لابد من ليبيا وإن طال الكدر

لابد من ليبيا وإن طال الكدر

أهم من فوز منتخب ليبيا بمباراة في كرة القدم، هو فوز ليبيا بوحدتها الوطنية، ولو على مدرجات مدينة المنستير التونسية.

فالليبيين الذين فرقتهم السياسة، وقسمتهم الإدارة، ولم تتركهم الجغرافيا وحدة واحدة، تجمعهم مباراة في كرة القدم، يلتقي فيها الليبيون، على أمل واحد، وعلى فرح واحد، وعلى حزن واحد أيضا.

لا أحد يسأل الآخر مع أي معسكر، ولا أحد يسأل الأخر من أي قبيلة، فالمعسكر هو ليبيا، والقبيلة هي ليبيا، ولا غير.

منتخب ليبيا لكرة القدم جمع الجميع في مدرجات ملعب لكرة القدم خارج ليبيا، وخلف الشاشات في كل البيوت الليبية.

اليسار، واليمين، والخضر، والمخططين، وحتى الفدراليين كلنا عدّلنا توقيتنا على ساعة منتخب الكرة.

العربي، والأمازيغي، والمقرحي، والنائلي، والبرعصي، كلنا عدّلنا نبضنا على دقات قلب منتخب الكرة.

ليست الكرة هي من تجمعنا، بل ليبيا هي التي جمعتنا، رغم ما هدمته الحرب على طرابلس، من لحمة ليبية، وحب ليبي ليبي. مدرجات الملاعب تجمع كل الميول، والأطياف السياسية، والقبائل والعشائر الليبية، فالجميع نسوا اختلافات غير المبررة، ونسوا معاركهم غير الواجبة، تحت سقف ليبيا، وبين جدران ليبيا.

كيف يكون كل هذا الاندفاع لمنتخب ليبيا رغم فائض الخيبات، وأسوأ من ذلك رغم الانقسام؟ فهل هو من أجل فريق كرة قدم لن يؤكلهم ولن يشربهم؟ هل صارت الأقدام أكثر قيمة من الأقلام، وحتى الأرحام؟ أنه سلوك تعويضي، حتى وأن كان لا شيء يعوض الوطن، إلا الوطن نفسه.

والمهم لابد من ليبيا، واحدة، آمنة، مستقلة، وأن طال الكدر.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

عبدالرزاق الداهش

كاتب وصحفي ليبي

التعليقات: 1

  • عرباوى

    حلمنا هو وطن ” من الخليج الثائرى الى المحيط الهادري”…وطن دستوره يحمى ويجمع الجميع عرب وامازيغ واكراد ومسلمين واقباط…وطن بدون عرق ولا دين ولا طائفيه…و العربيه فيه هي مجرد لغه لتخاطب بين جميع مكوناته…نعم مزال منا من يحمل في قلبه هدا الحلم في ليبيا…اكتب هذه الكلمات وقلبي ينشد :

    بلادُ العُربِ أوطـــــــــــــــاني

    مــــنَ الشّـــــــــــــامِ لبغدان
    ومن نجدٍ إلى يَمَــــــــــــــــنٍ

    إلى مِصــــــــــــــرَ فتطوانِ
    فلا حدٌّ يباعدُنا ولا ديــــــــنٌ يفرّقنا

    لسان الضَّـــــادِ يجمعُنا بغسَّانٍ وعدنانِ
    لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ سنُحييها وإنْ دُثرَتْ

    ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ والجانِ
    فهبوا يا بني قومي إلى العـلياءِ بالعلمِ

    و غنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً