كيف كنا والى اين سنصبح…. المؤتمر والحكومة في مأزق

كيف كنا والى اين سنصبح…. المؤتمر والحكومة في مأزق

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

خواطر اليوم 7 سبتمبر 2013 (كيف كنا والى اين سنصبح…. المؤتمر والحكومة في مأزق)

هذه الايام عصيبة علي الحكومة ولكن من سبب هذه المشاكل فعلا هو المؤتمر الهزيل والذي يريد سحب البساط من تحت الحكومة ويلومها في كل شيء. لا ادافع عن الحكومة وزيدان فعلا هو وكثير من وزراءه ضعفاء وليس لديهم الروح القيادية ولا الجراءة في اتخاد القرار. كما ليس لديها الشفافية ونسي اكبر داعم له هو الشعب. لقد صار اخير يتهم المواطن وهو السبب في كل شيء ونحب ان نذكره بأن هذا المواطن هو الشعب الليبي. ليبيا هذه الايام في خطر اكبر من قبل واصبحت لقمة سائغة في يد كل المحتالين والسراق واللهثين وراء السلطة. يقولون ان التحالف سبب هذا في السابق وانسحب التحالف. لقد بدأت الساحة مفتوحة للإخوان واذا نظرنا الي سبب المشاكل المفتعلة ستجدها في وزارات يترأسها الاخوان. الكهرباء والاتصالات والداخلية وقادة الدروع ورئيس المؤتمر الوطني، هؤلاء كلهم من الاخوان او مدعومين من الاخوان. نحن لا نقول كل شيء سببه الاخوان ولكن هنالك مؤامرات تحاك ضد ليبيا والغرض منها هو افشال قيام الدولة وبعدها تقوم دولة الخلافة السادسة كما يريدها الاسلاميون والاخوان اكبر طرف في هذه المؤمرة. زيدان لجاء لمصر لغرض المشورة وتحدير الاخوان بليبيا لأنه شعر بأن البساط سيسحب من تحته ومن الاخوان.

سؤال يطرح نفسه، هل فعلا وقع الامازيغ في فخ الاخوان المسلمين ومن ادخلهم هذا النفق. ابوسهمين كان له دور كبير في هذا وهو محسوب على الاخوان وعلى الامازيغ ولكنه يفكر بطريقة ضرب عصفورين بحجرة واحدة. لقد اخد معه مصراته وهي متحالفة مع الاخوان وجاء بهم الى طرابلس لغرض حمايته فقط وأوهم الشعب الليبي بأن هنالك انقلاب من قبل الزنتان وورشفانه ومعهم ترهونة وبني وليد. لقد راهن على هذا ويريد رضاء الامازيغ ولكن طرح ورقت الامازيغ وحاول احياء التحالف القديم بين الامازيغ ومصراته. اصبحت صورة الامازيغ مشوهة واصبح الشارع ينقم عليهم كما ينقم علي الاخوان المفلسين. الان اللعبة اصبحت واضحة ونتمنى من الاخوة الامازيغ انتخاب مجلس اعلي جديد لهم وعدم التفريط في وحدة ليبيا. الامازيغ عرفوا لعبته وهو متورط مع مصراته والاخوان المسلمين هذه الايام. هنالك اشياء خطيرة ربما لم يطلع عليها الليبيين وستأتي في حينها.

خلال الايام الماضية واليوم تحدث مع عدد من الاخوة ومن هم وطنيون ويحبون ليبيا ويحاولون عمل شيء ما من اجل الوطن والذي صار جريح ويحتاج الى علاج بالخارج او من الخارج. لقد شد انتباهي تزايد عمليات القتل والنهب والسطو والتي تحدث بكل ليبيا وهنالك ممرات وطرق ممنوع المرور منها الا اذا كنت في رتل وحتي وان ليس معك شيء سوف تتعرض للإهانة والضرب. يقولون ورشفانه بها اكثر من الف خارج عن القانون وهذه حجة درع وسط ليبيا ويقولون السويحلي صار له فيديو مشهور ويوزع في طرابلس. اما عن الكهرباء فحدث ولا حرج واما عن ضرب محمد التومي المسكين والغلبان وهو مرشح غريان، فهذا يحظى باهتمام المؤتمر ولجنة حقوق الانسان وكأن الليبيين الاخرين لا يهانون ولا يضربون ولا يتم السطو عليهم وفي بيوتهم.، علما انه لم يقطن غريان ولم يعيش بها ابدا ولا يعرفها الا بعد الثورة. هنالك المئات من الليبيين يهانون ويضربون ويدلونهم سوء داخل او خارج السجون وهو اختراق واضح لحقوق الانسان. لجنة حقوق الانسان لا تدين هذا ولكن وبسرعة اخرجت بيان تدين الاعتداء علي هذا الرجل. نتأسف عن هذا العمل الجبان ومن قاموا به يدل على ان كل من يقول الحقيقة سوف يتعرض للضرب والاهانات.. ماذا نقول تحيا ليبيا او تحيا الثورة او نقول …الصبر اذا ينفع الصبر.

المياه، والنفط تم توقيفهم والكهرباء بانقطاع مستمر والامن متدهور والمواطن خائف. من المسؤول الاول ومن نحاسب. اول شيء يجب ان نحاسب انفسنا. الجميع يقول ماذا فعلت لي ليبيا ونقول له ماذا فعلت لليبيا. يجب ان يعمل الجميع من اجل ليبيا هذه الايام. الحكومة ليست المسؤول الاول ، انه المؤتمر وهو من عطل الميزانية وعرقل عمل الحكومة وهو من ادخلنا في نفق مظلم لا مخرج منه الا برحيلهم جميعا. الحكومة تتمثل في شخص واحد وهذا ما تعود عليه الليبيين وهذا ما يريد تطبيقه السيد زيدان ولا يعرف ان حكم الفرد قد زال. السيد زيدان اخفق كثيرا وما عليه الا ان يعترف بالفشل ويطلب مساعدة الشعب له ولا يتهم المواطن بأنه كان سببا في كل ما يحدث في ليبيا. صحيح المواطن له نصيب في فشل الدولة لأن من يفشلونها هم مواطنين مسيسين وتابعين لجهات داخلية وخارجية. المواطن العادي والذي هو اساس الدولة الليبية مغلوب علي امره وفى حيرة مما يجري وهو من دعم الحكومة فى عدة مناسبات. غياب القيادة الجيدة ولا وجود للقادة للالتفاف حولهم وتوجيه هذا الشعب اصبح هم الشعب الليبي . لقد كان ناس قياديون ايامات التحرير وخاصة بالمكتب التنفيذي ، ولكن ابعدوا وهمشوا وسدت الطرق امامهم. هل حان الوقت لرجوعهم وقيادة الثورة من جديد سوء علي الصعيد الداخلي او الخارجي.

السيد زيدان فشل في قيادة الدولة وتعنته بعدم الاستماع للشعب والى الخبراء سيكون مرددوه سيئ عليه وعلى تاريخه النضالي. نتمنى ان يقوم المؤتمر وبأسرع وقت اعلان حكومة ازمة مصغرة من القيادين ومن اصحاب العقل والحكمة وجراءة في اتخاد القرار. الوقت يمر وبسرعة وليبيا في خطر كبير ولا نريدها ان تنزلق الى عراق اخر. كنا في خير وفرح ومرح ايامات الثورة وجاءتنا حكومة الكيب وافشلت طموحات الشعب ثم جاء المؤتمر الوطني ونجح الشعب الليبي في انتخاب ممثليه ولكن سرعان ما تلاشي هذا واصبح الاعضاء والمؤتمر يبتعدون عن خارطة الطريق والتي رسمها الاعلان الدستوري والى اليوم نسوا ان الدستور والانتخابات اهم من العزل السياسي واصدار قرارات تافهة لا تنفع الدولة ولا المواطن في هذه الوقت العصيب. نسو ان تشريع الدستور والانتخابات هو ما اعطي لهم فقط. اصبحنا اليوم نلعن في انفسنا على من اخترنا يوم 7/7/2012 واصبحنا نطالب مرة اخري بإقالة حكومة زيدان. الخلل واضح والمقتنيين واضحين والصراع بين القوي الاسلامية والشعب صار قوي . الليبيراليين تنقصهم القيادة ومتشتتتين وغالبيتهم من النخب السياسية. هل هم من سيقود ليبيا ان شاء الله واخراجها من هذه الورطة.. اصبحنا في ورطة كبيرة ويستر الله.

ليبيا حرة وستبقي حرة ان شاء الله

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

اترك تعليقاً