صباح الخير مدرستي

صباح الخير مدرستي

كثيرون يتذكرون أن الدراسة في تلك السنوات البعيدة لم تكن تحتاج إلى كتب ومقررات ودفاتر كثيرة، بل فقط إلى كراس من فئة خمسين ورقة” حساب أو أملاء” مسفر بالسفر الازرق او الاحمر من محل (عوض كشلك) وقلم فيه محاية، وبراية والوان لوح ومسطرة، والحبر كان يوزع علىينا في محبرة توجد في مقدمة البنك الخشبي، وكتب المنهج توزع علينا مجانا مطبوعة على حساب وزارة المعارف رغم قلة امكانياتها، والمدرسة قريبة من حوشنا لا تبعد الا بثلاث شوارع ( البزار وقصر حمد والرعيض)، وهي عبارة عن حوش عربي كبير فيه ست حجرات اربعة تستخدم كفصول وحجرة للناظر والادارة وحجرة للمدرسين، وكان هناك فناء او وسط حوش كبير تدخله الشمس من كل مكان.

كان يتوفر لنا فطور يومي مكون من الخبز والتن الليبي والحلوة الشامية، وفي مرات كثيرة يوزع علينا حليب المثلثات وكاكاوية.

وكان اهتمام واضح بصحة التلميذ، عن طريق حملات التطعيم ضد الامراض او ماكان يعرف بـ( الحجيمة) وهو طابع على الكتف الايسر مازالت اثاره باقية عند الكثير منا رغم مرور سنوات طويلة، وكان هناك تفتيش على المظهر الخارجي من ملابس وشعر واظافر غير مقصوصة.

كنا نرتدي في المدرسة زيا موحدا، هو” القرينبولي” وهي كلمة ايطالية، وكان المدرس يحظى بالاحترام والتقدير،وكان هناك مفتشين من الوزارة يمرون على المدارس والفصول ويتابعون اداء المدرسين ومستوى التلاميذ.

كان المنهج الدراسي المقرر علينا بما فيه من مطالعة ..وحساب، ومحفوظات، واناشيد ونصوص، وقراءة، وقصص، تدعو الى التفكير والابداع وتنمي العقل، والنفس..كان منهجا ، جميلا، ممتعا، سلسا.

كان التلاميذ مختلفين من حيث الاصول الاجتماعية، لكن غالبيتهم كانوا من الشرائح المتوسطة والفقيرة، ابناء تجار وموظفين وعمال وحتى وزراء، لكن رغم لم تكن هناك اية فروق تذكر، الكل يتعلم بنفس الطريقة ويأكل نفس وجبة الفطور، ويلبس نفس الزي الموحد، ويتم التعامل معه من قبل ادارة المدرسة دون تفرقة او تمييز.

المدرسة الى جانب انها كانت مكان لتلقي العلم كانت كذلك مكانا للقاء والتعارف وتكوين صداقات عميقة دائمة.

انها المدرسة التي كنا نغني لها كل صباح.

صباح الخير مدرستي…صباح الخير والنور

اليك اشتقت في امسي…فزاد اليوم تبكيري

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً