علي زيدان وخروجه … هل يعتبر شريك فيما حصل ويحصل في ليبيا

علي زيدان وخروجه … هل يعتبر شريك فيما حصل ويحصل في ليبيا

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

صادف يوم امس ذكري تدمير رتل القذافي والذي كان يريد قمع الثورة بمدينة بنغازي وباقي مدن الشرق الليبي بعد ما اجتاح إجدابيا. لقد وقف لهذا الرتل وعلي مشارف بنغازي الكثير من الرجال واجبروه على التراجع حتي صار لقمت صائغة لقوات الناتو والتي دمرته بالكامل. خرج من خرج وهرب من هرب ولكن الشرفاء ممن التحموا بالثورة استمروا وبقوة وخاصة أن العالم يدعم ثورة الشعب الليبي. لقد التحم بها الشرفاء مند البداية وتأسس المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي واستمر النضال مع الشعب الليبي إلي أن قتل القذافي يوم 20 أكتوبر 2011م واعلن التحرير الكامل لليبي يوم 23 أكتوبر 2011م. لقد جاءت جماعة الإسلام السياسي متأخرة جدا وبعد نهاية مايو 2011م وحتي مجموعتهم بالمكتب التنفيذي لم تلتحق بالمكتب التنفيذي ألا بعد نهاية شهر مايو والبر عصي أتي في نهاية شهر يونيو. أي بعد ما أعطيت لهم التعليمات للالتحاق بركب الثوار حتي لا تضيع عليهم الفرصة والتفوا علي المستشار مصطفي عبد الجليل وجعلوه لعبة في ايديهم لتمرير ما يريدونه تحت غطاء الدين والشريعة. الأستاذ علي زيدان كان مند البداية في الثورة وكان على اتصال بمحمود جبريل وبعدها كان متواجد طوال الوقت خارج ليبيا وعلي اتصال بعدة مجموعات. ماذا عمل وما هو دوره في الثورة، اجعله له لكي يقوله للشعب الليبي يوما ما أن شاء الله. جأوا بالأستاذ علي زيدان بعد ما سحبوا الثقة عن حكومة مصطفي ابوشاقور نتيجة عدم تلبية طالبتهم – أي جماعة الإسلام السياسي ومن رشحوا له حتي لا ينجح جبريل هم من أطاحوا به. الأستاذ علي زيدان قال بأن أشخاص دفعوا به، وليس حزب تحالف القوى الوطنية. لقد كنا استبشرنا خيرا وخاصة أن لديه بعض الحزم والخبرة السياسية. صحيح أنه لم يشتغل مع فريق أداري في حياته وطيلة 30 سنة خارج ليبيا. أي ليس له الروح القيادية وستكون عنده صعوبة في اختيار القرار الصحيح وتنفيذه أذا لم يختار مستشاريه وبعناية وخاصة السياسيين منهم.
بعد ثلاث اشهر من توليه رئاسة الوزراء اتضح أنه يتكلم ويعَد ولكن ليس لديه القدرة على التنفيذ وليس لديه من ينفذ. اختار مساعديه ومن أمثال عبد السلام القاضي والذي لا يملك أي نوع من الخبرة وليس له دراية بالسياسة ولا يملك القدرات القيادية لأي فريق. لقد قالها لي عندما اجتمعنا به وخاصة هو مسؤول عن ملف الصحة وقال أنه لا يفقه في هذا المجال ويريد أن تكون ل له لجنة استشارية معه وطلب تكوينها ولم يطبقها. كذلك البرعصي وهو صنيعة الأخوان والصديق كريم والذي لم يتوقعه احد لهذا المنصب. كذلك قام السيد على زيدان باختيار مستشاريه من أمثال عبد المجيد سيف النصر ومحمد عقيل واخرون. جعلهم جميعا من الجنوب ومن أهلة والمقربين منه. أم الوزراء فهي محاصصة للمناطق والأخوان والتحالف وجبهة الإنقاذ والعائلة. لم يعير اهتماما للكفاءة ألا القليل من الوزراء ولم يعير للخبرة ألآ لبعض الوزراء وخاصة في الثقافة والأعلام والاتصالات والمالية..

بعد 6 اشهر اتضح أن الأستاذ علي زيدان قد ادخل ليبيا في نفق مظلم لا خروج منه وانبطح للابتزازات من مختلف الجماعات المسلحة والمناطق مثل الزنتان ومصراته وبنغازي واغدق عليهم بالمال والمناصب في سبيل بقائه في الكرسي. كما قرب منه مجموعة من أعضاء المؤتمر الوطني وجعلهم في يده وهم عيونه وأذانيه داخل المؤتمر وما يحاك من مؤمرات. خرج واتهم الأخوان بأنهم وراء مشاكل ليبيا ولم يعير اهتمام لباقي الأحزاب واستمر تعاونه مع الجماعات المسلحة فقط حتي يضمن الحماية لنفسه اكثر من غيره. تعرض للخطف وكذلك التوقيع بقوة السلاح على بعض الأموال والمشاريع والتعينات. كل يوم يقوم باتهام جزء معين من القوى السياسية. أبعد كل من لهم سيط وحضور شعبي داخل ليبيا بأن همشهم وفي بعض الأحيان طردهم . لقد بداء يلعب في لعبة الثعلب الماكر مع كل النخب السياسية حتي لا يصعد احد ويأخذ مكانه. تعلم المراوغة وبداء يطبق ما هو مكتوب في الكتب السياسية من خبت سياسي دون أن يحسب العواقب. حاول أن يستلطف بعض من أعدائه ولكنه خلق أعداء اخرون له. من كانوا بالأمس أصدقائه وقريبين منه وهو قريب منهم ايامات الثورة وكان يتردد عليهم يوميا بمكاتبهم وخاصة بعد تحرير طرابلس، تنكر لهم وحاول أقصائهم من كل شيء إلي أن وصلت به درجة اتهامهم بأنهم اشد الأعداء له بعد الأخوان. أبعاد الخصوم السياسيين كان همه الوحيد وكل ما تكون هنالك كبوة له يرجيها لهم ويقول هم السبب

أسباب أخفاقات الأستاذ علي زيدان في الخروج بليبيا من هذه الفوضي ولو بشيء بسيط هي:

1- طريقته في التعامل مع أصدقائه وزملائه ايامات الثورة ومحاولة أقصائهم واستبعادهم من المشهد السياسي الليبي

2- اختياره الخاطي لبعض معاونيه ووزرائه وخاصة في مجال الكفاءة والخبرة الإدارية والسياسية والقيادية

3- اعتماده على مستشارين غير كفائين وتنقصهم الخبرة السياسية والقيادية

4- عدم قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة والتي تهم مصلحة ليبيا أولا

5- عدم قدرته على قراءة المشهد السياسي وضياع فرص كثيرة لأتخاد قرارات شجاعة تعزز من موقفه وتجعل الشعب يسانده في التصدي لمجموعة الإسلام السياسي وتحالف القوى الوطنية

6- عدم أظهار الحقائق أولا بأول والتحجج بأمن الوطن والمواطن.. مثال عدم وجود جيش وشرطة والذي اخفق فيهم ولم يقل الحقيقة

7- لم يستطيع عمل أي شيء في ملف الأمن ولم يقل الحقيقة للشعب الليبي عن هذا الملف

8- الفساد المالي والذي يسري في كل وزارة وربما يعرفه أو لا يعرفه فهو مسؤول عليه وأمام القضاء يجب مسائلته

9- صرفت ميزانية 2013م ولم يظهر على ارض الواقع أي شيء إلي حين كتابة هذه الأسطر

10- محاولته المستمرة بأنه مسيطر على الوضع ولكن الشعب يعرف ضعفه وعدم قدرته على أدارة البلاد وأن عليه الرحيل

11- عدم قدرته على العمل مع المؤتمر الوطني وأصبحت قرارته لا تنفذ واخدت الكثير من صلاحياته ولم يستطع إيقافهم

12- أوهم العالم والقوى المساندة للثورة من خارج ليبيا بأنه هو الرجل المناسب لهذه المرحلة ولكن على ارض الواقع لم يكن كذلك وعندما رحل لم يقولوا شيء بل وصوفوا ليبيا بالدولة الفاشلة بعد 6 اشهر من توليه رئاسة الوزراء

 

لقد قام السيد على زيدان بعدة أشياء أيحابيه في ليبيا ومنها أرجاع بعض رموز النظام وتصديه للأخوان المسلمين وعلانية وكذلك ليبيا ما زالت دولة واحدة رغم أنه هو من وضعها على سكة التقسيم والذي ينادي به أهل شرق ليبيا وبقوة هذه الأيام نتيجة أفعاله وأفعال السيد الكيب والمجلس الانتقالي المؤقت. لقد كان بارع في المراوغة ويشهد له بأنه صمد كثيرا رغم الإهانات والخطف والتهديد ولم يستجب لأحد وقالها أنه احسن رجل هو وحكومته لهذه المرحلة. لقد تمت أقالته في ظروف صعبة وغير قانونية وفضل الخروج من ليبيا وبأسرع وقت خوفا علي حياته ومستقبل أسرته. لقد كتب على نفسه الزوال ودمر بعض من رصيده النضالي ولكنه دخل التاريخ وكما أرادها هو بأنه رئيس وزراء معين من مؤتمر وطني منتخب في ليبيا وهي أول تجربة لليبيا. نحن لا نتوقعه أن لديه عصي سحرية لإصلاح دمار 42 سنة ولكنه أخطاء في اختياراته نتيجة ضغوطات أو نتيجة اتفاقات أو نتيجة ضعف. هذا كله يعرفه هو بنفسه . لقد خرج في مقابلة تلفزيونية بعد أقالته وخروجه من ليبيا وقال أن سبب فشله هو المؤتمر الوطني العام والذي لم يعير اهتماما له وسخَر منه كثيرا وخاصة المفتي والأخوان وكتلة الوفاء وجبهة الإنقاذ. قال التحالف يريدون أن يسيروني وهو لا يرضي. لم يعترف بأنه هو جزء من المشكلة . لقد كان السيد علي زيدان في السلطة ولمدة 14 شهر ومع المؤتمر ومع الجميع. لقد ساندهم في كل شيء ورضخ لطلباتهم وتهديداتهم. لقد اشتغل معهم مند اليوم الأول ويعرف أنهم غير قادرين. لقد خرج الآن وقال هم السبب في فشل حكومته وكل الإخفاقات هي نتيجة وقوف المؤتمر ضد كل أهدافه واولوياته واستراتيجياته. لماذا السيد علي زيدان لم يقل هذا للشعب الليبي ايامات كان برئاسة الوزارة وخاصة بعد 6 اشهر من توليه رئاسة الوزراء. أنه مسؤول عن كل ما حدث بليبيا من أهدار المال العام وعدم الاستقرار وانفلات الأمن واستباحت حدود وتراب ليبيا. مسؤول مسؤولية تامة عن كل الاغتيالات والقتل ببنغازي ودرنه وسبها وطرابلس. أنه هو المسؤول المباشر عن ملف حقوق الإنسان في ليبيا وعن تدهور الحالة الصحية والاجتماعية لليبيين والليبيات. بحكم موقعه ووجوده على قمة صنع القرار، لم يقم بحماية الليبيين والليبيات من الإرهابين ولم يحمي مكانة وشرف ليبيا عندما انتهكت من قبل التشاديين والمصريين والأمريكان. اصبح يتجول بين دول العالم ويحاول أن يقول لهم أنا الأنسب وأنه رجل المرحلة ونسي أنه من سبب أن تسمي ليبيا الدولة الفاشلة في صحف الأوروبيين والعالم اجمع. أصبحت ليبيا في نظر العالم، دولة مارقة يتحكم فيها مجموعة من المجرمين والمتشددين والهاربين من العدالة في مواطنهم. هكذا هي ليبيا يأستاذ علي زيدان وأنك لن تستطيع أرجاع كرامة اللبيين والليبيات بعد ما لطخت بها أفعال هؤلاء وانت تعرفهم وتؤيدهم في بعض الأحيان بل جعلت منهم مستشاريك ومعاونيك ومن يقومون بحمايتك. التاريخ سيحكم على هذه الحقبة ونحن قد حكمنا ونتمنى أن يأتي يوم ونسمع الحقيقة كاملة من جميع الأطراف. ما نقوم به هو اجتهاد لأبداء الرأي فقط وليس طعن في شخص وأنما طعن في الأداء وطريقة التنفيذ لبعض المسؤولين بليبيا ونحن نحترمهم ونقدر شجاعتهم في قبول المناصب في هذه المرحلة الصعبة ولكنهم لم يستمعوا لنصائح الآخرين.. الجميع يخطي ولكن الخطاء في حق الوطن لا يمكن أن يغفر وخاصة الآن ليبيا ضاعت وأصبحت دولة فاشلة ومهددة بالتقسيم والحرب وأنها ستكون لبنان وعراق وصومال اخز كما يريدها الغرب ومن ساعدونا للتخلص من القذافي ورتله يوم 19 مارس 2011م.

ليبيا ستبقي حرة بعون الله

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

اترك تعليقاً