دور الجامعات في عصر العولمة

دور الجامعات في عصر العولمة

محمد درميش

مستشار تطوير تنظيمي وباحث في الشأن الليبي

تهدف كل الأنظمة التربوية إلى إحداث تغييرات ايجابية في تكوين الشخصية الأنسانية وتنمية قدراتها وتطوريها لكي تكون قادرة على التفكير السليم والقدرة على التكيف مع المعطيات لمواكبة الحداثة وتطوير التراث الثقافي ليلائم واقع الحضارة الانسانية المعاصرة .
مانراه اليوم في ليبيا ظهور بعض الاصوات تنادي بسياسة الانكماش في التعليم العالي واقفال الجامعات والاتجاة نحو التدريب المهني نقول لهم اين انتم واين تفكيركم ايها المنغلقين على انفسكم ان كافة الانظمة التربوية والتعليمية في العالم المعاصر تسعى الى :-
1-التوجه نحو التربية العالمية عن طريق توعية الافراد على ضرورة مراعاة احتياجات المجتمع الدولي بدلا من مراعاةاحتياجات المجتمع المحلي .
2- الاهتمام بالحاجات المتغيرة من الكوادر المدربة بمستويات تعليمية مختلفة واللازمة لسوق العمل الدولي والمحلي .
3-الاهتمام بتطوير الممارسات التعليمية واساليب التدريس بصوره تساير التقدم الحضاري والتقني .
4-الاهتمام بتنمية استرايتجية التفكير والتحليل والابداع والابتكار التي تعطي اهمية لدور الحدس عند الطلبه بدلا من التركيز على التلقين والدروس التقليدية .
وعلى ضوء هذا يجب على الجامعات القيام بالاتي :-
1- تزويد الطلبةبكم وافر من المعلومات والمهارات التي تمكنهم من العيش بكفاءة واقتدار.
2-تزويد الطلبة بالمعلومات والحقائق العلمية اللازمة للانسان المثقف.
3-تنمية شخصية كل الطلبة بصورة شاملة تمكنهم من التكيف مع ظروف الحياة المتطورة باستمرار.
4-تشجيع البحث العلمي وخلق ظروف مواتية لتنمية القدرات الابداعية لدى الطلبة واعضاء هيئة التدريس والعاملين .
5-الهندسة الاجتماعية وذلك عن طريق تحقيق اكبر قدر من التوافق الاقتصادي والاجتماعي بين افراد المجتمع وصولا الى حالة الرفاه الاقتصادي .
و لكي نستطيع التعامل مع هذه الاهتمامات لابد من اتباع اربع من الاسترتيجيات التي تعتمد في مجملها على – التحررمن الروتينية – التحرر من التقليد المتبعة – التحرر من القيم السائدة والجمود – التحرر من المركزية – واستخدام تقنيات العصر ومواكبة الحداثة
1- المقصود بالتحرر من الروتينية :-
هو التخلص من نموذج المدرس الذي يقف امام مجموعة من الدارسين متخذا صفه السلطة العلمية واتباع اساليب وانظمة تتماشى مع طرق واساليب التربية والتعليم الحديث والمعاصر.
2-المقصود بالتحرر من التقاليد المتبعه:-
هو التوقف عن اتباع اساليب وانظمه التعليم التقليدية التي تمنح الدرجات العلمية بناء على مايقضيه الطالب من وقت داخل الحرم الجامعي تحت اشراف مباشر من استاذ مؤهل يقوم بتقييم ادائه واستخدام اساليب وانظمة تعليم غير تقليدية تهتم بصقل وتنمية قدرات الطالب على التفكير والتحليل والابداع وبالمهارات المجتمعة لدى الطالب باشراف ورقابة ذاتية وبارشاد مدرس ممارس.
3-التحرر من القيم السائده والجمود :-
يقصد بها توقف اعضاء هئية التدريس عن القيام بادوار حملة الارث الثقافي من جيل الى جيل والاتجاة نحو الانفتاح وعدم الانغلاق والتقوقع والتفاعل مع الجامعات العالمية والمجتمع الدولي الذي يتصف بالتعددية الثقافية والمرونه .
4-التحرر من المركزية :- تعني توزيع المسؤلية المنوطه بسلطة مركزية على سلطات محلية تكون اكثر قدرة على استشعار متطلبات تلك المجتمعات والاستجابة لها .
وخلاصه القول مايجب ان تقوم به الدولة الليبية الان هو فتح الافق والتوسع في التعليم والتدريب المهني على كل المستويات بحيث يكون التعليم والتدريب المهني بكافة مستوياتهما يسيران في خطين متوازيين

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد درميش

مستشار تطوير تنظيمي وباحث في الشأن الليبي

اترك تعليقاً