حكاية أم بسيسي المصرية..

حكاية أم بسيسي المصرية..

مسالة استلام الشعب المصري للسلطة وحكم نفسه بعد القضاء على حكم مبارك في ثورة 25 يناير 2011، أصبحت مثل الخرافة، بعد أن تقلد الأخوان الحكم، وبدأ الرئيس محمد مرسي في التفرد والهيمنة وتجاوز مؤسسات الدولة والمجتمع بإعلانه الدستوري الذي يجعل كل السلطات في يده ولا يحق لأي كان أن يخالفه أو يعترض .. ما يجري في مصر يذكرني بحكاية من التراث الشعبي الليبي تسمي خرافة أم بسيسى وهو طير السنونو بالفصحى.

الحكاية تتعلق بفأر أرسلته أمه لطلب الغربال من الطائر ( أم بسيسي) فقالت له أم بسيسي انا مشغوله الآن بغزل الصوف، خذ الغربال من المطبخ ووأمضي لحالك ، لكن الفأر غافلها وسرق الحليب، فانتبهت لفعلته،وسألته هل شربت الحليب، أنكر وقال لا لم أشرب الحليب ، قالت له لكن آثاره ظاهرة على شواربك. وأمسكت به وعاقبته بقطع ذيله ..، عاد الفار بعد أيام جاء يطلب ذيله، لأنه يريد أن يرقص به يوم العيد، قالت له لا أعطيك ذيلك حتى ترجع لي الحليب الذي شربته.

ولكي يسترد الفار ذيله، ويفرح به يوم العيد، لابد ان يمر بمراحل كثيرة وطويلة لاسترجاعه.

.. يذهب للبقرة لكي تعطيه الحليب والبقرة تريد البرسيم ، والبرسيم يريد الماء والماء في الساقية والساقية في الوادي وهكذا وفي الاخير يموت الفار ولا يحصل على مبتغاه.

وتضرب هذه الحكاية مثلا للشيء الذي لا يطال وتطول فترة انتظاره أكثر من اللازم فيقال وقتها أصبح مثل حكاية أم بسيسي.

أي ان الشعب المصري ويرمز له هنا بـ ( طير أم بسيسي) والذي شرب الحليب هو مرسي ويرمز له هنا بـ(الفار) وجب عليه ان ينتظر طويلا، لكي يستعيد ذيله الذي قطع.

حكاية أم بسيسي المصرية هي أن الشعب يريد السلطة والسلطة عند مرسي ومرسي عند الأخوان والأخوان بيد أمريكا وأمريكا لا تريد ان تعطينا الحرية، لان أمريكا تحمي العسكر والعسكر بيحمو الأخوان والأخوان عايزين مرسي، ومرسي تعبان وهكذا تستمر الحكاية الطويلة دون جدوى.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً