خطف واغتصاب

خطف واغتصاب

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

كتبت عن بلية خطف الأطفال والفتيات في مقالات ونصوص عدة حتى سئمت الكتابة فيها ولكن الامر ما كان ليكن بيدي فالسأم يبقى ما بقى الأمر الذي منه سئمنا فحالات الخطف تتطور وتزداد بشاعة وشناعة وأصبحت عادة حدثية يومية في ليبيا وان سئمتها فلابد من العودة وتكرار الكتابة فيها بقدر عودها وتكرارها بل واستمرارها، وقد استنجدت حتى بالعالم الخارجي لإنقاذ اطفال ليبيا وفتياتها مما يحدث لهم من بعد يأس في مقالا مضى نشره وما كتبت مقالا عن الاوضاع في ليبيا الا وذكرت صارخا الوضع المخيف لخطف الاطفال او اغتصاب الفتيات و يبدو انني اصرخ لنفسي وأتوهم انني اصرخ لأبناء شعبنا و للعالم او ان صرخاتي في بئر عميق لا يبلغ صداها الأسماع او ان صرخاتي هي صرخات ضعيفة هامسة لامعنى لها كما هي صرخات ممن اختطف او ممن اغتصب في بلاد الصمم فيها أقوى من أقوى الصرخات التي تستغيث، كل يوم يا سادة يصدم أسماعي خطفا لطفل او فتاة في ليبيا او اغتصاب فتاة او امرأة و لكثر ما يصدم اسماعي ويوقظ في نفسي ألما مزعجا أتحايل عليه بإيهام نفسي عند سماع كل حالة خطف لطفل او اغتصاب فتاة او امرأة ان الأمر قد يكون كذبا او افتراء حتى انفس عن ألمي  ولكن عندما تتأكد لي الحالة عندها لن يجدي التحايل على نفسي وصرف الألم وأتمنى عندها انني لم اسمع او انني أتمنى ان أكون من الغائبين عن ليبيا الذين لا يدرون بما يحدث فيها وليس من الحاضرين الذين يدرون بما يحدث  فيها.

كيف تترك هذه البلية تطوف بين ابناء الشعب الليبي تحل بينهم ادوارا وكل أسرة ليبية لديها اطفال او فتيات او نساء تنتظر دورها في الخطف او الاغتصاب دون ردع او صدع لهذه البلية؟ فتيات في ريعان وخصوبة الفتوة يختطفن ويغتصبن وبعضهن يقتلن وأطفالا يختطفون من مدارسهم اومن الشوارع او من منازلهم وزوجات قوام وجودهن العفة يغتصبن ولا حتى عزم لردع بلية البلايا هذه بل ترك الأمر على منواله كل يوم ينسج ضحايا كبسوا كخيوط نسيجية مهملة أماتتها بلايا الحياة الليبية وهي حية، ماذا يحدث يا أبناء الشعب الليبي ؟، كيف تقبلون ان تغتصب فتيات صغيرات ونسوة وان يختطف اطفال على أرضكم؟ ان الامر لا يتوقف بعودة الفتاة المخطوفة او الطفل المخطوف او المرأة بمجرد دفع فدية بل هو اكبر وأعظم وأشد فعملية الخطف تحدث صدمة نفسية عنيفة للطفل او الفتاة او المرأة تصاحبهم طول العمر وتفقدهم الى الأبد الشعور بالأمان والطمأنينة ويصبح اي منهم كالميت وهو حي ولا جدوى من العلاج النفسي الذي قد يسكن قليلا من الصدمة ولكن لا يمحيها بتاتا، ان ما اسمعه ثم أتأكد منه من معدل حالات خطف الاطفال ثم اغتصاب الفتيات او اغتصاب النساء هو معدل لا يطاق ولو حمل على جبلا ما احتمل ، هل يعقل انه في خلال العشرين يوما الماضية من كتابة هذا المقال حدثت في المنطقة الغربية لوحدها تسع *حالات خطف اطفال وخمس حالات اغتصاب لفتيات صغيرات واحدة منهن محاولة اغتصاب فاشلة وحالة اغتصاب ثم قتل لسيدة ومن بين حالات الخطف والاغتصاب هذه لم تتداول اعلاميا الا خمس حالات فقط، لاشك ان مسؤولية حماية الاطفال والفتيات والنساء هي مسؤولية حكام ليبيا الأموات ولكن الشعب الليبي اختار ان يحكمه الموتى وكما أساء اختياره فعلى الشعب الليبي الا يسئ حماية اطفاله وفتياته ونسائه بنفسه وذلك بالصراخ والمظاهرات والخروج على هؤلاء الحكام الأموات الذين عليهم مسؤولية حماية اطفال وفتيات ونسوة  ليبيا ، فإما ان تحيوهم من موتتهم او تدفنوهم في المقابر فالميت يدفن ولا ينصب حاكما .

في بلاد الهند التي تنتشر فيها حالات الاغتصاب ويدين اغلب شعبها بديانة ارضية ما ان تغتصب فتاة او طفل حتى يسود غضب شعبي وتخرج مظاهرات عارمة ويحتشد الناس امام مراكز الشرطة ومقرات الحكم للمطالبة بالقبض على الجناة وأدى ذلك في كثير من حالات الاغتصاب الى القبض فورا على الجناة والحد النسبي من هذه الجرائم الكبرى.

وأنتم يا أبناء الشعب الليبي تدينون بديانة سماوية منزلة تعتادون وتتساهلون ولا تبالون ولا تكترثون لاغتصاب فتيات ونساء وخطف اطفال واذا كان هذا حالنا وانا منكم فاسمحوا لي ان اقول  اننا نحيا ونحن امواتا وأننا خوارج عن ديننا السماوي الذي يكره وينبذ المسلم الذي يصمت ولا يكترث لهذا الشر ومن روح الاسلام نصرة وحماية الفتيات والأطفال والنساء وأننا خارج الطبيعة الانسانية السوية التي تصدمها حالات الخطف والاغتصاب وعلى ذلك يجبرها للخروج والغضب ولا يجبرها للسكون والصمت، اسأل الله بذاته العظيمة ان يحمي وان ينقذ اطفال ونساء وفتيات ليبيا الذين أصبحوا فرائس سهلة لوحوش طبائعها حيوانية وليست بشرية.

____________________________________________________________________

* أعداد حالات الخطف والاغتصاب المذكورة هي الأعداد الواردة الى سمعي ثم علمي والاعداد قد تكون أكثر من ذلك مما لم يرد الى سمعي وعلمي، وقد حدثت في مناطق متفرقة من المنطقة الغربية بليبيا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 4

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً