كفرنا بشهداء تشاد وسجناء بوسليم

كفرنا بشهداء تشاد وسجناء بوسليم

قارنا بين ما فعله ساركوزي عام 2010 بالنسبة لقانون التقاعد وما فعله وينتوي فعله المجلس الانتقالي بخصوص السجناء السياسيين وشهداء تشاد وإن كان لنا رأي حول تسميتهم بالشهداء. ماذا نستخلص؟

عندما يشعر أي مسؤول بانعدام شرعيته أو نقصها أو الشك فيها يسعى إلى رشوة الشعب أو قطاعات منه.

تابعنا حديث المستشار عن تعويض شهداء حرب تشاد. واستغربنا أشد الاستغراب . وكم نستغرب أكثر عندما نسمع حديث بعض أهالي أولئك من قتلى ومفقودين في تشاد عن رغبتهم في الحصول على التعويض. ربما لا يعلم العديد ومن بينهم سيادة المستشار أنهم تحصلوا على قروض ميسرة أكثر من مرة وسيارات ب 500 دينار ومرتبات لذويهم مدى الحياة مع كل العلاوات والترقيات!! وإذا أردنا أن نجمع كل ذلك لخرجنا بمبالغ خيالية على مدى عشرات السنين بالإضافة إلى مزايا أخرى من تخفيضات في الرسوم والمصاريف في أكثر من مصلحة حكومية. فهل هؤلاء صادقون عندما يتحدثون عن تعويضات؟ هل يسعى المستشار والمجلس الانتقالي لتعويضهم مرتين!!!!

وقبل ذلك وبعده السجناء السياسيين !!! لقد أصبحت ليبيا بقرة حلوب لهؤلاء من ظنهم البعض مناضلين تعرضوا لما تعرضوا لأجل ليبيا فإذا هم أشبه بالمرتزقة يريدون ثمناً لبلدهم وطريقاً سريعاً للغناء ألا ساء ما يفعلون. ومنهم إسلاميين يريدون ثمناً لجهادهم كما يدعيون. للأسف كنا قبل وبعد على يقين وثقة بأن قلة ممن ذهبوا للسجون واستشهدوا أو رجعوا فعلوا ذلك لأجل ليبيا والليبيين بدون ثمن أما الآخرين فقد وجودوا خطأً في المكان الخطأ أو بسبب معلومات خاطئة. وهؤلاء هم من يسعون للاستفادة من ليبيا ونهبها أكثر فأكثر ، ويخرجون عليك بعدها بكل صفاقة كمناضلين بعناوين جمعيات ليس لها من أسمها الا اللهث وراء المال.

قبل ذلك ذهب الآلاف ( ممن يسمون بالثوار ) من قادة وقادة ميدانين وحكماء وأعيان ومناضلين وشعراء إلى قطر لهثاً وراء المال وتحصلوا من خلال ارتزاقهم المثير للإعجاب على عشرات الألوف من الدولارات على حساب ودماء الحاجة إلى شخصيات يختارها الشعب الليبي لوقف هذا الارتزاق والاستنزاف للخزانة الليبية على حساب الليبيين. وليقنع أولئك المرتزقة أن هذا ليس الطريق السوي لنهضة ليبيا ورفاهية الليبيين. ألا يحق للشعب الليبي أن يستعيد منهم ما تحصلوا عليه من أموال الارتزاق تلك على حساب الليبيين ودمائهم وأطرافهم ومعاناتهم؟

هل يحق لمن تضرر التعويض عن ضرره ؟ بالتأكيد . ولكن مع هذه الثورة المباركة وما عاناه كل الشعب الليبي ألا يستحي أولئك المرتزقة المتاجرين بدماء و أنات وآهات وألالام الشعب الليبي طوال تلك الثورة . إذا أردنا أن نقبض ثمناً عن بلدنا فيجب تعويض حتى المرأة الحامل التي سقط جنينها خلال هذه الثورة وبسببها . تعويض كل الشعب الليبي تقريباً.

يجب على الشعب الليبي أن يقف وقفة جادة ضد هؤلاء المرتزقة وثقافتهم ، فهم ينهبون أموالهم ويجرفون خزينتهم هم. يجب أن نبدأ صفحة جديدة ، نبني فيها ليبيا ، التي نسعى قوتها من أجل مصلحتنا نحن ، لا نضحي فيها بليبيا من أجل مصالح فئة تربت واستمرأت الارتزاق. دولة تسعى لرفعة الليبيين ورفاههم بخطط اقتصادية وتنموية تضمن لكل الليبيين فرص متساوية. دون تمييز ولا تفريق. يكون فيه التمايز لمن يعمل ويبذل ويبدع ويجتهد ويبني ويحمي ليبيا من هذه العقليات.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً