ضياع وطن

ضياع وطن

ليس هناك ما يتداوله الليبيون في مجالس العزاء ( السهرية) وفي مرابيعهم، مع الشاهي والقهوة، سوي الحديث عن تردي احوال البلاد ، واخر اخبار التفجيرات ، والاغتيالات، وانعدام الخدمات والمقومات المعيشية الأساسية التي يحتاجها الإنسان لكي يعيش بكرامة وشرف.

كل من التقيته من أبناء الوطن المخلصين ، يتوق لرؤيته معافى ، ويتمنى لشعبه أن يعيش بأمن وأمان بعيدا ً عن الموت الذي يحلق في شوارعه، كالصقر يبحث مع كل يوم عن فريسة جديدة ينقض عليها.

من المسؤول عن ضياع وطن نراه يتبخر ويفلت من بين أيدينا ويكاد يصبح مجرد أمنيات بعيدة المنال . وطن يسع الجميع ، له تاريخ عريق، ضحى من اجل استقلاله قرابة المليون ، فيه نخيل وزيتون وغابات وصحارى، وثروات تكفى وتزيد، فيه قبور شهدائنا ، وقصص وذكريات وايام جميلة عشناها.

المسؤول في اعتقادي هو تغليب المصالح السياسية والشخصية الضيقة على مصلحة الوطن والمواطن ، وسعي كل طرف من الاطراف لفرض النظام الذي يخدم مصالحه، دون النظر الى ما يريده المواطن العادي.

هذا يريد فرض النظام الفيدرالي، وذاك يتشبت بالمركزية، والاخر يعلن بأن هدفه هو الحكم بشرع الله بينما يهدف في الواقع تدمير الدولة بالكامل وإقامة إمارات إسلامية في المنطقة، ومجموعات أخرى مازالت تحلم بالعودة الى كانت عليه الحال قبل 17 فبراير.

ومع انتشار فوضى السلاح والمليشيات والعصابات المسلحة، وغياب جهاز امني يفرض سيطرته على كل البلاد، تصبح البلاد في كف عفريت مهددة في وحدتها واستقرارها.

اذا استمر هذا الحال من فوضى السلاح والصراع والتكالب على السلطة ،وتبديد الثروة والاستهانة بأرواح العباد ، سيتبخر هذا الوطن ويصبح حلم الليبيين ببناء وطن ديمقراطي ناهض حلما مستحيلا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً