الإرهابى… من يكون؟

الإرهابى… من يكون؟

في حضن الإرهاب لا يعود  للحرية وللسلام، والتعاون والتنوّع مكان. ويصبح الآخر هو كلّ من لا يبابع أميرهم أو يخضع لقوانين وأحكام دولة الخلافة التي يزعم,ن بأنهم يسعون  لأقامتها.

باسم الدين يرتكب «خوارج» هذا العصر الفظاعات، وباسم “المعتقد” يريدون للعالم أن يعود  القهقري الى مرحلة ما قبل نشؤ الحضارات ونزول الديانات السماوية.. الى ظلمة كهوف الجهل، حيث لا فكر، ولا علم، ولا وعي، ولا حضارة، ولا إنسانيّة، ولا ضمير بل وحشيّة مطلقة.

ما ينبغي للناس أن يفهموه هو أنّ الإرهاب التكفيري لا يعترف إلا بمن كان مطابقاً له. وأنّ كلّ من لا يتطابق معه بالكامل دمه مهدور ويحلّ قتله وفق عقولهم  السقيمة ونفسياتم المريضة.

لكن هناك سؤال يشغل بالنا جميعا خاصة من يهتمون بالشان العام، وهو لماذا وكيف يصبح المرء ارهابيا؟ يقتل ويفجر الناس ويفجر نفسه، يلبس الحزام الناسف لقتل اكثر عدد من الناس الابرياء، الذين لاتربطهم به ادنى علاقة ، يذبح بدون ان يرف له جفن، يزرع القنابل ويضع السيارات المفخفخة امام المساجد وفي الاسواق.

يزعم الكثيرون ان الذي دفع ويدفع الالاف من الشباب المسلمين الى قتل انفسهم هو البحث عن اقصر طريق يوصلهم الى الجنة والفوز بالحور العين، وحتى اذا افترضنا ان هذا الزعم  صحيحا لابد ان يكون هناك سبب اخر يدفعهم  الى قتل انفسهم اضافة الى السبب السابق.

في اعتقادي ان  من الشروط التي يجب ان تتوفر في الشخص ليصبح  أرهابيا اصيلا هو ان يكون انسانا معذبا يكره نفسه التي يعتقد انها فسدت ولا يمكن اصلاحها ويبحث عن حالة عتق من هذه النفس ومن الاخر الذي اقنعه من قاموا بتجنيده انهم سبب عذاباته. فهو  هارب  من الحياة، متشبع بثقافة الموت التي يرددها على مسامعه شيوخ المساجد التكفيريين صبح مساء.

ويتبني بعض علماء النفس الذين قدموا تفسيرات لظاهرة الارهاب والارهابيين القول بأن هؤلاء  الأشخاص يعانون من احباطات نفسية ومعنوية وعدم تكيف مع المجتمع والمحيط بهم وان انحيازهم لثقافة التطرف والعنف ياتي تعبيرا عن اجهاض نفسي يعيشونه.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً