رحيل الامير نايف وصعود الامير سلمان لولاية العهد

وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز

اعلن الديوان الملكي السعودي وفاة ولي العهد وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز السبت في سويسرا.

وافاد في بيان ان “الصلاة على الفقيد ستقام بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام في مكة المكرمة الاحد”.

وقد اعلن مصدر رسمي قبل ايام ان الامير نايف استقبل في جنيف عددا من المسؤولين السعوديين.

وكان الامير نايف غادر جدة في 26 ايار/مايو الماضي لاجراء فحوصات طبية، وذلك للمرة الثانية في غضون ثلاثة اشهر.

وتشير التكهنات الى ان شقيق الامير نايف الاصغر، الامير سلمان بن عبدالعزيز، الذي يشغل الآن منصب وزير الدفاع، سيخلفه كولي للعهد.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية في حينها ان الامير نايف غادر في اجازة خاصة يجري خلالها بعض الفحوصات الطبية المجدولة، كما يقضي بعض الوقت للاستجمام.

وكان الامير نايف توجه مطلع اذار/مارس الماضي الى مدينة كليفلاند الاميركية لاجراء فحوص طبية مجدولة توجه بعدها الى لجزائر في رحلة استجمام.

وكانت مواقع إلكترونية خليجية نشرت خبرا في وقت سابق يؤكد أن ولي العهد السعودي سوف يخضع لفحوص طبية وربما لعملية جراحية، حيث كان خضع لفحوص طبية بمستشفي كليفلاند في شهر مارس/اذار 2012.

وفوجيء السعوديون برحيل ولي عهدهم الامير نايف بن عبد العزيز، لكن العائلة المالكة لم تكن في قلق من رحيله وان كان الحزن يلف الرياض نظرا لأن الامير نايف كان يدير ملفات ضخمة أهمها علاقة الأسرة المالكة بالمؤسسة الدينية، وملف الارهاب وايضا القضايا الأمنية المتعددة.

كما عرف عن الأمير نايف انه متشدد في حل القضايا الحدودية مع الدول المجاورة، وكان يدير شبكة أمنية ضخمة ممتدة ليس على مستوى المملكة العربية السعودية بل كانت منتشرة في انحاء العالم وتقدم خدمات مهمة في مجال مكافحة الارهاب.

ويثير رحيل الامير نايف تساؤلات مهمة عن من سيخلفه في تولي هذه الملفات الضخمة، لكن مصادر مقربة من الأسرة المالكة السعودية تشير الى ان شقيق الامير نايف ونائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز هو من سيتولى وزارة الداخلية رغم علو أسهم الامير محمد بن نايف بعد نجاحه في مكافحة عمليات القاعدة، فيما سيتم اختيار الامير سلمان بن عبد العزيز لولاية العهد ضمن تصويت داخلي في هيئة البيعة التي سيعقدها الملك لإعلان ولي عهده قريبا.

وبتولي الامير سلمان وزير الدفاع ولاية العهد سيقترب من الاشراف على ملفات مهمة بعد ان كان يلعب دور المستشار وكثيرا ما كان يتدخل في حل الكثير من المعضلات.

وبوفاة نايف بن عبد العزيز فقد ما يطلق عليه فرع “السدارى” من ابناء الملك عبد العزيز رجلهم القوي بعد رحيل الملك فهد والشقيق الكبير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع وولي العهد السابق.

وبقي من “السدارى” الامير تركي المقيم في القاهرة، وعبد الرحمن الذي أبعد عن وزارة الدفاع ليتولاها شقيقه الامير سلمان، كما ينتظر ان يتولى الشقيق الأصغر أحمد الداخلية.

وينتظر ان لا تتغير الاستراتيجية الأمنية السعودية بتولي الأمير أحمد وزارة الداخلية، ويعرف عن الأمير حزمه وقوته داخل الوزارة رغم انه أبعد عن ملفات عديدة بعد استعانة نايف بأبنه محمد للتصدي للأرهاب.

ولد الأمير أحمد في عام 1941، وهو الأبن الحادي والثلاثين للملك عبد العزيز وتولى نيابة أمارة مكة المكرمة إبان حكم الملك فيصل، ثم ولي في عهد الملك خالد نيابة وزارة الداخلية.

وهبط مؤشر سوق الأسهم السعودية نحو اثنين بالمئة بعد إعلان نبأ وفاة ولي العهد السعودي خارج البلاد.

وخسر المؤشر أكثر من اثنين بالمئة بعد إعلان الخبر لكنه قلص الخسائر لتصل إلى 1.4 بالمئة بحلول الساعة 1056 بتوقيت جرينتش.

وولي العهد يشغل ايضا منصب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء.

وتولى الامير نايف (79 عاما) اواخر تشرين الاول/اكتوبر 2011 منصب ولي العهد خلفا لاخيه الشقيق الامير سلطان الذي توفي عن 86 عاما في احد مستشفيات نيويورك.

والامير نايف على رأس وزارة الداخلية منذ 36 عاما وقد اشرف خصوصا على مكافحة تنظيم القاعدة في المملكة.

ونجح الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد وزير الداخلية خلال السنوات الماضية من وضع قبضة رجال الأمن على عناصر تنظيم القاعدة الذين حاولوا زعزعة الأمن بشتى الطرق، وكان لدور نايف إبان توليه وزارة الداخلية على مدى (38) عاماً ثم توليه منصب النائب الثاني لمدة خمسة أعوام والآن ولياً للعهد، في وضع خطة أمنية ساهمت في تجنيب المملكة بعض المشاكل الناتجة عن الإرهاب الدولي.

وشهدت المملكة وعلى مدى عدد من السنوات الماضية عمليات إرهابية من تفجيرات وقتل لعدد من المواطنين والمقيمين يقف خلفها تنظيم القاعدة بقيادة زعيمهم أسامة بن لادن، قتل فيها أكثر من 74 من رجال الأمن، فيما أصيب أكثر من 657 آخرين.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً