سلاح الحوار

سلاح الحوار

الحوار سلاح قوي للحفاظ على سلامة المحتمع ووحدته وترابطه وعامل رئيسي في بنائه، هو الأقوى للسلم الإجتماعي، هو الطريق لا غيره للأمن والحياة بسلام، هو السبيل الأمثل لحل المشاكل وتذليل الصعاب، جرّبوا ذلكم “باخلاص” فلن تندموا أبدا. مضى من الوقت أكثر من أربع سنوات على التغيير والإطاحة برمز الطغيان ولكن لزالنا يتهم الواحد منا الآخر في بيئة موبوءة عقلا وديناً، بيئة مناسبة لولادة كل أفّاق أثيم شاذّ إنفصالي صغير رويبضة أعمته مصالحه وما كان ليكون له إسمٌ ولا شأنٌ لولا هذه البيئة الغير سليمة التي نعيشها والتي أفسحت لكل أشباه الرجال أن يتصدروا المواقف وأن يقرروا مصير البلد في كثير من الأحيان وربما تقسيمه، عجبٌ أمرنا !!! يقاتل بعضنا بعضا قرابة الأربع سنوات ونفتخر بذلك !!! وعوضا عن عُلوّ صوت الحكمة بالأخص عند من يتصدرون المشهد السياسي وعند من نصّبوا أو نُصّبوا مشائخ للقبائل يعلوا صوت السلاح والجنون.

في كل يوم تقريبا نستيقظ على مأساة ومصيبة، مصائب من قائد إنقلاب عسكري جديد مدعوم ممن تربطهم مصالح جهوية وأبعد ما تكون عن الوطنية، وغيرهم، ولعل الإنتهاكات التي قام بها من قصف طرابلس وزوارة والجبل الغربي تؤكد العقلية التعيسة التي يتمتع بها القائد الأوحد الجديد !!! لقد بدأ القائد حربه بهدف محاربة الإرهاب ؟؟؟ في بنغازي وها هو الآن ينقل معركته إلى غرب ليبيا بنفس الحجة ؟ فعن أي إرهاب يتحدث هذا العسكري الذي أرهقته السنين في زوارة وطرابلس وغريان، نحن لا نريد حكم العسكر من جديد لقد جربنا الحكم المدني في عهد المملكة وكانت لنا تجربة مع حكم العسكر في عهد العقيد وبالرغم من تفاوت المدتين إلا أن الفرق كان لكل ذي بصيرة واضحا لصالح … نترك إجابته للمخلصين الذين عاصروا ولو لفترة قصيرة عهد المملكة أو اطلعوا على ما تبقى من الوثائق بجمعها وفي المقابل أغلبنا عاش عهد العسكر المتمثل في العقيد ؟ لقد صعّد العسكري القديم الجديد وأعوانه الوضع في شرق ليبيا، والمواجهة هي آخر سلاح عند العقلاء، فدمّر كثير من البيوت وقتل ما قتل وأشعل ورسّخ العداء لبعض فئات من المجتمع حتى تصاعدت أصواتُ نشاز لمرضى منادين بترحيل بعض السكان إلى مناطقهم التي جاؤوا منها مئات السنين خلت، فأي عقلية هذه ؟؟؟!!!

ما هكذا تحمل الأسفار يا من يريد حمل هم ليبيا وبنائها، ليبيا لا تبنى بالعداء لفئة أو مدينة بعينها لكنه الحقد الدفين والنفوس المريضة والبلد لن يبنيه أؤلئك، فالأوطان لا تُبنى بحقد وعداء ؟ ! لقد قدمت مدن أكثر من غيرها خيرة شبابها ولزالت من أجل الوطن لقد كانت شوكة عصية انكسرت عليها أحلام  أعداء الحرية، إنكسر على يديها حلم تقسيم ليبيا الذي أرادوه ويريدونه، ناصبوا العداء الأعمى الذي ليس له بصر يبصر به ولا بصيرة يعقل بها لكل محافظ ناجح من أبناء الوطن فردا كان أو مدينة. كلٌّ يخطئُ ويصيب لكنه التفاوت في ذلك وفق معايير متعددة يلتزم بها البعض فيعلو ولا يلتزم فينحدر، والتفاوت سنن من سنن الحياة، أفلا نعقل؟

إن ما يحل بالحوار والجوار لن يحل بغيره من قوة وتدمير وقتل وتشريد وترحيل، إن وصف مناطق ومدن كثيرة بالإرهاب هذا المصطلح الذي يدندن حوله من يعرف ومن لا يعرف خطأٌ كبير وقاتل في بناء الأوطان ؟!  إن نعت المخالفين لفكرك ومنهجك بالتطرف والإرهاب لهو الإرهاب بعينه، إن فرض الرأي والإتجاه الواحد ولو كان دينياًَّ واستخدام القوة وسيلة لتحقيق ذلك لن يجلب نفعا ولن يحقق هدفا ؟! إن استخدام الطيران والدبابات لدك بيوت الآمنين والإستقواء على شعبك بجيرانك لهو درب الفاشلين وطريقهم. ما يحل بالحوار لن يحل بغيره ولو اجتمعت معك الأمم بأسرها فلن يفلح العدو ما أتى. إن اعتراف المفسد بفساده وإفساده لهو شجاعة منه وتقديم وتقدير لمصلحة ليبيا وأساس لنجاح الحوار، فالإعتراف بالذنب فضيلة. إن الحوار سلاح ناجعٌ يقرّب ما أبعده الجاهلون ويصلح ما أفسده المبطلون،إن ليبيا للجميع. أفما آن الأوان لنبد الخلاف وتغليب مصلحة ليبيا والجلوس معا أم أن القصف والقتال أولى للبناء وأفضل؟؟؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

نوري الرزيقي

كاتب ليبي

اترك تعليقاً