حكومة تصريف الأموال وتراتيب علي زيدان!!

حكومة تصريف الأموال وتراتيب علي زيدان!!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

لقد أذهلنا السيد زيدان في مؤتمراته الصحفية بقدرته على تقديم ما لا يفيد! فهذا الرجل يبدو انه أضحى يعيش في عالم افتراضي لا وجود له الا في مخيلته! لذلك نجده في كل مرة يعلن ويصر على تمسكه بتلابيب الكرسي محاولا بعبثية مفضوحة تصوير حكومته بأنها التي لا بديل عنها! وأنها صمام الأمان! فهل يفعل ذلك جهلا أم استغفالا لعقول الليبيين؟! يا سيادة رئيس الحكومة لو تكرمتم بمقارنة ما تقولونه في مؤتمراتكم الصحفية وما سبق عرضه في برنامج حكومتكم لتواريتم خجلا وأعلنتم عن استقالتكم بتاريخ رجعي!! حين تأبى النقد وتصر على عدم التقصير في بناء الجيش والشرطة تحقيقا للمطلب الشعبي الأول في الأمن والأمان وتقول بأنكم على وشك إرسال دفعات من الجيش للتدريب بالخارج الا يصدمك السؤال… ولماذا في الخارج؟! أليس لدينا كافة الإمكانات البشرية والمادية لمثل هذا!! وهل بالله عليك حدث في التاريخ ان بنت اي دولة جيشها خارج حدودها!! فيا لسخرية الأقدار!

هل تنكر يا سيادة الرئيس انك حينما اندفعت بشراهة لتولي المنصب كنت تعرف بأن البلد تعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمني ولهذا كنت تقول انه من أولويات حكومتك ضبط الأمور وإعادة الأمن للبلد فهل حققتم شيء من ذلك.. الست من كان يقول بأن مسئولية الحكومة تتمثل في ضبط الأمن وذلك عن طريق تفعيل الجيش والشرطة وتدَعون أنهما غير موجودين! نعم الذي يريد ان يبني ليبيا الجديدة عليه ان يتعامل مع شعبه بكل شفافية ويقبل بأن أفراد الشرطة قي النظام السابق والجيش هم مواطنون ليبيون متساوون في الحقوق والواجبات مع غيرهم من الليبيين وهم جديرون بالعمل في بلدهم وفق ما يمليه الواجب وتقتضيه اللوائح وقوة القانون قبل أي آخرين.

يا سيادة رئيس حكومتنا, عبثا تحاولون تقسيم الليبيين وإعادة تصنيفهم من جديد وهذا هو الخطأ الفادح الذي ارتكبه من سبقك من المزايدين في حق ليبيا عندما حاولوا قولبة المواطنة في قالب جديد يقتصر على من أيد ودعم 17 فبراير فقط !! أليس حق المواطنة لكل الليبيين مقدس ولا يستطيع احد تجريده عن مواطن ليبي واحد موجود على هذه الأرض حتى ممن تخلى عن جنسيته الليبية طوعا و قبل بجنسيات بلدان أخرى عاشوا فيها ردحا من الزمان بحكم الظروف!! كفاك لوما للشعب واعترف بأنك عاجز وثبت فشلك في عدم تنفيذ ما وعدت به ولو بالحد الأدنى فماذا بقى لك من حجة؟! عليك أن تترك قيادة ليبيا للذين صبروا فيها وتضوَروا جوعا وفقرا فهم الأقدر الآن على قيادة سفينتها والوصول بها إلى بر الأمان بعيدا عن أوهام وأحلام وتراتيبك المبعثرة!!

للأسف لا توجد خطوة واحدة قامت بها الحكومة عمليا على الأرض فيما يتعلق ببسط الأمن والأمان حتى يختبر مدى دعم الشعب, وهل نسينا أحداث بنغازي في ذلك السبت الدامي عندما هب الشعب واقتحم معسكرات المليشيات وسقط الضحايا مطالبا بإلغائها ولم نجد حينها من المؤتمر والحكومة إلا التنديد وشرعنة الميليشيات!! هذا الشعب الذي تحاولون استغفاله أكثر منكم حنكة وسياسة وتجربة ليس بمقدوركم خداعه لذلك لم يعد يثق في الحكومة التي جرًبها كما جرَب غيرها وتأكد أنها حكومة لتصريف وبعثرة الأموال وبامتياز!! يا سيادة رئيس الحكومة اذا كنتم لا تقوون على تحمل نقد الشعب لكم بالتقصير جدير بكم مغادرة المشهد السياسي قبل آن يجرفكم تيار الشعب كما جرف من قبلكم الكثيرون أفلا تتعظون! فالشعب قد سئم خطبكم البلهاء ولم يعد ينتظر منكم الا الرحيل!

اسأل يا سيادة رئيس الحكومة نفسك: هل منعكم الشعب من تفعيل الشرطة؟! وهل منعكم من تفعيل الجيش؟! وهل الشعب هو الذي يثير المشاكل ويغلق الحقول النفطية والمائية؟! هل الشعب هو الذي يقوم بالاعتصام ويقفل الطرقات؟! هل تنكرون ان الشعب قال كلمته وطالبكم يل استجداكم ان تضربوا بيد من حديد كل الخارجين عن القانون؟!.. الشعب فوَضكم بان تردعوا كل المنحرفين والمجرمين الذين يعيثون في ليبيا فسادا.. الشعب هو من طالبكم مرارا بنزع السلاح من الميليشيات وبتطهير المدن منها وهو من تظاهر في بنغازي وقدم الضحايا من أبنائه لانهاء هذه الميليشيات المسلحة وتفعيل الجيش والشرطة.

أسأل يا سيادة رئيس الحكومة نفسك: من الذي يميز بين الليبيين ويصدر قرارات لصالح فئة معينة مكرسا التمييز الذي ثار الشعب من اجله فأغدقتم عليهم الأموال والمناصب وخلقتم لهم أجساما غريبة جديدة!! وليس بآخرها قرار منح الرتب العسكرية لمن يسمون مجازا بالثوار وهم مدنيون ! أليست الحكومة من يدعم الميليشيات المسلحة المبنية على أسس قبلية وجهوية ويغدق عليها الأموال في صورة مرتبات ومنح سخية!؟ برغم ان اغلب من ينتمون إلى هذه التشكيلات هم في الواقع موظفون ويتقاضون مرتباتهم من الدولة؟! أليست الحكومة من كلفهم بحراسة المنشئات النفطية ويدفع لهم الأموال وهم الآن يغلقون منابع النفط والغاز!! ألستم من لم يتمكن حتى اللحظة من جلب أو اعتقال مجرم واحد من الذين يقومون بعمليات الاغتيال والاختطاف والتعذيب برغم ادعاء المكلف بوزارة الداخلية بأن كل الجناة مرصودون وتحت السيطرة!!

ألستم من يعرقل بناء الأجهزة الأمنية حين تقصون كل من عمل في الأمن الداخلي او الخارجي او الاستخبارات بدعوى أنهم اشتغلوا مع النظام السابق! وتتجاهلون أن الخبرة الأمنية لا يمكن جلبها من الخارج او تهيئتها وتشكيلها في قوالب! وان تهيئة أفراد بالمواصفات الفنية والاحترافية تحتاج إلى زمن طويل فهل هذا عملي!؟ متى تستفيقون من سباتكم وتستشعرون المسئولية الجسيمة وتغسلون عنكم أدران عقد متراكمة حتى تنجلي بصيرتكم لتكتشفوا أنكم كنتم واهمون وان الشعب الذي تحكمون ليس غبيا فتقرروا وبكل خجل الاستقالة الفورية ليتولى الشعب إدارة شئونه ويفرز قيادات فعلية لها القدرة على التعامل مع الواقع وبكل حزم وقوة, يا سيادة رئيس الحكومة هذه مرحلة الحزم والردع وأنت لست من رجالاتها فتخلى جانبا واترك الدفة لمن هو أهل لها!.آنت لا تفرق بين الليبيين الأخيار والليبيين الأشرار.. لذلك تضعهم في كفة واحدة وتترفق بالمجرمين فقط لكونهم ليبيين! فهل هذا من الحكمة والإنصاف!؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً