رسالة مفتوحة إلى السيد سالم جحا بقلم د. محمد الحفيان

بقلم د. محمد الطاهر الحفيان

السيد سالم جحا

في هذه الساعات الحالكة من تاريخنا المأساوي الذي تجاوزنا فيه حقبة القذافي المظلمة لندخل مباشرة في منطقة انعدام الجاذبية، منطقة المجهول، أكتب إليك وأنت القائد العسكري الذي شهد أقسى الحصارات وأشد هجمات الإبادة عنفا..

 نُسمعك أصواتنا لأنك كنت دائما ضميرا حيا، عَكَسَ الأصالة والوطنية، ولم يغش بصره وهم التفوق والقوة ومجد القبيلة وكبرياؤها. وعف عن أذية حتى من أجرموا ..

معظم الليبيين حملوا مصراتة في قلوبهم أثناء محنتها وأنا منهم. تألمنا لما كابدتموه من ويلات، وبكينا لشهدائكم وهللنا لبطولاتكم، ورأينا فيما صنعتموه من ملاحم  مجدا لنا نحن أبناء الوطن الواحد..

الآن أيها الموقر.. انقلبت الموازين..وانتشى البعض في مصراتة بالنصر وأعماه الغرور والعصبية القبلية، فأيقظ  الفتنة في وضح النهار باسم القبيلة وسار بقده وقديده يدك معقل جيرانه بالحديد والنار والكراهية، وغاب الوطن، بل ويكاد أن يندثر بفعل ما تلقى من طعنات في الظهر والصدر..

ما يُطلق من رصاص وقذائف الآن في بن وليد يُطلق على رأس ليبيا ليصيب منها مقتلا.. أجرم البعض، وإن شئتم الكثيرون، من بن وليد ومن كل قبائل ومدن ليبيا في عهد القذافي البائس.. ساق الطاغية الجميع طيلة 42 عاما قطيعا يهشه وينشه كيفما شاء..

طويت صفحة القذافي.. ولم يعد لنا أي عذر في عودة آدميتنا التي سلبت وضميرنا الذي شوه..

السيد سالم جحا..

 لا يمكن أن يواجه عاقل جريمة قام بها قلة بمذبحة تطال الأبرياء. هذا يعني أنه دفن مستقبله ومستقبل الآخرين.. الثأر يجر الثأر.. والدم ينادي الدم.. والحقد لا يورث إلا العدم..

ننادي فيك أصالة مصراتة ونقاءها أن تُوقف، إن استطعت، ما يحدث من مهازل، ومن فصول للدم لن تُطوى أبدا إن واصلت أظافر الحقد توغلها في لحم بعضنا البعض..

 مصراتة المدينة الشهيدة طائر الفينيق الذي خرج من الرماد عملاقا  لا يليق بها ما يحدث الآن حول بن وليد من جنون. أبناؤكم أغلى من أي ثأر.. أبناؤكم منذورون للحياة وليس قدرهم أن يكونوا وقودا في محرقة عبثية المنتصر فيها هي المقابر على الجانبين.. إن كنتم مخلصين دعوا الآخرين يحلون مشكلة ورفلة.

كتبتم أنصع صفحات الفداء.. لكنكم للأسف تتحولون الآن إلى مردة أخذتهم العزة بالإثم فظنوا أن هاماتهم أعلى من الآخرين وأنهم الأجدر..

لن يسود في ليبيا أحد على أحد عليكم أن تعوا ذلك جيدا.. نحن نحب مصراتة لكننا لن نحني رقابنا لها أبدا مهما شحذت من سيوف..

د. محمد الطاهر الحفيان

مواطن ليبي لا ينتمي إلى ورفلة بصلة قرابة او نسب

اقترح تصحيحاً

التعليقات: 1

  • Mukhtar

    I am sure now that Misratah was right all the way after what we all discovered that Kaddafi’s son Khamis and the top ranking officers of Kaddafi regime were their such as Milad Alfuqhi, Abedaraham Assiad, Musa Ibrahim and the rest of the criminals. Also now we know who torture and killed the kidnapped Misratah fighters. Long live Misratah and big salute to its fighters and may Allah reward our Misratah’s martyrs the paradise.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً