس حزب مقاومة , وليس حزبا لبنانيا ,بل هو حزب عسكري أثنى عشري . يسعى حسب تصريح أمينه العام إلى وضع الأمة تحت قياده الولي الفقيه في قم.

أما نظام بشار الأسد فهو نظام شيعي , يعمل على تكامل مخطط الهلال الشيعي , ولهذا نجد أن حكومة المالكي في العراق التي كانت على خلاف كبير معه , تتخلى عن كل تحفظاتها عليه وتسانده بالمال والرجال. حيث أن مخططهم واحد , واختلافهم كان تكتيكيا أكثر من كونه استراتيجيا.

أما كون نظام الأسد مقاوما , فلا أعلم كيف اكتسب هذا الوصف , هل أطلقت رصاصة واحده على الجولان؟ هل رد جيش الأسد على الغارات الإسرائيلية الكثيرة على سوريا ولو بطلقة واحده وآخرها على ما كان يقال انه مفاعل نووي سوري؟

المقاومة التي يتغنى بها هي مقاومة إعلامية , تسعى لإخراس كل الأصوات التي قد تقف ضده أو ضد مخطط الهلال الشيعي , وعملية تحريك لعواطف المسلمين العرب , ولكنها فقط عمليه أعلام وإعلان لا غير , ونرى صحة ذلك الآن , فهل سيقاوم بشار إسرائيل بدولة تحاربه وشعب يقاومه ؟ هل سيحارب بشار إسرائيل بشعب قتل أبناءه ورمل نساءه؟

نسأل الله أن يجمع قلوبنا وأيدينا وأن ينصرنا على أعدائنا.

صالح بن عبدالله السليمان

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً