حفتر… والخطوط الحمراء

حفتر… والخطوط الحمراء

أذكر أنه في يوم 12-04-2011 وخلال لقاء أجرته معه أحدى القنوات الفرنسية، استهزأ سيف القذافى قائلا “القائد خطٌ أحمر”… لعله هو نفسه الخط الأحمر الذى يرسمه لنا ثلة من القوم اليوم ممن اعتادوا العبودية فأبوا العيش إلا بها وفي كنفها، ثلة من القوم يخرجون علينا في “شناتٍ” و”جرودٍ” و”قراويطْ” يحاولون رسم لنا خطاً أحمرا قد محوناه ومحونا من رسمه ولن يرضى هذا الشعب المكلوم خطوطا حمراء ولا رسامين وإن طال زمن نضاله.

يعلمُ الجميع ويعيشُ الجل ما يعيشه هذا البلد الجريح في الوقت الذي يخرج علينا فيه عبَدَةَ بنى البشر ليفرضوا علينا التسبيحَ بحمد حفتر والشهادةَ له بواحدانية قيادة القوات المسلحة على الرغم من جدلية هذه الشخصية… أمرٌ يثير اشمئزازَ كلً ذي دمٍ حر يأبي حكم الفرد  ويرفض أن يعود للقيود بعد أن كبلتنا سنين وعقود. لا أشك أن هؤلاء القوم هم ابناء و أحفاد أولئك الذين خرجوا صبيحة الانقلاب المشؤوم يطبلون للملازم الأول ويدهسون صور ويشتمون شخص الملك الصالح، أم لعلها أفاعيل جينات من صفقوا يومها “مرحبتين بكازى روما”، فكثيرون هم أولئك الذين لا يكلون التصفيق ولا يملون التملق.

أما عن الجيش وبناء القوات الليبية العربية المسلحة فهذا أمر لا يزايد فيه أحد عن أخر، ولو قالوا الجيش خط أحمر لهان الأمر، ولو قالوا بناء القوات المسلحة وإعادة ترتيب الشرطة وتدريبها لقلنا هذا معهم وبأعلى صوت، ولو قالوا الجيش والوطن خط أحمرا، لرسمناه معهم ولوقفنا في نفس الصف، ولكن أن يختصر جيش بلادى في شخص عسكرى قد غرق في وحل الصابرى لأكثر من سنة  وما اسطاع لنفسه ولا لجيشه تخليصاً، عسكرىٌ يظن أن تحريرَ بنغازى يتأتى بلبس النياشين والرتب، عسكرى لم يفلح إلا في إطلاق الأسماء الرنانة على عملياته العسكرية الفاشلة التى تحصد شباب بلدى فرادى وجماعات، عسكرى لم يفلح إلا في تحديد مواعيد تحرير وهمية سئمت منها حتى تقويماتنا السنوية، عسكرى لا يحلم إلا بنسخ تجربة السيسي ودبابته المصرية… ألا  فليعلم هؤلاء القوم أن هذا امر مردود عليهم وعلى عسكريهم.

إن الأوطان لا تبنى  بالصلاة إلى الأشخاص، إن الأوطان لا تبنى بالتطبيل والتزمير والتملق، إن الأوطان لا تبنى برسم خطوط حمراء يرسمها صاحبها كلما اشتاق لصنم يعبده أو لشخص يمجده ويكتب له برقيات عهود ومبايعات.

إن الصوت النشاز الأكثر اشمئزازا هو ذلكم الصوت الذى يضع كل من لا يعطي الولاء لحفتر  في خانة الارهاب. ذلكم الصوت الذى لا يجيد إلا تصنيف الإفكار وتأطيرها…  إن الفكر الحر أصعب بكثير من أن يصنف، أو يوضع في خانة ما… فكلنا مع بناء الجيش والقوات المسحلة، كلنا ضد إرهاب دولة البغدادى وغلمانه، إلا أننا نأبى أيضا أن نصنع طاغوتا، أو نمجد فردا فيحكمنا فنهلك كما هلكنا من قبل وإن حسنت نياتنا.

ولتضحى ليبيا حرة أكبر من أن تختصر في شخص كما اختصرت أرض الكنانة اليوم في شخص السيسي وعسكره المشؤوم، كما هى أبعد وأصعب من أن تنال من قبل غلمان البغدادى عليهم كلهم من الله ما يستحقون… ولله الأمر من قبل ومن بعد.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 4

  • عوض الجيلانى

    نعم حفتر خط احمر لايمكن تجاهلة او تجاوزة ——– بعد ما قامت بة تلك المليشيات من قتل وتهجير فى الشرق الليبى — دمرت المدارس والجامعات – والكهرباء -والماء — حفتر اصبح قرار ومصير وارادة — رجل انتهض ضد تلك المليشيات — برقة باكملها ورائة وعنة لن تحيد ارتم ذالك او رفضتم ذالك

  • salah

    كنت متأكد قبل أن أمرّ على التعليقات أنني سأجد “عبدة حفتر” موجودين…ولم يخب ظني 🙂
    أقول لهؤلاء ممن اتخذو “حفتر” صنما يسبحون بحمده -سواء أنكروا ذلك أم سلّمو به- والذين -في الغالب- سيقرؤون المقال بدون تفكير ليرددوا الكلام المعتاد منهم كالببغاوات.
    سؤال واحد فقط, ورد في المقال وأكرره:
    إذا كانت كل المصائب في ليبيا والعالم والمجموعة الشمسبة سببها الميليشيات وداعش والإخوان ….إلخ….
    (((لماذا فشل حفتر حتى الآن في تحرير مدينة بنغازي من هذه الميليشيات؟)))
    (((لماذا يعطي مواعيد للتحرير ثم يخلف كلمته؟؟)))
    الرجاء من عبدة حفتر الإجابة المنطقية -إن وجدت-

  • انس

    يلعن ام الحرية . اذا كانت مثل حال ليبيا اليوم .

  • طرابلسى

    الملاحظ أن كل من يعترض على حفتر هم نفسهم من كانوا يعترضون على وجود الجيش كمأسسة نظامية ويفضلون المليشيات تحت مسمى “الثوار” , هم نفسهم من كان يتعامى عن استهداف العسكريين وقتلهم بالمئات في بنغازي وغيرها , هم نفسهم من كان يصف عمليات الجماعات التكفيرية الانتحارية ضد الجيش الليبي الرسمي ” واللذي لا يعترفون بوجوده اصلا بل هو عندهم ازلام وجيش قبايل و..و..” يصفون تلك الاعمال الارهابية “بالاعمال النوعية” . اي أن هؤلاء عند اعتراضهم على حفتر انما يعترضون على الجيش الليبي نفسه ويريدون أن تبقي ليبيا حكومة وشعبا تحت رحمة تلك المليشيات الغير منضبطة . فالخط الاحمر ليس من اجل اشخاص كما تدعون ولكن هو خط احمر من اجل وجود الجيش نفسه ككيان وكمؤسسة . فالشعب يريد جيش وشرطة مثل باقي البلدان المتحضرة والمعترضين على حفتر وبالتالي على وجود جيش نظامي يريدون لليبيا ان تظل في حالة الفوضى والانفلات الامني اللذي نعاني منه حاليا اما تنفيذا لاوامر من الخارج او دفاعا عن مصالحهم الشخصية .

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً