ذكرى اعلان التحرير بليبيا…… الي اين وصلت ثورة 17 فبراير

ذكرى اعلان التحرير بليبيا…… الي اين وصلت ثورة 17 فبراير

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

في البداية اهني الشعب الليبي بهذا العيد وهو عيد النصر ويوم 23 اكتوبر 2103م هو يوم اعلان تحرير التراب الليبي وانتصار ثورة 17 فبراير . الان سنتان مضت عن ذلك الاحتفال الكبير والذي كان ببنغازي مهد الثورة. لقد كان يوم فرح للجميع والناس لا تعرف كيف تعبر عن فرحتها. الزاغريد تنطلق من حناجر امهات الثوار والشهداء واصوات الرصاص لم تقف طوال الليبي والنهار وخرج معظم سكان بنغازي لذللك الاحتفال. حضره الجميع وكانت حالة من الفرح عند الشعب واعضاء المكتب التنفيذي والمجلس الانتقالي ونشوة النصر تراها في عيون الثوار. كانت صور علم الاستقلال تبهر الجميع وكان فعلا يوم النصر. احتفال اشتهر بإعلان المستشار مصطفي عبدالجليل وهو رئيس المجلس الانتقالي المؤقت الغاء قانون عدم تعدد الزوجات. لا يعرف احد لماذا فعل هذا وهذا يدل على عفوائيه وتسامح هذا الرجل. بعد الاحتفال رجع كل واحد الى دياره وبدأت المؤامرات والفتن والتخطيط على من يكون رئيس الحكومة ومن حسن حظي انني كنت قريب من الجميع وسوف نتحدث عليه في مناسبات اخري.

الان سنتان من الحصاد الجاف ومن الأعاصير القوية والعواصف الضاربة على ارض هذا الوطن. من يقوم بهذا كله، انهم الليبيون والليبيات انفسهم ولا احد ينافسهم في هذا. كان ولابد ان نجد احد ضحية نلومه علي هذا الفشل في تكوين دعائم الدولة الليبية الجديدة واتجهت في البداية اصابع الاتهام نحو قطر والأمارات ثم لا بديل غير ان نلوم بعضنا وفعلا هذا ما يحدث اليوم. وقطر والامارات ومند البداية هما من وقف مع الليبيون واحتضنوهم ولولاء مساعدة هؤلاء وتسخيرهم من الله لمساعدتنا. لقد اقنعوا دول الخليج العربي بأن تتواصل مع الجامعة العربية واقنعوا اعضاء الجامعة العربية بأن الشعب الليبي يحتاج المساعدة ومنها العالم كله وقف بجانبنا. لكن نحن ننكر الجميل وبسرعة وها هي قطر انسحبت والامارات كذلك ولم نجد احد نلومه على فشلنا في ادارة الدولة. صحيح ان قطر قامت بدعم الاسلامين في ليبيا ماديا وعسكرين وسياسيا ومن بعد انسحبت. الفشل والفتن والحقد والكراهية ، كله لدينا ولن ننجح في اقامة دولة الا اذا ابتعدنا عن هذه الاشياء جميعها. اما اسطوانة قطر والامارات والان حملة على فرنسا، ما هي الا لعبة سياسية قدرة يرسم فيها بعض الاشخاص حتي نوهم الجميع بأن الخطر من الخارج. الخطر من الداخل ومن داخلنا ومن ابناء ليبيا ومن جلدتنا ومن اهل ليبيا. الاسلام السياسي ينهش فيما تبقي من عظام الثورة وفتن الاخوان المسلمين تسيطر على صنع القرار والمليشيات وليسوا الثوار الحقيقيون يعبثون في الدولة ويسيطرون على كل ما هو حيوي ولا يعبون بأحد ولهم قيادتهم داخل المؤتمر الوطني. نحن من نساند وندع هؤلاء يقومون بما يريدون خلال السنتان الماضيتين. اذا لم يقف الشعب امام كل هؤلاء ، فلن تقوم دولة وما علينا الا ان نقول انه كانت هنالك ثورة شعبية بليبيا يوم 17 فبراير 2011 واستشهد الكثيرون وبتر عدد لا باس به وهجر كثيرون وهاجر اكثر من دي قبل من خيرة شباب وشابات ليبيا. لا نريد هذا ان يحدث ومع بعض نريد ان نشتغل من اجل هذه الثورة ونحتفل بالعيد الثالث للإعلان التحرير لسنة 2014م ونحن في احسن حال وليس اسوء مما فيه الان.

اليوم 23 اكتوبر 2013م كنت اراجع تقرير ارسل الى لأبداء الرأي والتعليق وهو عن الخدمات الصحية بليبيا مند قيام الثورة الى شهر مارس 2013م. تقوم به مجموعة من الباحثين بجامعة هارفرد الامريكية-كلية الطب وكذلك مجموعة حلف الناتو. يريدون ان يعرفوا كيف تمت عملية تشغيل الخدمات الصحية اثناء الثورة وبعدها وكيف كان فريق الازمة ايامات الثورة يشتغل . هذا للاستفادة منه في المستقبل لهذه الدول حيث كانت المشاركة الدولية في هذه الثورة هي الاكثر وبدون استعمال جنود على الارض من قبل الناتو ولم يقتل جندي واحد من الناتو وكذلك لم يدمر مرفق صحي بليبيا. انه تقرير جيد وسينشر قريبا ان شاء الله. اريد ان اقول بأن ادارة الازمة بوزارة الصحة كانت جيدة وهذا التقرير سيكون شاهد على هذا وهو دراسة ممتازة وستكون مرجع للعديد من الدارسين في تحليل نجاح هذه الثورة وكذلك نجاح فريق الازمة بالصحة. لماذا الاهتمام بليبيا وما حصل بليبيا ونتائج هذه الدراسة والتي استمرت 12 شهر وبدعم من جامعة هارفرد والناتو وكان لي الشرف بأني اشارك معهم بإعطاء معلومات ومراجعة هذا التقرير. تحية للجنة الازمة ببنغازي والتي كان يقودها صلاح جابر وابراهيم بحيح والصهبي وطرابلس خالد المغبوب ونورالدين عريبي

يوم 20 اكتوبر 2013 دكري مقتل القذافي اللعين ولقد كانت الفرحة عارمة في ليبيا ولم نصدق هذا. عندما ارسلت لي ابنتي ايمان صورة القذافي وهو ميت لم اصدق وقالت الان في الجزيرة وبي بي سي. توجهنا الى ميدان الشهداء وكأن طرابلس كلها هنالك. فرحة عارمة. لا يمكن ان تصف ذلك الشعور وكل اب وام بسيارتهم وابنائهم معهم وفرحة لا يمكن وصفها. لقد سرقت الفرحة من الناس خلال هاتان السنتان واصبحنا ننهش في بعضنا البعض ولا نعير اهتماما لهذا الوطن وكل ما نريده هو شراب اخر قطرة من هذا الوطن ولا نريد ان نعطيه شيء بالمقابل. ماذا يحصل الان وبعد سنتان، الي اين سنصل وماذا قدمنا لليبيا. القذافي اللعين مات جيفة ولكن ثقافته ترسخت في عقول البعض ولا يهمهم الوطن اكثر من جمع الاموال والتكالب على السلطة والفتنه وابعاد كل من ساهموا في قيادة وانجاح هذه الثورة, هل فعلا سنقول انه لم تكن ثورة وانما صراع بين اطراف الخير والشر. بعض من اطراف الخير اصبحوا طماعين ويريدون الخير كله لهم وان شاء الله الشعب ينحرق. لا نستطيع ان نقول بأنه لم تكن ثورة. انها ثورة شجاعة قادتها شجعان ومن شعب شجاع وبإرادة قوية. يجب ان نتفكر كيف حاربنا القذافي وكيف تخلصنا منه وماذا فعلنا بعد ما تخلصنا منه. ليبيا تضيع بين ايدينا الان ولن يكون هنالك مستقبل للأولادنا وبناتنا. لنأخذ عبرة من العراق ولبنان والجزائر والصومال.

قبل ايام خرج السيد على زيدان من صمته وطرح اسمين هما التريكي والكيلاني من المؤتمر الوطني وعبدالمنعم الصيد وعادل الصيد والبلعزي من غرفة ثوار ليبيا وقال اخرون وهم من اختطفه . يقول انه هنالك ثمانية يكرهونه في المؤتمر الوطني ويريدن اسقاطه وهو لا يعبي بهم وانه ابن الوطن. لم يقدم أي دليل وانما اتهامات فقط ونتمنى انه يعرض دلائل حتي يتم القبض عليهم. الى هذه اللحظة لم يتجرأ السيد زيدان ويقول اسم واحد مسؤول عن الاغتيالات ببنغازي وكل مدن ليبيا. لم يتجرأ ويقول اسم واحد مسؤول عن تأخر الجيش والشرطة. لم يتجرأ ويقول اسم واحد عن مقتل الناشط الحقوقي عبدالسلام المسماري والذي قدم للثورة اكثر ما قدم زيدان. لم نشاهد زيدان كثيرا في بنغازي ايام الثورة ولم نسمع انه ادي دور كبير في الثورة الا دخول علي العيساوي وجبريل الى قصر الإليزيه بفرنسا ومقابلة ساركوزي. لا نشكك في وطينته ولكن نشكك في مصداقيته في خدمة ليبيا والشعب الليبي. لقد لعب عدة لعابات ماكرة ولا يريد ان يعترف بأنه افشل قيام الدولة وهو احد الاسباب في عدم قيام الدولة ولن تقوم دولة ليبيا ولفترة طويلة وشكرا لزيدان على المساهمة في هذا. لقد ساهم في اخراج عاشور شوايل من وزارة الداخلية وهذا الرجل يعرف ما يفعل وهو ما يقال عنه في قاموس السياسة الند العنيد وزيدان يريد ارانب ولا يريد اسود ترهبه عندما يقوم بأخطاء. لقد دافع كثيرا عن الازلام وارادهم ان يبقوا في مناصبهم مثل حافظ قدور وسفير ليبيا بأمريكا. لقد اقصي جميع من كانوا بالمكتب التنفيذي ولم يشرك احدهم في حكومته رغم انه كان يتشوق ويتمني مقابلتهم وخاصة بعد التحرير وكان لا يترك رئاسة الوزراء والفندق ابدا في التقرب اليهم. صحيح اننا دعمنا هذا الرجل في البداية ورأينا فيه العين الصالحة ولكن بمجرد استلامه للكرسي سلط نفسه على الجميع وقام بأفشال قيام الدولة الليبية وهذا شيء لا يمكن ان يغفره له. الكيب كان لا يكذب وكان ضعيف ولا يحب المواجهة. زيدان بعكس هذا، يكذب علي الشعب ويقول سنفعل وسنعمل وله القدرة علي المواجهة. عرف مراكز القوة واغراهم بالمال وتوسل اليهم. عرف منافد التسلط واخدها كلها وابعد كل من سيكون منافس له واخرهم د علي الترهوني. لقد استعمل الخبت والدهاء مثل الثعلب ولكن وقع في فخ الكيلاني والتريكي واخرون وها هو اليوم يتهمهم وبدون دليل ونتمني ان يكونوا في قفص الاتهام وفي اقرب وقت حتي يكونوا عبرة للأخرين . هؤلاء خصوم لناس اخرون متشددون والاخرون يريدون ازاحتهم ووجدوا علي زيدان الحصان الامثل لركوبه وركبوا عليه وهو ينفذ ما يريدونه. هل ستخرج الجماهير وتنادي برحيله وايجاد البديل او سنبقي علي هذه الحالة ونستمر مع الا مصداقية والتي يقوم بها السيد علي زيدان ويحاول ايهام الشعب الليبي بأنه ضحية من ضحايا الاسلام السياسي وهو ابن الوطن ولن يرحل الا اذا طلب منه المؤتمر. زيدان لعب ألاعيبه السياسية ويريد ان يخرج بشيء ما يضمن له مستقبل ولكن هذا لن يحدث على حساب الشعب الليبي وثورته المباركة وخاصة نحن نحتفل بمرور سنتان على اعلان النصر والتحرير. دم الشهداء لن يريح هباء والخزي والعار للجبناء وانهم لكثيرون في هذه الايام.

يوم 23 اكتوبر 2011م كان الاحتفال بانتصار الثورة ويوم 23 اكتوبر 2013م يخرج الليبيون يطالبون بإقالة الحكومة واعضاء المؤتمر الوطني ويقومون بطلب بإيقاف اعطاء صلاحيات لرئيس المؤتمر الوطني العام. حالة من الفوضى السياسية وحالة البلاد يرثي لها. الموانئ النفطية مقفلة وليبيا تصدر فقط 600الف برميل يوميا، والمساجين السياسيين لم يحاكموا وليبيا اصبحت في اعلي القائمة من الدول والتي لا تراعي حقوق الانسان. الاغتيالات كثيرة واصبح اهدار المال العام لا يضاهي أي دولة في العالم. المؤتمر الوطني يقول ان 41 مليار من الميزانية تم صرفها ، ولكن لا شيء على ارض الواقع والكيب صرف 71 مليار دينارا هو ووزارته ولا درة علي ارض الواقع. الكثير والكثير ولكن اصبح حالنا مثل حال العراق والصومال. لكن هذا ان شاء الله لن يدوم والليبيون ضحوا بالغالي والرخيص ايام الايطاليين وايامات القذافي اللعين. هنالك ناس وطنية تعمل وبجد من اجل هذا الوطن وان شاء الله ستكون النتائج احسن في المستقبل وتجارب السنتان تعلم منها الكثيرون وسوف يصلون الى الطريق الصحيح. 23 اكتوبر 2014م سيكون احسن حال من الان ، حيث الجميع يعي بأن ليبيا نجحت في ابعاد القذافي وسوف يبعد ويحل هذا المؤتمر الوطني الهزيل وكذلك ابعاد حكومة زيدان والتي تساهم في افشال قيام الدولة. البديل موجود وسوف يكون احسن وافضل مما هو عليه وكلنا امل في ثوارنا وشبابنا الحقيقيون والغيورون على هذا الوطن بأن يساهموا في ابعاد المتسلقين والفاسدين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

اترك تعليقاً