لكي نفوز في الانتخابات

لكي نفوز في الانتخابات

جميعنا متفق على ضرورة والزامية وحتمية الانتخابات.. الذين يحكموننا اليوم وأفسدوا علينا حياتنا هم ايضا مثلنا ينادون بالتغيير انما السؤال عن أي تغيير يعولون وماذا سيغيرون؟ نحن نريد تغييرهم وقذفهم بعيدا عنا الى حيث المزبلة والكنيف والحشوش وهم ماذا يريدون؟

هم يريدون استمرار ما هم فيه وعليه أي بقائنا في غيابات الجب ليتوارثونا ويركبونا ويناضلون لنبقى المفعول به دائما.. هم يريدون الانتخابات فقط لكي يتم اختيارهم فهم لا يرون الاحقية والفوقية الا لهم ولا حكمة ولا تدبير الا من خلالهم وبالتالي الانتخابات محسومة بالنسبة لهم.. ان هؤلاء ما قبلوا ليرحلوا ولا رضوا ليغادروا.. هم مفضوحين مستفزين لا مشروع لديهم ولا خطة ولا برامج للإنقاذ.. هم يعتمدون على روح شرسة مقاتلة للبقاء والسيطرة.. هذه قوتهم وهنا مكمن داءهم وبالتالي ليس هناك أسهل من هزيمتهم لو اننا اصحاب الوطن والقضية العادلة أحسنا تدبير شئوننا وتنظيم صفوفنا.. سنجدهم على اعتابنا يستجدوننا لكي نقبل بهم حلفاء وخدم.

لعبة الصندوق.. لعبة خبيثة وطريقة صفيقة انما لابد من ولوج بابها حتى نستعيد وطننا ونعيد الكبرياء لمواطنينا.. النجاح يتطلب ارادة فولاذية واخلاص دائم.. الانطلاق من عقيدة لا تتزحزح.. لابد من التكلم بلغة القوم.. لغة المتحكمين في اللعبة حتى نفهم نواياهم ونستوعب طموحاتهم.. هناك حاجة ملحة لكوادر قادرة على الانخراط في العمق حتى يمكنها من ادارة ما نسميه الوجدان الشعبي.. لابد من توفر قواعد لهذه الكوادر وهنا أعنى الكوادر المنخرطة في عملية التحشيد.

لا يمكن لصاحب قضية محقة ان يخسر قضيته الا إذا كان لا يملك مشروعا ولغة مفهومة.. مشروعا قابلا للتطور حسب الظروف المواتية فالتقوقع والانزواء لا يخدم القضية بل هو المقتلة بعينها.. قضايا الامة والوطن تحتاج لبناة من صنف استثنائي.. لا تبنى الدول بالعواطف بل بالعقل انما المرحلة التي تسبق ذلك البناء هي التي تحتاج الى العواطف وتأجيجها والخلط بينهما وعدم القدرة على استيعاب متى يكون هذا ومتى يكون ذاك جعلنا في خانة الخاسرين حتى اللحظة.

إن من يخسر قضيته العادلة انما يشكو عجزا وقصورا في كيفية مخاطبة واقعه وفهم ما يدور حوله وايضا عدم امتلاكه لأدوات الضبط الفعالة داخله.. الهدف هو بناء واقع مغاير لهذا الواقع المزري وهذا يكون عبر المشروع الواعد المطمئن للآخر مشروعا واقعيا حقيقيا يهدف الى حل المختنقات ويعالج الاختراقات …لابد من امتلاك ثقة الناخب واشراكه في المسألة خاصة انه جاهز بعواطفه.

إن التأخر في الانخراط الداخلي في اللعبة هو الذي يقصيك وهو الذي يفسح المجال امام الخارج لتستبيح حماك وتلعب بمصيرك وتستولي على مستقبلك.. ان معاناة الداخل الليبي كان نتيجة الفراغ الذي اوجده صاحب القضية بعزوفه وانعزاليته.. والحقيقة ان هذا العزوف كان له سبب داخلي وخارجي.. في الداخل هو تلك الوجيعة وذلك الالم الذي شعر به الوطنيون وهم يرون منظومة القيم تضرب وتجد من يصفق لها والخارجي هو الزخم الاعلامي الصاخب الذي رافق هذا الخرق مما اوحى بأغلبية غير حقيقية وقوة ضاربة وهمية.. مما جعل صاحب القضية العادلة يحكم على قضيته بالفشل فأنسحب تاركا المجال فسيحا امام مناوئيه معتمدا على عدالة قضيته فقط ونسي ان العدالة تحتاج الى من يقودها ويظهرها والا ستبقى شعارا واحلاما وامنيات.. العمل السياسي يتطلب حرفية.. انت لن تأكل هريسة الفلفل الاحمر الا إذا وضعتها بين شطيرتان؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً