شيوخ دين أم مقسموا مجتمعات مدمروا أوطان!!!!

شيوخ دين أم مقسموا مجتمعات مدمروا أوطان!!!!

يسعى جمهرة مشايخ الدين (لا نعمم هنا) لدينا وبكل ما أوتوا من قوة لجعل المعادلة كالتالي نحن = الإسلام !!! ونحن وغيرنا لم ولن نعترف لهم بذلك لأن ذلك غير جائز شرعاً وعقلاً ، ولأنه لو صح أن هؤلاء هم الإسلام فقل على الإسلام السلام.

طلب أبو حامد الغزالي ( الغزالي بعد توبته ) لمن كان يتساءل أن يكف عن تساؤله عن جدال المشايخ حوله ، مبرراً ذلك بأن المشايخ في زمنه لن يفهموا كلامه !!!! كنا نظن أن ذلك فيه قدر من الغرور والعُجب بالنفس .. ولكن بعد أمد اكتشفنا لماذا قال الغزالي ذلك ؟! لأن نسبة الذكاء والتفاعل العقلي لدى أغلب المشايخ منخفضة بشكل مرعب حقاً.

أغلب مشايخ الدين لدينا إما أنهم لم يكملوا دراستهم وثقافتهم ضحلة جداً ، أو أنهم أكملوها من الطريق الأدبي .. ومع احترامنا لكل من اتجه للثانويات الأدبية وما أشبهها كانوا من الأقل ذكاءً في المراحل الإعدادية .. فمن المعروف أن الأذكياء وذوو القدرة على الإبداع والابتكار يطرقون سبل الاتجاهات العلمية أو لديهم ميول علمية ، أم الأقل ذكاءً ومقدرة على الإبداع والابتكار فيفضلون الاتجاه الأدبي ومصابون بالتصحر تجاه أغلب العلوم.

ومشايخ الدين في بلدنا معظمهم من أحد الفريقين .. نسب الذكاء والإبداع لديهم منخفضة جداً ، ولذلك نجد صعوبة كبيرة جداً جداً في إفهامهم أشياء أو إيصال أفكار واضحة وبسيطة جداً.

طبعاً يجب قبل ان نبدأ في جوهر مقالتنا ان نبين أن حديث (العلماء ورثة الأنبياء) حديث ضعيف وانه ليس (مشايخ الدين) بالمعنى المتعارف عليه الآن هم ورثة الأنبياء !!!! وهذا لا يقلل من دور مشايخ الدين أبداً .. فيجب أن نعرف أن لمشايخ الدين دور بارز ومهم في بالمجتمعات من كافة النواحي المجتمعية .. ولكن بالتأكيد ليس كنوعية أغلب المشايخ الذين نشاهد اليوم … ونحن نقر ونعترف بأننا استفدنا أيما استفادة من عدد من المشايخ أخلاقياً ونفسياً وإنسانياً ، ولكن نكرر جملتنا لم يكونوا بنوعية هؤلاء .. فأين كمحمد الغزالي رحمة الله عليه؟! أو حتى نصفه؟ أين كابن رشد؟!

الحمد لله أن كتاب ربنا موجود محفوظ لم يلحقه تحريف أو لعب سياسي أو مذهبي أو مهني !!! بماذا امتدح الله تعالى أنبيائه ، بالرحمة بالأخلاق بالعدل . في كم آية امتدح الله أنبيائه بالعلم ؟ !! بالعكس يبين لنا القرآن في قصة الخضر أن العلم ليس مرتبطاً بالنبوة والرسالة ، فالنبي والرسول يوحى إليهما .. بل مرتبطة بالمبادئ الربانية من عدل ورحمة ومكارم أخلاق …

كما أن الفكرة التي يصر عليها دعاة الفتن وخراب الأوطان فكرة علمانية ( بالمعنى اليعقوبي الأتاتوركي لفكرة العلمانية ) !!!!! استغربت …لا تستغرب . فالإسلام نظام حياة وليس كتاب فقه أو حديث أو فلسلفه أو فلك فقط … صحيح أن الإسلام يتقاطع ويتضمن كل ذلك ، ولكن يجب أن نضع نصب أعيننا أن الإسلام أشمل وأوسع من كل ذلك ، فلكي تكون عالم إسلامي بالمعنى الدقيق ليس أمراً سهلا ً. لتكون كذلك يجب أن تكون على إطلاع جيد بكل تلك العلوم ، وهذا يتطلب منك أن تكون استثنائياً في القراءة !!وجميعنا يعلم مشايخ الدين لدينا ومقدار اطلاعهم على العلوم !!!! ( شيء مؤسف ومخجل ) . كما يتطلب ذلك ان تكون موضوعياً وأن تنطلق من جوهر رسالة الإسلام ( الإنسان ) ( الإنسانية ) فبقدر اطلاعك الواسع على كافة أنواع العلوم والمعارف والثقافات وارتفاع معدلات إنسانيتك بقدر ازدياد إسلامك وإدراكك لجوهر الإسلام …

ولنأخذ مثالاً لذلك . أبو حامد الغزالي رحمة الله عليه . أبو حامد كان على إطلاع واسع بعديد العلوم كالمنطق والفقه وعلم الكلام والفلسفة وكان يمتلك من الذكاء والفطنة قدراً عجيباً ؛ لذلك لُقب ( بحجة الإسلام ) …فهنا الغزالي وارث للأنبياء بلا منازع ( وفقاً للمعيار المشائخي المعتل ) … ولكن أبو حامد الغزالي ( الاول ) لم يكن وارثاً للأنبياء ، فقد أفتقد جوهر الإسلام ( الإنسانية ) .

فيعترف رحمة الله عليه أن أشهر مراحل حياته و الكتب المتداولة له الآن كفضائح الباطنية وتهافت الفلاسفة وغيرها والتي من أجلها لقب بهذا اللقب لم تكن من أجل الإسلام !!!! يقر بأن كل ما فعله لم يكن من أجل الدين بل من أجل نفسه وكبرها وعلوها والسلطة والمذهب ومن أجل تعويض ما تعرض له في صباه !!!!!!! تخيل ( حجة الإسلام ) نفسه يتبرأ من ذلك المسمى حجة الإسلام !!!! ولكن متى صار الغزالي من ورثة الأنبياء ؟!! عندما قرر ترك كل ذلك واعتزل ورجع إلى إنسانيته .. إلى الروح إلى جوهر الإسلام (الإنسان ) بعد رحلة صعبة عاشها الغزالي !!!!!الغريب والعجيب والذي يثبت كلامنا أن المرضي عنه لدى دعاة الفتن وخراب الأوطان هو الغزالي الأول !!!! .
وللاطلاع على جانب من ورثة الأنبياء نرجوا الاطلاع على المقال التالي.

هل دعاة الفتن وخراب الأوطان ورثة الانبياء ؟!!! ورثته صلى الله عليه وآله وسلم ؟!! حاشاه رحمة ربي المهدأة للعالمين أن يكون هؤلاء ورثته !!! انظر كيف وحد وألف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين منطقة بين أهلها من القتال والثارات والأحقاد ما يحتاج مئات المجلدات لسردها !!! في حين أنظر ماذا فعل دعاة الفتن وخراب الأوطان في بلاد منسجمة دينياً مذهبياً وعرقياً واجتماعياً على مر التاريخ الإسلامي !!!

ثم أنه صلى الله عليه وآله وسلم يكن نبيا ورسولاً أولا . بل كان ذو مكارم أخلاق وحكمة ومصلح بين الناس واقف ضد الظلم عطوف رفيق حنون كريم جواد وفي ذو مرؤة ونخوة، متفكر في حال أهله وبلده ، فجاءت النبوة والرسالة فكملت ذاك ..

صحيح أن بعض تصرفات وأقوال عديد مشايخ الدين سببه نفسي!!! فلا شك أن العديد ممن يمتهنون مهنة ( شيخ دين ) وهم من أجهل الناس بجواهر الإسلام ، رسالة عالمية إنسانية رحموتية تدور مع مصالح العباد ، يعانون قبل أن يمتهنوا هذه المهنة من إشكالات نفسية تعود في مجملها لمستواهم الدراسي ، أو حالتهم المادية ، أو مستوى ذكائهم أو حياة أسرية معقدة ، أو إشكالات نفسية أخرى كالعصبية وحب السيطرة وانخفاض معدلات الإنسانية والرحمة ، بل غياب مفهوم الإنسانية من أساسه … غير ذلك ..

فإذا ما أضفنا إلى ذلك الجانب الفكري ، تكون النتيجة ما تشاهدون !!!! والجانب الفكري مهم جداً وله دور رئيسي في ذلك . سيسأل البعض ، وما هو ؟ تعالوا لنحاول الإضاءة على هذا الجانب.

سألنا احد المشايخ: لدينا في علاقات الدول مع بعضها البعض ثلاث علاقات : دولة صديقة ، ودولة حليفة ، ودولة عدوة . وصفة العداء أو العداوة يترتب عليها نتائج قانونية واجتماعية كإسقاط الجنسية والعقوبات جنائية التي تترتب على زيارتها أو التعامل معها والنظر لمن يفعل ذلك بعين الخيانة . قال نعم . فأعقبنا بقولنا أن علاقات الدولة بالدولة تحددها الدولة ذاتها ، فلا يمكن لأحد أفراد الشعب ولو كان يمتهن مهنة كمحامي أو قاضي أو صيدلي أو شيخ دين أن يحدد ما هي الدولة الصديقة أو العدوة ؟ لأنه ليس طرفاً في العلاقة. قال صحيح !!! قلنا فما بالكم تحرضون الناس ليل نهار بأن بريطانيا وفرنسا وكل أوروبا تقريباً أعدائنا ، والدولة الليبية صديقة لها بل وصلت إبان الثورة وعقبها حد التحالف!!!

أجابني لأنهم أعداء للدين ويحاربون الإسلام !!! وهذا يبين أن الشيخ لا يعترف بالدولة وما تقره في ذلك !!! فكأننا أمام دولتين في دولة واحدة !!! كلٌ لها أعداءها وأصدقائها .. فقلنا له لو قلت لنا ذلك عن دول أوربا الوسطى لأقنعتنا حيث لا مسجد ولا يسمح لأي شيء ذو مظهر إسلامي بالظهور !!! ولكن إذا كانت بريطانيا تحارب الإسلام ( الآن في وقتنا هذا ) فالأحرى بها أن تحاربه في بلادها فتمنع المساجد وتحارب اللحية والسواك ( طبعاً العدل والحرية والمساواة ليست من اهتمامات الشيخ ولا يعدها من أساسيات الإسلام لذلك لم نشأ ذكرها ) … وقد زرنا بريطانيا قبل الثورة فوجدنا ما يتمتع به المسلمون من جميع فرق المسلمين ومذاهبهم من حرية دينية أكثر مما يتمتع به في ما يسمى الدول الإسلامية!!!!!

وهناك نقطة أخرى مهمة … وهي إذا كانت هذه الدول كما وصفت عدوة كاسرائيل !!!فأي شخص يزورها أو يقيم بها أو يتعامل معها خائن !!!( هكذا هي الأمور ) !!! لم يعقب الشيخ على هذه الجزئية … نحن نعترف أنه كان أذكي مما تصورنا ؛ لأنه أدرك إلى ماذا نريد أن نصل به …

يجب أن نحدد مفهوم الدولة لدى دعاة الفتن وخراب الأوطان .. لأن تحديد ذلك سيكشف النقاب عن حيثيات قولهم وفعلهم اللامنطقي في نظر البعض ..

دعاة الفتن وخراب الأوطان لا يقيمون أي وزن للدولة !! لماذا ؟ لأنها في نظرهم وسيلة لغايات لهم !!! نعم فهم يرون أنفسهم فوق الدولة والمرجعية لها . لا يقولونها صريحة (هكذا نحن) .. ولكن ينمقونها بجمل تؤدي حتماً إلى هذا المعنى ومنها أن العلماء ورثة الأنبياء وأنهم الموقعون عن رب العالمين (والعياذ بالله) ..

ألم يتناهى لمسامعكم عبارة أن الشريعة الإسلامية فوق الدستور !!!!من ناحية قانونية الدستور ليس ذو طبيعة منشأة في المبادئ والقيم !! فالعدل والحرية والكرامة والمساواة وغير ذلك لا نقول فوق الدستور بالمصطلح القانوني بل هي أسبق في الوجود عن الدستور … وكذا الإسلام !!! ولكن ليس ذلك ما يقصدون .. هم يقصدون بذلك أننا نحن = الإسلام ونوقع عن رب العالمين ( والعياذ بالله ) وبمأ أن الإسلام فوق الدستور ، أي فوق الدولة وما فيها وما عليها !! إذن نحن الحكام الفعليون ولا قيمة لكم لا لأنتم ولا دولتكم ولا برلمانكم و قوانينكم ولا قضاءكم !!! لا بل ولا دستوركم !!! نحن فقط !!

نحن فقط …لا وجود لا لضمير مستتر أو ظاهر معهم …. نحن فقط …..ما نقوله نحن قانون ، وما نصدح به الحق وما نرومه هو السداد والسؤدد ، صمتنا حكمة وصراخنا غضب الهي على رؤوسكم … يقولون لكم بكل صراحة نحن لسنا الدولة ولسنا الناطقين باسم الدستور !!!! لا أبداً ، نحن فوق هذا المسمى دولة وفوق هذا المسمى دستور ، نحن ننطق عن الله مباشرةً !!!! كل هذا المسمى دولة ودستور لا قيمة له في نظرنا الا بقدر ما يحقق أهدافنا !!!!! لأن الأهداف ربانية والمنفذ وكيل عن الرب عز وجل .

ولكن يا سبحان الله ، حتى الله عز وجل يناقش عباده المذنبين يوم القيامة ويأتي لهم بالأدلة والبراهين حتى يقروا بأخطائهم … ولكن هؤلاء المتألهون في الأرض لا يقبلون حتى النقاش .. ما يقولون به حكم بات وما على الدولة والدهماء والإبل ( كما يشبهون الناس في خطب الجمعة وفق لقول منسوب للحسن البصري رحمة الله عليه ) ألا أن ن يقولوا سمعنا وأطعنا ….

فلا تستغربوا ما يفعله شبابنا المتحمس لدينه بما يحرضه به هؤلاء !!! هذه هي عقيدتهم وما يرومونه !!!ولو فعلوا العكس لاستغربنا وتعجبنا . فهذا طافح و ثاوي في كتبهم وأدبياتهم ، ولكن لأن الناس في الأغلب ينطوون على سرائر ( طيبة ) لا يتفطنون لذلك …

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً