كيفية انجاح الانتخابات – الجزء الثاني

كيفية انجاح الانتخابات – الجزء الثاني

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

لقد تحدث في المقالة السابقة عن بعض المظاهر والتي ادت الي تدهور الحالة الأمنية وعدم الاستقرار لربوع ليبيا وكذلك ظهور أشباه الثوار رغم ان اغلبية الشعب الليبي ثار علي القذافي. كذلك تخلي الدول الصديقة والتي ساهمت مساهمة فعالة لقلع الطاغية وبعض من هذه الدول ساهمة في إرباك عملية الاستقرار والأمن في ليبيا وخاصة قطر والسعودية والآن مصر.

رغم هذا كله الليبيون عازمون علي انجاح اول انتخابات بعد 60سنة من اخر انتخابات اجريت بليبيا. لقد وصل عدد الناخبين لأكثر من مليونين ونصف والمرأة بنسبة 40%وعدد المترشحين اكتر من 2400 والمرأة بنسبة اكثر من 20% . هذا شيء ممتاز رغم ان مازال هنالك عدة ايام للإعطاء فرصة للكثير من الناس وخاصة الذين لم يفهموا بعد الغرض من اجراء هذه الانتخابات والتي سينتخب فيها اعضاء المؤتمر الوطني لتسير المرحلة القادمة وكتابة دستور دولة ليبيا الجديد والحفاظ علي استقرار وامن ليبيا.

خطاء وقعت فيه المفوضية العليا للانتخابات، انها أهملت الجالية الليبية بالخارج وهل هو متعمد كما كان يهلل الي أبعاد الليبيين مزدوجي الجنسية من الترشح لأي مناصب كبيرة بالدولة. ونتمنى ان لا يكون هذا وحتي وان كان. هؤلاء ليبيون وليبيات ولهم الحق في الانتخاب والترشح. يجب علي المفوضية وبأسرع وقت إرسال مندوبين لتسجيل الليبيين والليبيات بالخارج والذين يرغبون في الانتخاب والترشح. هذه فئة متعلمة ومهمة وكثيرا منهم سيرجع الي ليبيا في الوقت القريب. يجب ان لا نوصل صورة سيئة لهم بانه غير مرغوب فيهم كما كان يفعل الطاغية. الكل شارك وساعد وضحي في هذه الثورة وانا اشهد بانه لولاء الجالية الليبية بالخارج ومساعدتهم بالمال والأدوية والمعدات والأطباء لم نستطيع ان نصمد بوزارة الصحة ايام التحرير وكان لهم دور كبير وممتاز في توفير الأدوية والمستلزمات. كذلك في مجالات اخري مثل الاعلام . لأقد تحدث مع نائب رئيس المفوضية والذي اعلني بأن الانتخاب والتسجيل والبطاقة كله سيكون يون الانتخابات بالنسبة للجالية الليبية بالخارج. سيكون موعد الانتخابات متكفلة بهIOM وهي سترتب كل شيء. لم تقوم المفوضية بأعلام اي سفارة بهذا وخاصة في الدول الكبرى.

الدعاية المركزة واختيار من يقمون بهذا من مؤسسات المجتمع المدني لان هذا هو دورهم وعليهم البداء والمساهمة في توعية الناس وخاصة النساء وحتهم علي المشاركة. يجب ان لا يقوم بها وعاظ المساجد لان الكثير منهم لهم اجندتهم وينتمون الي جماعات لها اهتاف معينة ومنها الوصول للسلطة باي ثمن. كذلك يجب ان لا يقوم بها اعضاء المجلس الانتقالي وحتي المستقبل منهم واعضاء المكتب التنفيذي واعضاء الحكومة الحالية ، حتي لا يستغلون الفرصة بالدعاية لأنفسهم لان الكثير منهم يريد ان يرشح نفسه مستقبلا. كذلك أبواق النظام السابق ومنهم الان يلبس ثوب الثورة .

التوعية من خلال الإذاعات المرئية والمسموعة والصحف. اعداد مطويات وتوزيعها في المدارس والمساجد والنوادي والجامعات. هذه المطويات يجب ان تحتوي علي كيفية اختيار الشخص المناسب والوطني والكفاء بعيدا عن القبلية والجهوية والعنصرية. كذلك شرح عملية الانتخاب وبلغة بسيطة . حت المواطن علي زيارة مركز التصويت قبل موعد الانتخابات الاطلاع عليه مع جلب الاطفال وتعريفهم بما يحدث.

توفير الأمن للمرشحين وكذلك لمراكز التصويت. منع بعض الجهويين من التأثير علي الناخبين وكذلك القبليين وحت الناس علي عدم الاستماع اليهم وخاصة من كانوا يسيطرون علي مقاعد البرلمان ايام الملك او الشعبيات ايام الطاغية. هذه العائلات او الافراد يجب ان لا يكونوا في الصف الاول مرة اخري وحت الناس باختيار ناس وطنيون ودوي كفاءات عالية لخدمة ليبيا والمنطقة.

التعاون مع الامم المتحدة والاستفادة من خبرة الدول في إدارة الانتخابات وتدريب الليبيين والليبيات علي ذلك وتحضيرهم للانتخابات المقبلة.

محاولة الوصول لكل ليبي داخل وخارج ليبيا ودعوته للتصويت واذا امكن إرسال رساله شخصية له وحته علي المشاركة وخاصة أعوان النظام من قبيلة ورفلة وسرت وبعض القبائل بجنوب ليبيا.

يجب ان يخرج المستشار مصطفي عبدالجليل ويتحدث للشعب الليبي وحثهم علي التسجيل والتصويت والانتخاب رجالاً ونساءً. هذا من خلال الاذاعة المرئية والمسموعة ويجب ان يحضر له قبل اذاعته حتي يستمع اليه عدد اكبر وفيه دعوة خاصة لمن مازالوا متعاطفين مع النظام السابق.

لكل شخص يريد ان يسجل او يصوت او يزور مركز التصويت او التسجيل، يجب منعه من استجلاب اي سلاح معه حتي وان كان قائد او وزير او عضو بالمجلس. كذلك التنبيه علي الناس بان السلاح ممنوع وجوده وخاصة الثقيل علي 10كيلومتر مربع من مراكز التصويت والتسجيل.

سيكون هذا عرساً ليبياً جميل. انه يوم كم انتظرته وانتظره كل الليبيين والليبيات. انها فرحة العمر عندما تخلصنا من الطاغية وأنها فرحة العمر عندما تحررت ليبيا منه ومن أعوانه وأنها فرحة العمر عندما تكون ليبيا آمنة وبدون أشباه الثوار يسودها الأمن والاستقرار والعدل وتكون كرامة الليبي والليبية مصانة ومحفوظة. في مثل هذا اليوم 14/5/2011 دخلت اراضي ليبيا من ذهبية وفي مهمة للجبل الغربي. لقد حدروني بان هنالك خطر كبير حيث ان الحرابة مازالوا موالين للطاغية ولن استطيع الوصول للزنتان. ولكن توكلت علي الله وقلت للسائق والحراسات من نالوت المجاهدة، لنذهب وكانوا شباب متحمسين جداً غير خائفين وفعلا ذهبنا ومررنا بالحرابة ومازال بها الاعلام الخضراء واللوحات الدعائية للطاغية ولكن الله وفقنا واتصلت بإخوتي في الزنتان ورجعنا سالمين. يومها قلت من يراهن علي شعب وشباب ليبيا لن يخسر ومن يومها شعرت بان ليبيا لليبيين الليبيات ولن يسلبهم حقهم احد وهم قادرين علي اختيار من يقودهم خلال المرحلة القادمة. هذه الانتخابات ستبرهن للجميع باننا قادرين وبعون الله علي حماية ليبيا من المتسلقين والأفقين والخونة وكذلك من يريد زعزعت امن واستقرار ليبيا سوء افراد او جماعات او دول او تحالفات. هذه الانتخابات ستكون نصر اخر لليبيين والليبيات وفرحة سنفرح بنجاحها. ثوار ليبيا الحقيقيون سيحمونها وينجحونها وستصل ليبيا وهذه الانتخابات الي بر الأمان بهم وهم قادرون علي هذا وكلنا نعرفهم ويجب ان نضع الثقة فيهم الان وهم من سيبعد أشباه الثوار.
ليبيا ستكون حرة دائماً وكرامة الليبيين والليبيات ستصان ولن تهدر ابداً بعون الله.

د ناجى جمعه بركات

وزير الصحة سابقاً 

المجلس الوطني الانتقالي-ليبيا (المكتب التنفيذي)

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

اترك تعليقاً